Raphinha ai generated gfxGoal AR

الكرة الذهبية: ضريبة التهميش في برشلونة.. "عقدة ابن النادي" تخدم الخصوم وتُحبط رافينيا!

في عالم كرة القدم الحديثة، لا تقتصر المعارك على أرض الملعب، بل تمتد إلى ساحات الإعلام والجوائز الفردية، حيث يلعب الدعم المؤسسي دورًا حاسمًا.

وبينما كان الستار يُسدل على موسم 2024-2025، ارتكب برشلونة خطأً استراتيجيًا فادحًا قد يكلفه الكثير؛ فبدلًا من حشد كل قوته خلف نجمه الأبرز والأكثر حسمًا، البرازيلي رافينيا، قرر النادي توجيه الأضواء نحو موهبته الأهم لامين يامال. 

هذا القرار ليس مجرد تفضيل بريء، بل هو خطيئة تكتيكية تفتح الباب أمام تساؤلات أعمق حول سياسات النادي، وتخدم بشكل مباشر خصمهم المباشر في باريس سان جيرمان.

  • Raphinha Yamal Dembele Barcelona PSG GFXGOAL AR

    تجاهل الحاضر من أجل مستقبل غير مضمون

    كان من المفترض أن يكون موسم 2024-2025 هو موسم تتويج رافينيا، اللاعب البرازيلي قدم أداءً أسطوريًا، وكان بمثابة المنقذ في أصعب اللحظات.

    كانت هذه هي فرصته الذهبية، اللحظة المثالية التي قد لا تتكرر، للمنافسة بقوة على الجوائز الفردية الكبرى، لكن الآلة الإعلامية لبرشلونة، وبدفع من الإدارة، اختارت أن تضحي بالحصاد الذهبي من أجل بذرة واعدة. 

    انطلقت حملات التلميع لدعم لامين يامال، الموهبة الفذة التي لا يختلف اثنان على مستقبله الباهر، لكنه مستقبل يمتد لـ15 عامًا قادمة، في المقابل، تم التضحية بلحظة رافينيا الحالية، في خطوة غير مفهومة تتجاهل المنطق الذي يقول "ادعم من يمنحك الفوز الآن".

  • إعلان
  • lamine-yamal(C)Getty Images

    لغة الأرقام التي لا تكذب.. رافينيا رجل المواعيد الكبرى

    عندما نتجاوز الدعاية وننظر إلى أرض الملعب، نجد أن كفة رافينيا كانت الأرجح وبفارق كبير، ولنترجم هذا الكلام إلى لغة الأرقام الصريحة التي صنعت هذا الموسم التاريخي:

    رافينيا: قدم موسمًا استثنائيًا، حيث شارك في 45 مباراة، سجل خلالها 22 هدفًا وقدم 20 تمريرة حاسمة، بمجموع مساهمات تهديفية بلغ 42 مساهمة.

    لامين يامال: واصل تطوره المذهل، وشارك في 55 مباراة، سجل خلالها 15 هدفًا وقدم 18 تمريرة حاسمة، بمجموع مساهمات تهديفية بلغ 33 مساهمة.

    الفارق لا يكمن فقط في الأرقام الإجمالية، بل في ثقلها وقيمتها التي لا تقدر بثمن، كان رافينيا هو رجل اللحظات الحاسمة؛ أهدافه التي سجلها في الكلاسيكو على ملعب سانتياغو برنابيو وخارجه وضد بايرن ميونخ وغيرهم من الخصوم، كلها شواهد على أنه اللاعب الذي يصنع الفارق بين الفوز ببطولة أو خسارتها، بينما كان يامال يقدم أداءً مبهرًا، كان رافينيا هو "الحاسم" الذي يترجم الأداء إلى ألقاب.

  • GFX Lamine Yamal Ousmane DembeleGetty/GOAL

    تفتيت الأصوات.. هدية برشلونة لديمبيلي

    وهنا تظهر الكارثة الحقيقية لهذا القرار، في سباق الجوائز الفردية، يعد توحيد الصفوف خلف مرشح واحد هو السلاح الأقوى.

    باريس سان جيرمان يدرك هذا جيدًا، ويوجه كل دعمه الإعلامي والجماهيري نحو عثمان ديمبيلي رغم وجود أصوات بآراء مخالفة داخل النادي، لكن التوجه واضح وقوي نحو ديمبيلي.

    في المقابل، ما الذي فعله برشلونة؟ لقد فتت أصواته بنفسه، بدلاً من جيش موحد يقاتل من أجل رافينيا، أصبح لديه فصيلان، أحدهما يدعم رافينيا والآخر يامال.

    هذه القسمة تضعف موقف النادي بشكل هائل وتقدم خدمة مجانية لديمبيلي، الذي يدخل السباق الآن بأفضلية واضحة، ليس بالضرورة لأنه الأفضل، بل لأن خصمه يحارب نفسه بنفسه.

  • Raphinha Barcelona 2025-26Getty

    عقدة "ابن النادي" وتاريخ من التهميش

    لماذا يرتكب نادٍ بحجم برشلونة مثل هذا الخطأ البدائي؟ الإجابة قد تكمن في جذر أعمق وأكثر حساسية: "عقدة ابن النادي" والتحيز الخفي لكل ما هو إسباني أو كتالوني.

    ما يحدث مع رافينيا ليس حادثًا معزولًا، بل هو حلقة جديدة في نمط متكرر من تهميش النجوم الأجانب لصالح المواهب المحلية، حتى لو كان الأداء يميل لصالح الأجنبي. 

    هذا التحيز، سواء كان مقصودًا أم لا، لا يظلم لاعبين بحجم رافينيا فقط، بل يضر بالنادي نفسه، فيجعله يضحي بفرص حقيقية من أجل رواية يفضل أن يرويها، حتى لو كانت على حساب المنطق والواقع.

  • RCD Mallorca v FC Barcelona - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد.. تأثير التحيز

    ما يفعله برشلونة ليس مجرد خطأ تكتيكي عابر، بل هو ضربة قاسية في صميم العلاقة بين النادي ونجومه، رافينيا، الذي بذل كل ما لديه لإنقاذ الفريق في أصعب اللحظات، يرى الآن كيف يتم تجاهل إنجازاته الكبيرة.

    هذا التجاهل لا يفقده ثقته في الإدارة فحسب، بل يجعله يشعر بأن جهوده لم تكن كافية، وأن قيمته الحقيقية ليست محل تقدير.

    هذه الرسالة السلبية قد تدفعه للتفكير جديًا في مغادرة النادي أو تقلل من دوافعه للتألق وتقديم كل ما لديه، وهو ما يمثل خسارة فنية كبرى.

    والأخطر من ذلك، أن هذه السياسة ترسل تحذيرًا واضحًا لأي لاعب أجنبي آخر يفكر في الانضمام لبرشلونة في المستقبل، الرسالة واضحة: مهما قدمت من أداء أو صنعت من أهداف، ستظل دائمًا في المرتبة الثانية خلف "ابن النادي".