Paris Saint-Germain v FC Bayern München: Quarter-final - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

اصمتوا أمام السعودية واعتذروا لقطر .. صرخات كأس العالم للأندية 2025 التي أرهقت الجميع!

من "مجنون كرة قدم" إلى "كفى! لقد تشبعت" .. تلك هي النقلة التي ضربت عدد كبير من عشاق الساحرة المستديرة في السنوات القليلة الأخيرة..

ضغوطات الحياة؟ ربما تكون عاملًا في ذلك، وإن كانت الكرة هي متنفس الشعوب الأول على مر الأزمة، لذا فتلك إجابة قلة قليلة.

لكن إن أردت البحث عن السبب الحقيقي .. فالحديث في أوساط الشباب يدور بشكل أساسي عن الكم الهائل من المباريات الذي تفرضه الاتحادات المحلية والقارية والدولية على الفرق.

نعم! يعاني المشجع بدرجة ما ويصاب بحالة "تشبع" إلا أن الفارق بينه وبين اللاعب أن الأخير صوته مسموع ويبث شكواه وقتما أراد، حتى وإن كانت دون فائدة، والاتحادات تواصل خطتها دون مراعاة أو مبالاة!

أما عنك أنت أيها القارئ، فإن كنت من الفئة التي أصيبت بحالة من "التشبع" بعض الشيء من مباريات كرة القدم، وأصبحت لا تتابع جميعها بعدما كنت لا تفوت لقاءً واحدًا، فكيف حالك مع كأس العالم للأندية 2025؟!

هنا المشكلة ليست فقط في الكم الكبير من المباريات التي لُعبت وستُلعب خلال وقت قصير، إنما ضف عليها "النكهة الأمريكية"؛ تلك النكهة التي لم يكن يود عاشق كرة القدم أو حتى المتفرج المحايد أن يتذوقها يومًا!

فقد أصابت مرارتها فم المشجعين، المدربين، اللاعبين، الاتحاد الدولي لكرة القدم وكافة أفراد المنظومة الكروية، لنلخصها في أربع مشاهد فقط قبل أن نواصل حديثنا..

  • Paris Saint-Germain Training Session And Press Conference - FIFA Club World Cup 2025Getty Images Sport

    صرخة إنريكي

    "تقفز الكرة كالأرانب في ملاعب مونديال الأندية أمريكا 2025" .. هكذا صرح لويس إنريكي؛ المدير الفني لباريس سان جيرمان بشأن ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية.

    وأضاف: "الملاعب هنا سيئة جدًا بسبب الأرضية الجافة، الوضع صعب، نأمل أن يتحسن، وعلى الاتحاد الدولي أن يتعامل مع الأمر بجدية، لأن حديثي ليس عن ملاعب المباريات فقط، إنما حتى ملاعب التدريبات، فالملاعب مليئة بالحفر".

  • إعلان
  • صرخة اللاعبين

    "الوضع مستحيل هنا، الأجواء حارة للغاية، فأصابع قدمي تؤلمني كثيرًا وأظافري كذلك، الوضع لا يصدق" .. تلك كانت صرخة ماركوس يورينتي؛ لاعب أتلتيكو مدريد، التي بثها علنًا.

    وهناك آخرون لم يصرحوا بمعاناتهم بمجرد الكلام، إنما أفعالهم كانت كافية..

    على سبيل المثال لا الحصر، لاعبو بوروسيا دورتموند وبايرن ميونخ "البدلاء" اضطروا لمتابعة بعض المباريات من داخل غرف خلع الملابس بدلًا من المقاعد المخصصة للقائمة الاحتياطية داخل أرض الملعب، لعدم قدرتهم على تحمل الحرارة العالية.

    كذلك هناك فيتور روكي؛ لاعب بالميراس، الذي اضطر للجلوس بجانب مروحة التبريد داخل أرض الملعب في إحدى المباريات.

