شكرًا القادسية وآسفون يا الفتح | الهلال "يأكل بيده" في موسم ذل به عزيز القوم .. والنصر "المغرور" يتعلق برقبة الاتحاد!

إن كنت من جمهور النصر، فحتمًا أنت تلوم القادسية الآن على إراحة بعض اللاعبين الأساسيين أمام الهلال الليلة، ما سهل مهمة الزعيم نحو تحقيق الفوز وإحكام قبضته على وصافة جدول الترتيب!

وإذا كنت قدساويًا، فحالك لن يختلف كثيرًا عن النصراويين، في ظل الرغبة في احتلال المركز الثالث في جدول ترتيب دوري روشن، طمحًا في التأهل لدوري أبطال آسيا 2 في الموسم المقبل، بدلًا من الاعتماد على إمكانية التتويج بكأس خادم الحرمين الشريفين عند مواجهة الاتحاد في النهائي في 30 من مايو الجاري!

لكن هذا لا يعني أن هناك جزء من جمهور القادسية يؤيد قرار إراحة اللاعبين الأساسيين، إعدادًا لنهائي كأس الملك، فالتتويج بأغلى الكؤوس في أول موسم بعد العودة لدوري روشن من جديد من شأنه أن يحقق المراد بالتأهل لدوري أبطال آسيا 2.

وبين هذا وذاك، نحن لا يسعنا إلا أن نشكر القادسية أو "الحصان الأسود" للموسم الجاري من دوري روشن 2024-2025، على الوجبة الكروية الدسمة التي كان يمنحنا إياها في كل مباراة.

فهذا من نقول عليه "صاعد حديثًا لدوري روشن".. صارع الكبار على نجوم أوروبا حتى تعاقد مع ناتشو وبيير إيميريك أوباميانج وغيرهما، كذلك نافس على لقب دوري روشن بقوة، حتى دخل المربع الذهبي عن جدارة واستحقاق.

GOAL

اعتدنا في السنوات الأخيرة ألا نرى الهلال إلا منافسًا على اللقب؛ فإن لم يحسمه لصالحه قبل النهاية بجولات، فهو ينافس عليه حتى الأمتار الأخيرة.

ومن كان بطل الثلاثية في الموسم الماضي "دوري روشن، كأس خادم الحرمين الشريفين، كأس السوبر السعودي" .. في الموسم الجاري يمكننا أن نصفه بـ"عزيز القوم الذي ذل"؛ فهو الذي كان يخشى حتى ألا يتأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة!

لكن في الأخيرة "أكل الهلال بيده" وحسم صعوده للنخبة الآسيوية 2024-2025 بنفسه بعد الفوز أمام القادسية الليلة في الجولة الأخيرة من دوري روشن، دون انتظار نتيجة خصمه "النصر" في مواجهته أمام الفتح.

لكن السؤال الآن "ماذا كان سيفعل الهلال إن لعب القادسية بلاعبيه الأساسيين؟!"..

الإجابة تأتيك من مواجهة الدور الأول بينهما، حيث خسر الزعيم وقتها بثنائية مقابل هدف وحيد، بفضل هدف قاتل في الدقيقة 3+90، سجله بيير إيميرك أوباميانج.

نعم! كان سيخسر الهلال بنسبة كبيرة مباراة الدور الثاني أيضًا، فهو الآن أسوأ حالًا مما كان عليه في النصف الأول من الموسم الجاري.

في الأخير، خرجت الكتيبة الزرقاء من الموسم الجاري بكأس السوبر السعودي والكثير من الجراح، فهل ينجح في أن يداويها قبل كأس العالم للأندية 2025 الذي ينطلق في يونيو المقبل؟ .. الأيام ستأتينا بالرد!

"لا تتوقعوا مباراة كبيرة أو مثيرة، فالفتح يضم عدد من لاعبي النصر السابقين" .. على شاكلة تلك العبارة ردد بعض المشككين في نزاهة النموذجي والعالمي قبل مواجهتهما الليلة..

