الفائزون والخاسرون من رحيل بوتشيتينو وتولي مورينيو لتدريب توتنهام

بعد الفشل الأخير لمورينيو مع مانشستر يونايتد لم يتوقع الكثير أن نرى المدرب البرتغالي في الدوري الإنجليزي من جديد بالأخص في ظل الحالة المستقرة لمعظم فرق المقدمة وكبرياء المو الشهير الذي قد يمنعه من الانضمام لفرق منتصف الجدول.

حتى أن البعض ذهب بمخيلته بعيدًا وقال أن مورينيو لن يدرب فريق ينافس على الألقاب من الآن فصاعد وزادت تلك التكهنات عندما شاهدناه يبقى حبيس مقاعد التحليل في الأشهر الماضية ولا يتولى تدريب أي فريق.

لذلك بكل تأكيد عودة المدرب البرتغالي للتدريب وداخل الدوري الإنجليزي ومع فريق جعله سلفه من الكبار وينافس في كل موسم على بطاقات الأبطال يجعل من مورينيو فائزًا في ذلك الموقف.

معروف عن جوزيه مورينيو إخلاصه الدائم للنجوم المخلصين له، ورغبته في القيام بكل شيء على طريقته طالما تضمن له النجاح، وذلك يتضمن الحصول على صفقات مضمونة وتم تجريبها من قبل تحت قيادته.

من ضمن هؤلاء قد نجد البرازيلي ويليان الذي ظل طوال فترة تدريبه لتشيلسي أساسيًا في كل الظروف نظرًا لالتزامه الكبير بتعليماته الدفاعية قبل الهجومية، كما بقى طوال فترة تدربيه لمانشستر يونايتد محل اهتمام لضمه.

هناك أيضًا نيمانيا ماتيتش الذي ضمه بالفعل من البلوز مقابل ٤٥ مليون يورو عندما انضم لتدريب مانشستر يونايتد وأصبح قطعة أساسية في صفوف الشياطين الحمر.

مما لا شك فيه أن إدارة توتنهام تحملت عبءً كبيرًا في الفترة الماضية بسبب تراجع النتائج، إلا أنها نجحت وبقرار واحد فقط أن تلقي بكل تلك الأعباء على كبش الفداء الأرجنتيني الخاص بها ماوريسيو بوتشيتينو.

رحيل بوتشيتينو كان بمثابة صك البراءة بالنسبة للإدارة من أزمات الفريق ومن تراجع النتائج والأداء في الأشهر الماضية بعدما تحمل الأرجنتيني كل ذلك ببيان واحد فقط منهم.

نجحت الإدارة في التملص من مسؤوليتها بمنتهى البراعة، فمن سيتحدث الآن عن غياب الصفقات القوية والدعم المطلوب خلال الأعوام الأخيرة؟ الجميع سيتحدث عن تدريب السبيشيال وان للسبيرز.

المدرب الأرجنتيني الذي صنع مجد توتنهام في الألفية الجديدة أصبح فجأة منبوذًا وهو سبب المشاكل والأزمات وفي رحيله المفتاح السحري لكل الحلول.

هكذا فعلت إدارة توتنهام بإقالته وبضم جوزيه مورينيو ووضعته في خانة المدير الفني الفاشل الذي يتم إقالته في منتصف الموسم لأنه لا يحقق طموحات الإدارة التي تلبي كل احتياجاته والحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.

لكن في النهاية ستبقى الحقيقة أن بوتشيتينو أقيل في نوفمبر وقبل حتى عطلة الشتاء ودخل في قائمة خاصة من المديرين الفنيين المغضوب عليهم الذين رحلوا مبكرًا عن فرقهم.

خرجت تقارير عديدة في الأشهر الماضية أن الأزمة الحقيقة في توتنهام تأتي من غرف ملابس الفريق التي تشهد حالة من الهياج بين نجومه لأسباب شخصية بينهم.

وبنظرة سريعة على تاريخ مورينيو سنرى أنه واحد من أسوأ من يتعامل مع غرف الملابس إن لم يكن أسوأهم على الإطلاق، قد تبدو تلك الكلمات قاسية على مدرب بحجم البرتغالي إلا أنها الحقيقة المطلقة التي لا يمكن إنكارها.

يمكننا فقط أن نستثني فترته الأولى في تشيلسي وحقبته في إنتر من تلك الحقيقة، لكن دون ذلك لم يتواجد مورينيو في فريق إلا وصنع الأزمات مع نجومه داخل الغرف المغلقة وخارجها.

لذلك لن تكون غرف ملابس توتنهام في حال أفضل مع وجود مورينيو على الأغلب بما انها تعاني بالفعل من عدة مشاكل، لكن من يدري فالوقت يصنع الفارق في العديد من الأمور، لما لا تكون حالتنا منهم.

معروف عن جوزيه مورينيو أنه مدرب برجماتي من المقام الأول ويحب الاعتماد على عناصر الخبرة والثقة، ولا يضع ثقته بسهولة في أي لاعب.

تلك الحقيقة لن تمنح نجوم توتنهام الشباب الفرصة المناسبة التي كانوا يحصلون عليها رفقة بوتشيتينو حيث سيفضل البرتغالي أن يعتمد في الأشهر المقبلة على من يضمنوا له النتائج بغض النظر عن شكل الفريق أو فلسفته.

الأمر ليس بجديد على مورينيو ورأيناه يقوم به في عدة أندية أخرى ويبعد شباب أصبحوا فيما بعد نجومًا كبارًا أمثال محمد صلاح وكيفين دي بروينه.