المعركة الخامسة .. رونالدو يختفي بفعل فاعل و"الخذلان" يضرب ميسي وينهي حلمه الأمريكي

في ليلة حزينة على إنتر ميامي وميسي، خرج الفريق من بطولة الدوري الأمريكي، بعد الخسارة 3/2 أمام أتلانتا يونايتد، في المواجهة الفاصلة التي جمعت بينهما فجر الأحد الماضي.

هذه الخسارة تعنى أن الموسم انتهى بالنسبة للنجم الأرجنتيني ورفاقه، ليكتفي الفريق بدرع مشجعي الدوري الأمريكي، بعد حصوله على أعلى عدد نقاط في دور المجموعات، قبل خروجه من المرحلة الإقصائية في المسابقة.

وساهم ميسي في الهدف الأول لإنتر ميامي، بعدما سدد الكرة التي تصدى لها الحارس بالدقيقة 17، لتصل إلى ماتياس روخاس الذي أودع الكرة في المرمى، قبل أن يهدر الأرجنتيني فرصة سانحة للتهديف في الدقيقة 34، بتسديدها على يسار حارس أتلانتا المتألق.

وقبل نهاية الشوط الأول، وبالتحديد بالدقيقة 45+9، صنع ميسي واحدة من أخطر فرص المباراة لسواريز، بتمريرة داخل منطقة الجزاء ليسددها الأوروجوياني على الطائر ولكن حارس أتلانتا واصل التألق وتصدى لها.

وسجل صاحب الـ37 سنة واحد من أهدافه النادرة عن طريق الرأس، بالدقيقة 65 من زمن المباراة، بعد عرضية من مواطنه مارسيلو وايجاندت أرسلها من الجهة اليمنى ليضعها ليو في المرمى ببراعة، قبل أن يصنع عدد هائل من الفرص فيما بعد، تفنن لويس سواريز وباقي اللاعبين في إهدارها، ليبدو الأمر وكأنهم خذلوه وتسببوا في ضياع مجهوده.

ورغم الهزيمة، حصل ميسي على أعلى تقييم بين لاعبي الفريقين بـ9.1 من جانب شبكة سوفا سكور، حيث سجل هدفًا وصنع 7 فرص للتهديف، وسدد الكرة 7 مرات منهم 3 على المرمى و4 تصدى لها الدفاع، ودقة تمريراته كانت 82%.

ساهم رونالدو في "الحفل الثأري" الذي أقامه النصر أمام العين الإماراتي في الجولة الرابعة من دوري أبطال آسيا للنخبة، على ملعب الأول بارك في 5 نوفمبر الجاري.

النجم البرتغالي نجح في تسجيل الهدف الثاني من المباراة التي انتهت بفوز فريقه 5/1، وذلك من متابعة ممتازة لكرة قوية سددها ساديو ماني، ليصل رصيده من الأهداف إلى الرقم 908 طوال مسيرته، مقتربًا من حلمه الأكبر بالوصول إلى 1000 هدف قبل الاعتزال.

رونالدو قدم بعض اللمحات الإيجابية في الشوط الأول من المباراة، حيث تحرك كثيرًا وساهم في تفكيك دفاعات العين ولو بشكل غير مباشر، ولكنه اختفى تمامًا في النصف الثاني من اللقاء، مما دفع المدرب ستيفانو بيولي إلى تغييره في الدقيقة 79.

كما أنه بدا أكثر بطئًا في إنهاء الفرص بالشوط الأول، لدرجة أنه أطلق 4 تسديدات في أقدام مدافعي العين، من أصل 5 تسديدات مصدودة لفريقه، علمًا بأن عدد من هذه الفرص كان يمكن بسهولة تسديدها قبل وصول المدافعين، وبمجرد خروجه من الملعب، انقلبت الكفة تمامًا لصالح النصر الذي سجل هدفين في الدقائق المتبقية.