هؤلاء ظنوا أنه بحكم أن مواجهة النصر بمثابة "التحصيل حاصل" بالنسبة للفتح كونه ضمن البقاء رسميًا بدوري روشن بعدما كان يصارع الهبوط لدوري يلو للدرجة الأولى، فإن الأخير "سيفوت" المباراة لخصمه، لمنحه فرصة التأهل للنخبة الآسيوية 2025-2026.

لكن ما حدث أن النموذجي ولاعبيه قدموا مباراة أكثر من رائعة فنيًا فاستحقوا الفوز بثلاثية مقابل هدفين، ما دفعنا للتساؤل "كيف لهذه الكتيبة أن تصارع الهبوط على مدار جولات؟"، "من الأساس كيف سيسمح دوري روشن بخسارة فريق ممتع كالفتح؟!".

يمكنك أن ترى نزاهة الفتح في تعامل الحارس نواف العقيدي – على سبيل المثال لا الحصر – مع فرص النصر الليلة..

العقيدي في الأساس معار من النصر إلى الفتح حتى نهاية الموسم الجاري، وبدأ اللقاء بمزاح بينه وبين النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو؛ قائد العالمي، لكنه تصدى لأكثر من فرصة محققة للنصراويين على مدار الـ90 دقيقة.

الآن ما على المشككين إلا أن يخجلوا من أنفسهم نظير ما قالوه قبل المباراة، أما نحن فلا يسعنا إلا أن نعتذر للفتح على خطأ لم نرتكبه، لكنه يستحق الاعتذار، وكذلك شكرًا له على المتعة الفنية التي قدمها لنا أمام النصر الليلة، ولأنه لن يرحمنا من كرته الممتعة في الموسم المقبل من دوري روشن.

"طفح الكيل بنا" .. هذا هو حال جمهور النصر وهو يتابع مباراته الليلة أمام الفتح!

لاعبو النصر بقيادة لاعب بحجم كريستيانو رونالدو لم يفلحوا حتى في القيام بما عليهم وتحقيق الفوز أمام الفتح، على أمل تعثر الهلال أمام القادسية، ومن ثم التأهل للنخبة الآسيوية، لكن ما حدث أنهم خسروا لقاء النموذجي، وانتصر الزعيم حتى خطف وصافة جدول ترتيب دوري روشن ومن ثم التأهل القاري.

حقيقةً نهاية تليق بموسم النصر .. هذا الفريق الذي ودع كأس الملك من دور الـ16، وخسر نهائي كأس السوبر أمام الهلال، بخلاف وداعه لدوري أبطال آسيا للنخبة من نصف النهائي بالهزيمة أمام كاواساكي الياباني.

بالعودة لمباراة كاواساكي، وقتها لم يقاتل لاعبو النصر للتأهل للنهائي إلا في الربع ساعة الأخيرة تقريبًا، ظنًا منهم أن الخصم ضعيف، فكانت النتيجة الخسارة (3-2).

والليلة أداء النصر أعاد للأذهان ذكريات تلك المباراة الأليمة، وكأنه يعشق إصابة جمهور بـ"ضيق التنفس"، حتى شعرنا وكأن الفتح هو من ينافس على وصافة دوري روشن، وليس هو من يلعب مباراة تحصيل حاصل.

وبعدما كان يتحدث البعض بكل ثقة وغرور عن أن "دوري أبطال آسيا 2" بطولة لا تليق بالنصر، أصبح مصير الأخير في التأهل لتلك البطولة في رقبة الاتحاد..

النصر في حاجة ماسة لفوز الاتحاد بكأس الملك على حساب القادسية في 30 من مايو الجاري، كي يصعد بصفته صاحب المركز الثالث في دوري روشن، أما تتويج القادسية بالكأس الغالية فيعني عدم تأهل العالمي لأي من البطولتين القارتين رسميًا.

الآن لا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب .. فكل شيء داخل النصر يدعو حقًا للبكاء والنحيب بقدر تاريخه، لكن المقياس الحقيقي، كيف ستتصرف الإدارة بعد هذا الموسم الكارثي؟ .. وما هو مستقبل رونالدو؛ هل يجدد عقده؟!