الشباب ضد النصر | الدفاع فعل كل شيء "سجل وأخطأ ومنح ركلتي جزاء" .. وستيفانو بيولي يلعب بالنار مع بينتو!

لا تحدث كثيرًا أن تستمتع بمباراة خالية من الأهداف، ولكن الإثارة بدأت فور إطلاق صافرة البداية، حيث أصر الحكم على إعادة البداية، وسط اعتراض المغربي عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الشباب، والذي قوبل بصافرات استهجان من قِبل جماهير النصر.

الدقائق تمر وأنت - كمتفرج - تشعر أنك لا تستطيع التقاط أنفاسك، وسط رتم سريع بين الفريقين، بفرصة هنا وأخرى هناك، وسط محاولات للضغط النصراوي، وانسيابية بين خطوط الفريق، وكريستيانو رونالدو الذي يترك المساحة الهجومية لزميله ساديو ماني، فضلًا عن سيطرة مارسيلو بروزوفيتش، وتمريرات طويلة رائعة من أوتافيو، فيما اعتمد لاعبو الشباب على التكتل الدفاعي، والمرتدات السريعة، التي وجدت طريقها إلى مرمى الحارس بينتو.

لك أن تتخيل عزيزي القارئ، أن 8 دقائق فقط كادت أن تشهد ثلاثة أهداف، سواء بتسديدة قوية من حسين الصبياني، لاعب الشباب، داخل منطقة الجزاء، والكرة تهز الشباك من الخارج، في الدقيقة 20، ثم كرة رأسية خطيرة من محمد الثاني بعد 5 دقائق، تعامل معها الحارس بينتو برد فعل خيالي، قد يجعله التصدي الأبرز في الجولة، بل وأحد أبرز تصديات الموسم، فيما أهدر ساديو ماني فرصة انفراد محقق للنصر في الدقيقة 28، بعد مراوغة الحارس كيم، ومحاولة تسديدة ضعيفة أبعدها المدافع نادر الشراري بعد اختلال توازن مهاجم النصر.

وكان العنف هو عنوان الشوط الأول، في ظل التدخلات العنيفة بين لاعبي الفريقين، كان أبرزها في تصادم قوي بالرأس بين سالم النجدي ومحمد الثاني في الدقيقة 17، إلا أن الثنائي واصل المباراة، فيما باتت السمة الواضحة هو الفوضى، وكثرة الأخطاء من قِبل اللاعبين، والتي بدت واضحة في التمريرات الخاطئة.

واستمر الأداء العنيف في الشوط الثاني، مع تراجع الفرص الخطيرة على مرمى الفريقين، فيما كانت أخطاء التمرير مؤشرًا على استمرار حالة الفوضى والتوتر بين لاعبي الفريقين، في ظل المنافسة المشتعلة من أجل عدم التعثر في سباق دوري روشن، قبل أن تبدأ الإثارة في آخر نصف ساعة، خاصة بعدما استمر اللقاء لحوالي 13 دقيقة بدلًا من الضائع.

لنرفع القبعة إلى الماتادور الإسباني، إيمريك لابورت، الذي ما إن يزور الشباك، حتى تكون أهدافه حاسمة، فها هو بعد مرور 69 دقيقة، يقرر كسر الصمت، ويدك شباك الحارس الكوري كيم سيونج جيو، بتسديدة داخل منطقة الجزاء.

ورغم أن هدف كريستيانو رونالدو في الدقيقة 90+7، هو الأحق بلقب الحاسم، لأنه منح النصر النقاط الثلاث، إلا أن هدف لابورت يستحق أيضًا أن ينال هذا اللقب، كونه كسر حالة الجمود التهديفي التي استمرت في تلك المواجهة الرائعة حتى آخر 21 دقيقة.

المدافع الإسباني الذي توج بلقب يورو 2024 مع منتخب بلاده، استطاع أن يصل إلى خامس أهدافه بقميص النصر، علمًا بأن أهدافه سبقت وأن لعبت دور الحاسم، بعدما قاد فريقه للفوز على ضمك (1-0) والخليج بنفس النتيجة، في الجولتين 27 و29 من الموسم الماضي في دوري روشن السعودي.

