المخدرات هددت حياته ويعول الأرامل ورفض مزاملة ميسي .. حكايات إيجالو

نشأ إيجالو في أسرة فقيرة للغاية في مدينة لاجوس النيجيرية، والده بول، لم يكن يعلم، أما والدته مارتينا، فهي من كانت تتولى الإنفاق على الأسرة.

مارتينا كانت تملك محل بقالة صغيرة، لبيع المشروبات الغازية وزجاجات المياة، وهنا كان يساعدها إيجالو.

يقول اللاعب، خلال تصريحاته لصحيفة "جارديان": "كانت الحياة صعبة للغاية، كان صعبًا علينا أن نجد قوت يومنا، والدي لم يتمكنا من توفير ما نحتاجه طوال الوقت، بالفعل كانت الحياة صعبة".

في الوقت الذي كانت والدته تعمل كي توفر له احتياجاته من أحذية وملابس لممارسة كرة القدم رفقة زملائه بالشوارع، كان والده بول رافضًا لهذه الممارسة.

يقول إيجالو، في تصريحاته لـ"ديلي ميل": "والدتي وقفت بجانبي، وكانت تحميني من صفعات والدي، الذي كان رافضًا لممارستي لكرة القدم، خوفًا من التعرف على أناس غير جيدين من الشوارع، لذلك كان مصممًا على تركيزي في الدراسة فقط".

خوف والده عليه كان مبررًا، فرغم أنه كان يمارس الكرة في ملعب "ماراكانا"، الذي أخرج أساطير كإيمانويل أمونيكي إلا أن تجار المخدرات كانوا يحاصرون ذلك الملعب..

"كان هناك شباب يبيعون المخدرات بجوار الملعب، الشرطة كانت تلاحقهم، كنا نسمع طلقات النار، ونركض خوفًا من أن نصاب، ثم نعود بعدها لاستكمال المباراة".

لا يشجع إيجالو مانشستر يونايتد لأنه مثله فقط، إنما ينتمي له منذ الصغر، فقط كبر وجد أشقائه كلهم يشجعون الشياطين الحمر، حتى أنه كان يحاول إدخار بعض الأموال، للذهاب لمشاهدة مبارياته.

يقول إيجالو، في تصريحاته لـ"بي بي سي"، بعد انضمامه لمانشستر يونايتد: "أحيانًا كنت أستمع لمباريات مانشستر في المذياع، وعندما كانت تتوفر لدي بعض الأموال كنت أدخرها كي أذهب لمكان يقوم بعرض المباريات، لم أكن قادرًا على دفع الاشتراك لمشاهدة المباريات في منزلي، كنت أدخر الأموال أسبوعيًا من يوم الإثنين إلى يوم الجمعة، كي أشاهد المباريات في نهاية الأسبوع.

"إذا لم أتمكن من إدخار الأموال، كنت أذهب، إذا كنت محظوظًا كنت أجد من يدفع لي، لكن غالبًا لم يكن يحدث هذا".

أول نادٍ خارجي مثله إيجالو هو لين النرويجي، لكنه اصطدم بالطقس شديد البرودة، خاصةً وأن نيجيريا لا تعرف الشتاء القارص..

"ربما كانت المرة الأولى التي أعرف بها معنى الشتاء، كان البرد قارصًا، فكرت في العودة لنيجيريا، لكنني تشبثت بحلمي واعتدت على الأجواء بعدها".

أسرته الفقيرة، علمته العطاء، فحرص على إعالة بعض الأسر شهريًا من وراء رواتبه..

يقول إيجالو في تصريحاته لصحيفة "ديلي ميل": "شهريًا أقوم بإرسال الأموال لأسرتي في نيجيريا، هم رقم 1 في حياتي، كذلك أرسل الأموال للأطفال وللمدراس، وأعول 45 سيدة أرملة".

طفولة إيجالو الصعبة دفعته، لاستغلال الأموال التي جمعها من كرة القدم، لافتتاح دور أيتام في لاجوس النيجيرية في بداية عام 2002..

يقول اللاعب خلال افتتاحه للدار: "كانت طفولتي صعبة، لذلك قررت مساعدة المجتمع الذي نشأت به، رغم وجود والدي بجواري إلا أن حياتي كانت صعبة، فماذا عن الأيتام؟، أريد أن أكون بمثابة شعاع النور في حياتهم".

في عام 2018، شارك إيجالو مع منتخب نيجيريا في كأس العالم روسيا 2018، لكنه ودع من الدور الأول، في نسخة أهدر بها لاعب الهلال عدة فرص.

الجمهور النيجيري حملت إيجالو مسؤولية الوداع المبكر للمونديال، لذلك تلقى تهديدات بالقتل هو وأسرته..

"قالوا الكثير من الأشياء لأطفالي الأبرياء وزوجتي، لدرجة أنهم هددوا حياتي وحياة عائلتي، لذلك فكرت في الاعتزال دوليًا لولا مساندة المدرب جيرنوت رور لي".

في بداية عام 2019، رفض إيجالو عرضًا من برشلونة الإسباني لمزاملة ليونيل ميسي، وفضل الانتقال للدوري الصيني.

وقال إيجالو وقتها في تصريحات لـ"فور فور تو": "كان عرض برشلونة على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر فقط، وكنت سأكون مهاجمًا احتياطيًا، ومع احترامي كنت أنا الهداف الثاني للدوري الصيني برصيد 21 هدفًا، أستحق أفضل من ذلك، لا أن أكون لاعبًا مؤقتًا في مكان ما".

عقب احتلال نيجيريا للمركز الثالث في كأس أمم إفريقيا مصر 2019، قرر بشكل مفاجئ الاعتزال دوليًا، وأوضحت الصحافة النيجيرية وقتها أن قرار اعتزاله، أتى لتأثره منذ تهديده بالقتل عقب مونديال 2018.

لكن في عام 2021، قرر إيجالو التراجع عن الاعتزال، لكن رفض ناديه السابق الشباب السعودي، حرمه من المشاركة في كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021.

يخطط إيجالو لأن يصبح مدربًا بعد الاعتزال، هو لا يفضل العمل الإداري، ولا يريد الابتعاد عن المستطيل الأخضر..

"سأبدأ دورات تدريبية بعد الاعتزال فورًا، سأصير مدربًا".