وبالنسبة للأرقام، سنجد أن ما قدمه رونالدو يمكن تقسيمه على شوطين، ففي الشوط الأول أرسل 21 تمريرة بنسبة دقة 81%، وقام بالتحام واحد (غير ناجح)، وسدد كرة واحدة على المرمى (الهدف) وتسديدتين خارج المرمى، إلى جانب 4 تسديدات تكفل بها المدافعون، صنع فرصة واحدة لزملائه، ولم يقدم أي تمريرة حاسمة، علمًا بأنه لم يرتكب أي خطأ ولم يفز بأي مخالفة.

وأما بالشوط الثاني أرسل رونالدو 11 تمريرة فقط، بنسبة دقة 81%، ولم يقم بأي التحام، كما سدد كرة واحدة (جاءت خارج المرمى)، وأرسل عرضية غير ناجحة، وصنع فرصة واحدة لزملائه، ولم يرتكب أي خطأ أو يحصل على مخالفات، قبل أن يغادر في الدقيقة 79.

انتصار آخر حصده النصر في 8 نوفمبر الجاري، بالفوز على الرياض بهدف دون رد، في المباراة التي جمعت بينهما ضمن منافسات الجولة العاشرة من دوري روشن السعودي.

النجم السنغالي ساديو ماني سجل هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 41، في الوقت الذي يبدو فيه أن رونالدو تأثر كثيرًا بالطريقة التي يعتمدها المدرب الجديد ستيفانو بيولي، والتي تسببت في تراجع أرقامه التهديفية في الفترة الأخيرة.

النصر مع مدربه السابق لويس كاسترو، كان يعتمد على إمداد رونالدو بالتمريرات والعرضيات اللازمة لزيارة الشباك، مما ساعده على التتويج بجائزة هداف دوري روشن الموسم الماضي بـ35 هدفًا، ولكن مع بيولي الأمور مختلفة، المدرب الإيطالي يعتمد على التنوع في حلوله الهجومية، وأقحم ماني وتاليسكا ضمن أولوياته.

وهو ما انعكس على رونالدو، الذي سجل 6 أهداف في دوري روشن حتى الآن، 4 منها من ركلات جزاء أمام الاتفاق والوحدة والعروبة والشباب، مما يعني أنها أصبحت الطريقة الأفضل له للتسجيل في الوقت الحالي.

وبشكل عام، فإن رونالدو لعب أكثر من الناحية اليسرى، لترك المساحة أمام ماني للتقدم، فيما سدد البرتغالي 3 مرات على المرمى، ولمس الكرة 28 مرة، صنع خلالها 15 تمريرة صحيحة بنسبة 88%، فيما فقد امتلاك الكرة 7 مرات، وبات ضعيفًا في المواجهات (واحد ضد واحد)، بعدما حقق التحامين ناجحين من أصل 7 محاولات.

وقد تؤدي طريقة بيولي الجديدة إلى جعل مهمة رونالدو في الوصول إلى الحلم الـ1000 هدف شبه مستحيلة، لأنه اقترب من بلوغ 40 سنة، ولم يصبح بنفس الغزارة التهديفية التي اعتاد عليها.

واقعة غريبة حدثت بعد مباراة الرياض الأخيرة، وذلك بخروج رونالدو دون الاحتفال على طريقته الشهيرة مع جماهير النصر بهذا الانتصار، حيث غادر مبكرًا الملعب، في خطوة قد تحمل الكثير من التفسيرات، أبرزها عدم رضاه عن مستواه وكذلك غضبه من أسلوب بيولي الحالي.

الحكم ليس سهلًا، لأن ميسي لعب مباراة واحدة فقط، بينما خاض رونالدو مواجهتين مع النصر أمام الرياض في دوري روشن وضد العين في دوري أبطال آسيا للنخبة.

النجم الأرجنتيني تألق بشكل لافت أمام أتلانتا يونايتد وسجل هدفًا في شباك الخصم، ولا يمكن لومه على خسارة فريقه ووداعه للدوري الأمريكي، وأما رونالدو فقد سجل كذلك ولكنه لم يظهر بالشكل المتوقع.

ربما كان ميسي أكثر إبهارًا من رونالدو في هذه المعركة، ولكن البرتغالي شارك كذلك في انتصارين هامين للنصر ولا يمكن إنكار مجهوده، لذلك التعادل هو الحل الأنسب لفض الاشتباك!