المدرب المثالى لمانشستر يونايتد؟ ساوثجيت لقيادة ثورة راتكليف في أولد ترافورد

إذا وافق ساوثجيت، على عرض تدريب مانشستر يونايتد فسوف يعمل مع شخصيات رئيسية يعرفها جيدًا حيث يرتبط بعلاقة قوية مع المدير الرياضي الإنجليزي المحتمل ليونايتد دان أشوورث، منذ فترة طويلة أثناء عملهم معًا مع منتخب إنجلترا.

وتم تعيين أشوورث، مديرًا للتطوير في إنجلترا عام 2013، في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين ساوثجيت، مدربًا لفريق تحت 21 عامًا ومن خلال العمل معًا بجانب رئيس فرق التطوير مات كروكر، ساعد أشوورث في خلق "الحمض النووي الإنجليزي" الذي يضمن النجاح لفرق الرجال والسيدات مستقبلًا.

وأشاد ساوثجيت، بأشوورث والدور الذي لعبه في وصول إنجلترا إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم 2018، ووصف أشوورث، ساوثجيت بأنه "شخص استثنائي وقائد ويجيد التعامل".

وقال أشوورث: "يستطيع إخراج أفضل ما لدى اللاعبين ونجح في النهاية فى جعل الجميع فريق ومجموعة واحدة".

لدى ساوثجيت، الكثير من الصفات المشتركة مع مدير الرياضة في شركة إنيوس، السير ديف برايلسفورد، الذي كان على اتصال وثيق مع الاتحاد الإنجليزي في أعقاب إقالة سام ألارديس.

وتم عرض على برايلسفورد، الذي حقق نجاحات كبيرة سابقًا فرصة أن يكون جزءًا من المجلس الاستشاري الفني للاتحاد الإنجليزي وتقابل مع مدرب إنجلترا في مؤتمرات P8 Leaders، حيث كان العقل المدبر لسباق Tour de France المتعدد لفريق سكاى.

وقال السير مايكل باربر، لصحيفة "ذا أثلتيك" :"كان جاريث مهتماً للغاية بنصيحة ديف، حول كيفية تحفيز الجميع في تشكيل كأس العالم، بما في ذلك اللاعبين الذين لا يلعبون".

وكان لدى فريق سكاي ما يقرب من 30 متسابقًا، ولكن تسعة فقط منهم ثم ثمانية يمكنهم النجاح وظهرت مهارته الحقيقية فى جعل كل فرد في الفريق يشعر وكأنه يساهم في تحقيق هدف الفوز بالسباق.

ويشترك برايلسفورد وساوثجيت، في الرغبة بتعلم الكثير من الرياضات الأخرى لقد استعار مدرب منتخب إنجلترا وطاقمه أفكارًا من اتحاد كرة القدم الأميركي والدوري الأميركي لكرة السلة ودمجوا استراتيجيات لتحسين تسديد الكرات الثابتة وإدارة المباريات.

وأوضح ساوثجيت، في عام 2018: "يمكننا تجربة أشياء مختلفة ناجحة وإذا واصلت دائمًا القيام بما كنت تفعله دائمًا، فستحصل على نفس النتائج".

وقام برايلسفورد، بتوسيع أفكاره أيضًا وأهتم بالفورمولا 1 والإبحار قبل الاهتمام الشديد بكرة القدم وشاهد برايلسفورد وساوثجيت مباراة Super Bowl معًا ويتواصلون بشكل مستمر.

إن اهتمام ساوثجيت، بما قاله بريلسفورد، حول كيفية الحفاظ على اللاعبين الذين لم يلعبوا دائمًا أمرًا يفتقده اليونايتد حيث لا يوجد شعور بوحدة الفريق خلال 11 عامًا السابقين منذ رحيل السير أليكس فيرجسون.

وبذل تين هاج، قصارى جهده أكثر من غيره واتبع نهجًا قاسيًا ضد كريستيانو رونالدو، وطرد جادون سانشو، من الفريق عندما رفض الاعتذار وقال المدرب الهولندي في سبتمبر الماضي: "طلب النادى منى تطبيق الالتزام لأنه لم يكن هناك ثقافة ومعايير ونظام قبل إنضمامى فى الموسم الماضي".

ولكن تصريحات تين هاج، بالتشكيك علنًا في التزام سانشو، قد عرضه لانتقادات ومن المؤكد أنه خلق صورة فوضوية للنادي ولم يكن سيتعامل ساوثجيت، مع الموقف بنفس الطريقة.

وحاول تين هاج، فرض نظام الانضباط والتدريب البدني الصارم ولكن بنتائج متباينة وعانى فريق يونايتد سابقًا من افتقار غرفة تبديل الملابس إلى الشخصيات القوية حيث كشف سولشاير، أن عددًا من اللاعبين رفضوا أن يكونوا قائدين فى بعض المباريات ولم يكن لديهم الشجاعة لإخباره بأنفسهم.

قد يكون ساوثجيت، هو المدرب المثالي للتعامل مع مشاكل مانشستر يونايتد فقبل أن يصبح مدربًا لإنجلترا في عام 2016، كان الفريق يعاني من مشاكل مماثلة ليونايتد لكنه اتخذ نهجًا مختلفًا عن تين هاج، حيث حاول التفاهم مع اللاعبين بدلًا من فرض أفكاره عليهم.