  • صرخة المشجعين

    أما عن عشاق الساحرة المستديرة واللاعب رقم 1 بها فقد أصابهم الملل من إيقاف المباريات بشكل مفاجئ، على إثر الظروف الجوية المتقلبة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الملل الذي يشاركهم به اللاعبون بالطبع والمدربون.

    على سبيل المثال لا الحصر، توقفت مباراة الأهلي وبالميراس لمدة 25 دقيقة تقريبًا، باتشوكا وريد بول سالزبورج أُجلت ساعة و37 دقيقة، وتشيلسي وبنفيكا ساعة و53 دقيقة.

  • هنا الصراخ جماعي!

    لطالما سمعنا من الاتحادات الرسمية أنه "لا سياسة في كرة القدم"، لكن حتى تلك القاعدة تم كسرها في كأس العالم للأندية أمريكا 2025..

    المشهد يضم لاعبي يوفنتوس في الخلفية وبجوارهم جياني إنفانتينو؛ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وعدد من المسؤولين، أما عن متصدره فهو دونالد ترامب؛ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

    ربما يبدو مشهدًا عاديًا، لكن تصريحات ترامب شوهته بدرجة كبيرة..

    ترامب قال موجهًا حديثه للاعبي اليوفي: "الناس يأتون، لكن يجب أن يفعلوا ذلك بشكل قانوني (في إشارة إلى المهاجرين)، مثل بعض هؤلاء الشباب الذين يقفون خلفي (لاعبو يوفنتوس)، يجب أن يأتوا بشكل قانوني، إذا أتوا بهذه الطريقة، فنحن نريدهم. يجب أن يقولوا إنهم يحبون أمريكا، يعشقون بلدنا. وإذا لم يستطيعوا قول ذلك، فنحن لا نريدهم".

    يناقش ملف المهاجرين في بلاده وحملة الاعتقالات والترحيلات التي خاضتها أمريكا خلال الفترة الماضية!، غريب، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد..

    ترامب كذلك – في حضور لاعبي يوفنتوس – طرح إمكانية الدخول في حرب مع إيران خلال الفترة المقبلة!

  • أما آن أوان الاعتذار لقطر .. ودعم السعودية؟!

    تلك هي الصرخات "الحقيقة" إذا ما أراد العالم أن يفتح عينيه ليرى جيدًا .. أما التي سبقت كأس العالم للمنتخبات قطر 2022 فهي "النسخة المزيفة"..

    أرهقنا العالم قبل مونديال قطر 2022 بالحديث عن حقوق الإنسان، والمناخ شديد الرطوبة في البلاد والملاعب غير المجهزة وغيرها من الأشياء.

    فماذا فعلت قطر؟ .. فاجأت الجميع بملاعب مكيفة ومجهزة على أعلى مستوى، أُنشأت خصيصًا للمونديال، وأقامت شبكة طرق ووسائل نقل، تُمكن الجماهير من التنقل بين الملاعب لحضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد، والكثير والكثير من الأشياء التي أبهرت العالم بها رغم صغر مساحتها وحتى إمكاناتها مقارنة بأمريكا.

    الإشادات بمونديال 2022 لا نزال نسمعها حتى يومنا هذا من مختلف أفراد اللعبة، حتى أن قطر صعّبت مهمة من سيُنظمون النسخ المقبلة من الحدث العالمي.

    لكن الأهم ووسط كل ما عانته الفرق في مونديال الأندية 2025، هل يتجرأ أي ممن هاجموا قطر يومًا أن يخرج للاعتذار لها؟! .. حقًا تستحق الاعتذار لسنوات بعد ما شاهده العالم في مونديال أمريكا 2025، والقادم ربما يكون أسوأ في كأس العالم للمنتخبات 2026، فلا يمكننا توقع عكس ذلك إلى أن تُثبت الولايات المتحدة لنا العكس!

    والآن وليصمت العالم تمامًا ويكف أذاه عن كأس العالم السعودية 2034، بل وليدعم من يحاول التحسن والتطور بدلًا من مساندة من لا يكلفوا أنفسهم أي عناء نظير استضافة البطولات!

0