Verona v AC Milan - Serie AGetty Images Sport

"ابناي يعتقدان أنهما أقوى منّى وهكذا حولت الكراهية إلى نجاح".. زلاتان إبراهيموفيتش يتحدث من "كوكبه الخاص!"

من شوارع مالمو الصعبة إلى مسرح سان سيرو الكبير، لم يتراجع زلاتان إبراهيموفيتش أبدًا عن التحدي، وفي إحدى المقابلات، تحدث الأسطورة السويدي عن العنصرية والعقلية التي حولت الإهانات إلى وقود. 

كشف المهاجم السويدي كيف أن إهانات مشجعي الفرق المنافسة دفعته إلى بذل المزيد من الجهد وكيف مهد الطريق للجيل الجديد في السويد.

  • عن نجليه!

    ظهر إبراهيموفيتش في برنامج This Is Me، وتحدث بصراحة عن حياته بعد كرة القدم. وهو الآن مستشار أول في RedBird، وتحدث عن تربية ابنيه ماكسيميليان وفينسنت، وكلاهما يلعبان في فريق الشباب في ميلان. 

    وقال زلاتان مازحًا: "يعتقدان أنهما أقوى مني بالفعل. هذا يساعدهما، لكن بالنسبة لغروري، هذا مستحيل. ما يهم هو أنهما بخير".

    كما أشاد بميلان، النادي الذي يصفه بـ"وطنه"، وقال الفائز مرتين بلقب الدوري الإيطالي: "ميلان منحني السعادة في المرة الأولى والحب في المرة الثانية. عندما عدت، لعبت مع زملاء أصغر مني بـ20 عامًا. كان وداعي عاطفيًا، لم أرغب في التخطيط له لأنني أردت أن تكون مشاعري حقيقية".

  • إعلان
  • FBL-ITA-SERIEA-ROMA-AC MILANAFP

    كيف رددت على الكراهية؟

    في مباراة الدوري الإيطالي 2021 ضد روما في ملعب أوليمبيكو، تعرض إبراهيموفيتش لهتافات عنصرية من بعض مشجعي روما. على الرغم من الإساءة، استخدم المهاجم السابق لميلان الواقعة كدافع بدلاً من السماح لها بالتأثير عليه سلبًا. 

    بينما كان السباب يتساقط عليه، أسكت إبراهيموفيتش الجماهير بتسجيله هدف التقدم لميلان بعد 25 دقيقة، ثم حصل على بطاقة صفراء بسبب إشارته إلى الجماهير أثناء احتفاله. كان هذا هدفه رقم 150 في الدوري الإيطالي ورقم 400 في جميع الدوريات المحلية.

    وتحدث "إبرا" عما حدث خلال المباراة قائلاً: "أتذكر ذلك اليوم، كان 50 ألف شخص يهتفون (أنت غجري) بعد الهدف. تظاهرت بأنني لم أسمعهم لأنني أردت المزيد، لأن ذلك كان سيحفزني. عندما كنت على أرض الملعب وواجهت الكراهية، بذلت المزيد من الجهد، لأنني كنت بحاجة إلى الحافز. ثم عندما بدأ الجمهور في فعل ذلك، فكرت (أعلى، أعلى، أعلى) ثم حصلت على بطاقة صفراء من الحكم، وهو ما لا أفهمه".

    أدى الحادث إلى فرض عقوبات على روما، بما في ذلك حظر مؤقت على دخول مدرج "كورفا سود" في الملعب حيث انطلقت الإساءات العنصرية، أعلن روما علنًا عدم تسامحه مطلقًا مع العنصرية والتزامه بمكافحة التمييز.

  • بداية متواضعة قادت إلى التوهج

    بدأت قصة إبراهيموفيتش بعيدًا عن بريق سان سيرو. وُلد في حي روزنجارد الصعب في مالمو، ونشأ وسط الفقر والمعاناة، وهي تجارب جعلته قويًا في سن مبكرة. 

    يقول: "عملت، وقدمت تضحيات، وتحدّيت الجميع. كان عليّ أن أكون أقوى من الآخرين لأثبت نفسي"، أصبحت كرة القدم ملاذه، ودافعه، ووسيلة تمرده. 

    اتسمت طفولته الصعبة بالجوع، والبيوت المدمرة، والمشاجرات في الشوارع، لكن هذا ما شكل في النهاية قدرته على الصمود حيث يقول: "إما أن أفعل هذا حقاً أو أضيع وقتي".

    وأردف: "عملت، قدمت تضحيات، وقفت ضد الجميع. كان عليّ أن أكون أقوى من الآخرين لأثبت نفسي وأحظى بفرصة النجاح. اليوم أستطيع أن أقول إنني فتحت الأبواب أمام الجيل التالي في السويد".

    بدأ إبراهيموفيتش مسيرته في مالمو عام 1999 قبل أن ينتقل إلى أياكس عام 2001، حيث فاز بلقبين في الدوري الهولندي. ثم لعب ليوفنتوس وإنتر، وفاز بثلاثة ألقاب في الدوري الإيطالي، ثم انتقل إلى برشلونة عام 2009، حيث فاز بالدوري الإسباني والعديد من الألقاب، لكنه لم يكن على توافق مع المدرب بيب جوارديولا. 

    بعد عودته إلى إيطاليا مع ميلان في عام 2010، حصل على لقب آخر في الدوري الإيطالي. في باريس سان جيرمان، سيطر السويدي على الدوري الفرنسي بفوزه بأربعة ألقاب متتالية وأصبح أفضل هداف في تاريخ النادي، قبل أن يتفوق عليه إدينسون كافاني ثم كيليان مبابي. 

    تلت ذلك فترة قصيرة مع مانشستر يونايتد في عام 2016، حيث فاز بالدوري الأوروبي، ثم لوس أنجلوس جالاكسي في عام 2018، قبل أن يعود زلاتان إلى ميلان في عام 2020، حيث ساعدهم على الفوز بدوري الدرجة الأولى الإيطالي في عام 2022 على الرغم من إصابته في أربطة الركبة.

  • AC Milan v AS Roma - Serie AGetty Images Sport

    كوكب زلاتان إبراهيموفيتش!

    لطالما اعتبر إبراهيموفيتش نفسه لاعبًا من طراز مختلف، وأطلق على نفسه اسم "كوكب زلاتان" في مقابلة سابقة، نشأ إبراهيموفيتش في أحياء مالمو الصعبة، وشعر بأنه غريب، ومستخف به، وغير مرحب به، لكنه حول هذا الاختلاف إلى هوية فريدة وثقة لا مثيل لها. وقال لبي بي سي في عام 2018: "جئت من كوكبي الخاص، مع شيء لم يره أحد من قبل".

    خلال فترتي لعبه في ميلان، خاض إبراهيموفيتش حوالي 163 مباراة وسجل 93 هدفًا، بما في ذلك 76 هدفًا في 125 مباراة في الدوري الإيطالي. تركت رحلته من المِحنة إلى أيقونة كرة القدم العالمية إرثًا دائمًا، وألهمت جيلًا جديدًا من اللاعبين لاتباع خطاه.