وأشرف جاريث، على إعادة ضبط منتخب إنجلترا وكون فريقًا أكثر سعادة مما يسمى بفريق "الجيل الذهبي" في كأس العالم 2006 عن طريق ثقافة الوحدة.

وقال بول سيمبسون، مدرب منتخب إنجلترا تحت 20 عامًا السابق لصحيفة "ذا ميرور" :"لقد خلق بيئة يستمتع فيها الجميع بالذهاب، لقد ابتعدنا عما كنا عليه قبل سنوات حيث بدا سابقًا أن اللاعبين لا يريدون اللعب للمنتخب".

إن الجانب الآخر الذي يتفوق فيه ساوثجيت، هو التواصل الجيد والتعامل مع الضغوط الإعلامية المتواصلة، بينما تين هاج، غير جيدًا فى التواصل وحقيقة أنه من جنسية مختلفة ويتحدث بلغة أخرى لا يساعده.

وأصبح التعامل مع وسائل الإعلام لا يقل أهمية عن التعامل مع اللاعبين، وإذا تم التعامل معهم بشكل سيء، فقد يؤدي ذلك إلى نهاية المدرب، ويجيد ساوثجيت، التعامل مع الإعلام وسيكون جاهزًا لتحمل الضغوط فى مانشستر يونايتد.

إن النجاح الأعظم لساوثجيت، يتمثل في تطويره النجوم الشباب حيث اختار الوقت المناسب لمشاركة جود بيلينجهام وبوكايو ساكا وفيل فودين، ومساعدتهم على مواصلة التألق، واستفاد من خبرة أمثال هاري كين وماجواير، لكن "روح وقوة فريقه"، كانت بفضل اللاعبين الشباب.

ووصف واين روني، ساوثجيت بأنه "لا يعرف الخوف" عندما تحدث عن كيفية استعانته باللاعبين الشباب وقال: "الكثير من المدربين الآخرين لم يعطوا الشباب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وإنصافًا لجاريث، لقد حاول القيام بذلك مما أدى إلى ظهور الكثير من اللاعبين الشباب ومن بين المدربين الستة الذين لعبت معهم كان هناك عدد قليل من اللاعبين الشباب الفرديين، ولذلك هو يستحق الكثير من الثناء".

وسيكون هناك دائمًا أشخاص يقولون إن ساوثجيت، كان يجب أن يحقق المزيد من النجاحات مع إنجلترا، نظرًا للمعايير العالية التي يتمتع بها المنتخب ولكن الفريق لم يحقق أبدًا نفس القدر من النجاح المستمر الذي حققوه تحت قيادته.

وقاد جاريث، إنجلترا إلى بلوغ نصف نهائي كأس العالم لأول مرة منذ 28 عامًا وأول نهائي كبير منذ 55 عامًا وتم إقصاء فريقه من نهائيات كأس العالم الأخيرة على يد فرنسا فقط بعد مواجهتهم مع حاملي اللقب وإضاعتهم ركلة جزاء من هاري كين.

إن المزيد من النجاح لمنتخب إنجلترا يقترب هذا الصيف حيث يعتبر الأسود الثلاثة مرشحيين للفوز ببطولة يورو 2024 بقيادة جاريث ساوثجيت.

وبعد ثماني سنوات من التدريب الدولي، حان الوقت لعودة ساوثجيت، إلى العمل مع الأندية بعد تجربته السابقة مع ميدلسبره، حيث ساعدهم على التواجد فى منتصف الجدول خلال موسمين في الدوري الإنجليزي قبل أن يهبطوا إلى الدرجة الثانية في عام 2009.

وقال مدرب إنجلترا فى مقابلة مع شبكة "سكاي سبورتس":" كان عمري 35 عامًا عندما كنت مدربًا في الدوري الإنجليزي والجميع سيتحدثون عن ميدلسبره، وأننى تسببت في هبوطهم، نعم في السنة الثالثة هبطنا لكني أمضيت ثلاث سنوات في التدريب بالدوري الإنجليزي".

وتابع: "لا توجد وظيفة في كرة القدم من شأنها أن تخيفك بعد تدريبك فى الدورى الإنجليزى فلن يوجد أي ضغط أكبر، أو أى مشاكل أكثر تعقيدًا، وأتذكر أنني تحدثت مع جوزيه مورينيو، عندما كان مدربًا لمانشستر يونايتد وقال لي: "عندما تنتهي من الوظيفة التى تشغلها الآن، ستكون قادرًا على فعل أي شيء، وكان كلامه صحيحًا بعد مرور سبع سنوات".

لقد تولى العديد من المدربين ذوي الخبرة تدريب مانشستر يونايتد ولكنهم لم يرتقوا إلى مستوى التوقعات، ولكن الآن الوضع اختلف مع شركة INEOS وقد لا يناسب هذا الهيكل كل مدرب لكنه بالتأكيد يناسب ساوثجيت.

وبالنظر إلى كل ما حققه جاريث، مع إنجلترا فمن المؤكد أنه يستحق فرصة لتكرار نجاحه مع العملاق الإنجليزى المتعثر.