ولكن الدقيقة 90، شهدت على هدف آخر بتوقيع الدفاع، ولكن عن طريق الخطأ، فها هو نواف الصعدي يمنح التعادل للشباب بكرة عرضية، أدخلها علي الحسن في مرماه، ليحرم فريقه من الفوز، ويحقق رقمًا سلبيًا، كأول هدف يستقبله النصر مع المدرب ستيفانو بيولي.

واستمر الدفاع في ممارسة دور البطولة، بعدما تسبب رينان، في منح النصر ركلة جزاء سجل منها رونالدو هدف التعادل، بعدما حصل عبد الرحمن غريب على خطأ لصالحه، ثم تسبب المدافع سيماكان في جزائية للشباب، إلا أن القدر كان رحيمًا بالحارس بينتو، بعدما سدد حمد الله الكرة في القائم.

GOAL

مثلما ذكرنا مسبقًا، كان الأداء العنيف هو السمة الغالبة على مجريات المباراة، ولكن إذا أردنا منح عنوان مناسب للمباراة، فهو لعبة "تصادم الرؤوس"، فكثيرًا من شهدت المباراة اصطدامًا هوائيًا بالرأس بين اللاعبين، ثم تألم وقيام ومواصلة اللعب.

وبالنظر إلى الأداء العنيف، يكفي القول إن المباراة شهدت إشهار 5 بطاقات صفراء، وكذلك وقوع إصابتين، حيث غادر كل من نواف بوشل ويانيك كاراسكو، ملعب المباراة، للإصابة، ليشارك أيمن يحيى وماجد كنبه بدلًا منهما، في تبديلين اضطراريين للنصر والشباب.

يمكن القول إن الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للنصر، يلعب بالنار، في الاعتماد بشكل أساسي على حارس المرمى البرازيلي بينتو كريبسكي، في مواجهة الشباب، وهو الأمر الذي كان مفاجئًا قليلًا، كون الحارس عاد من ساعات فقط، بعد فراغه من معسكر بلاده في تصفيات كأس العالم، دون أن يشارك في أي مران تحضيري مع النصر قبل الديربي.

صحيح أن الحارس البرازيلي كان في الموعد، وتصدى لأكثر من فرصة شبابية، أبرزها في تصديه لرأسية محمد الثاني، إلا أن هذا السيناريو خطير من بيولي، الذي يأبى منح الفرصة لأي حارس بديل، رغم أنه يجب منحه العذر أيضًا؛ كون النصر يرتبط بمباريات قوية بعد فترات التوقف، حيث حدث نفس الأمر قبل مباراة الأهلي، في الجولة الثالثة، والتي انتهت بالتعادل (1-1).

ورغم غياب الحارس الشاب نواف العقيدي، إلا أن الرسالة واضحة إلى بيولي، يجب منح الفرصة للحارس البديل راغد النجار، وإن جاءت في المباريات الصغرى، حتى لا تضطر إلى الاستعانة به، حال تعرض بينتو لإصابة عضلية من ضغط المشاركات دون راحة.

صحيح أنه لم يخرج بهدف، ولكنه سجل، وأهدر، وهدد مرمى الحارس الشبابي، وصنع الخطورة اللازمة، ليواصل السنغالي ساديو ماني، أيامه السعيدة مع النصر، منذ قدوم ستيفانو بيولي، الذي نجح في إخراج النسخة الأمثل لماني بقميص الأصفر، معيدًا للأذهان ذلك النجم الذي كتب الأمجاد مع ليفربول.

ساديو ماني هدد مرمى الحارس كيم سيونج أكثر من مرة،كان أبرزها في الدقيقة 74، بعد عدة نقلات بالكرة بين دفاعات الشباب، ثم تسديدة قوية من ماني، تصدى لها كيم ببراعة، فيما سجل ماني هدفًا في الدقيقة 83 بكرة رأسية، قبل أن يقرر الحكم إلغاء الهدف بداعي التسلل.