"توني كروس يظهر بقميص المنتخب السعودي وماذا أفادك الاحتراف يا الصحفي!" .. شجاعة عمان تسقط طمع رينارد في "خليجي 26"

يبدو أن الفوز على منتخب العراق، في الجولة الثالثة من دور المجموعات ببطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون"، وبثلاثة أهداف مقابل واحد، قد تسبب في طمع هيرفي رينارد، المدير الفني للسعودية؛ وذلك في مواجهة عمان بنصف النهائي.

رينارد دخل بتشكيل هجومي أمام عمان، بالاعتماد على رباعي المقدمة "مروان الصحفي، سالم الدوسري، عبدالله الحمدان وعبدالله رديف"؛ مع إعادة مصعب الجوير إلى الخلف كـ"لاعب وسط ثانٍ".

تواجد الحمدان ورديف معًا على أرضية الملعب، تسبب في أزمة تكتيكية للمنتخب السعودي؛ حيث أن اللاعبين الاثنين يشبهان بعضهما البعض كثيرًا، سواء في التحركات داخل منطقة الـ18، أو عندما يذهبان إلى الأطراف.

هذه الأزمة التكتيكية قللت من "خطورة" المنتخب السعودي على المرمى العماني، طوال الـ90 دقيقة من عمر المباراة؛ خاصة أن الأخير يتميّز بالانضباط والصلابة الدفاعية.

أيضًا.. صاحب هذا الخطأ التكتيكي، ثقة "أكثر من اللازم" من نجوم السعودية على أرضية الملعب؛ حيث ظهروا كما لو أن الفوز على المنتخب العماني "مضمون"؛ وذلك بعد المستوى الرائع ضد العراق.

لكن.. يبدو أن السعوديين تناسوا أن منتخب عمان من الفرق العنيدة، خاصة في بطولات كأس الخليج؛ وهو ما دفع ثمنه أبناء الأخضر غاليًا بالهزيمة (1-2)، ووداع كأس الخليج "السادسة والعشرون" رسميًا.

"توني كروس يظهر بقميص السعودية".. هكذا يُمكن وصف السحر الذي قدمه مصعب الجوير، متوسط ميدان نادي الهلال المعار إلى الشباب، مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، ضد عمان.

الجوير بدأ مباراة السعودية وعمان كـ"لاعب وسط ثانٍ" بجانب محمد كنو؛ قبل أن يتحول إلى صانع ألعاب في الـ20 دقيقة الأخيرة من عمر القمة الخليجية.

وفي المركزين.. كان النجم الشاب البالغ من العمر 21 سنة، الأفضل من بين جميع لاعبي المنتخب السعودي؛ حيث قدم بعضًا من لمحات توني كروس، نجم منتخب ألمانيا وريال مدريد "المعتزل"؛ بعيدًا عن المقارنة بين الاسمين بالطبع.

هذه اللمحات تجلت في كراته الثابتة والطولية المتقنة، بالإضافة إلى تمريراته بين الخطوط؛ والتي كانت تجعل زملاءه "منفردين" بفايز الرشيدي، حارس مرمى منتخب عمان.

أبرز مثال على ذلك.. تمريرته السحرية إلى مروان الصحفي، في الدقيقة 70 من عمر المباراة؛ والتي جعلت الأخير وجهًا لوجه أمام الحارس العماني، ولكنه سددها خارج الـ3 خشبات.

كل هذا الإبداع الذي قدمه الجوير أمام عمان؛ لم يشفع للمنتخب السعودي من أجل الفوز، والتأهل إلى نهائي بطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون"، التي تستضيفها دولة الكويت على أراضيها.

توصل الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى اتفاق مع نادي بيرشكوت؛ من أجل مشاركة اللاعب مروان الصحفي مع المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، في الأدوار الإقصائية من بطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون".

وبالفعل.. وصل الصحفي إلى الكويت، قبل مباراة نصف نهائي كأس الخليج، وشارك "أساسيًا" في مواجهة السعودية وعمان، مساء اليوم الثلاثاء؛ قبل أن يتم استبداله في الدقيقة 77.

لكن.. اللاعب الشاب البالغ من العمر 20 سنة، لم يقدّم المستوى المأمول منه كـ"محترف"، أو كحل مهم قادم لمساعدة الأخضر السعودي في الأدوار الإقصائية.

وظهر مروان الصحفي في 3 لقطات فقط ضد عمان؛ الأولى في الدقيقة 25، عندما أهدر هدفًا بطريقة غريبة للغاية، وهو أمام المرمى خاليًا، بعد تمريرة رائعة من زميله عبدالله الحمدان.

أما اللقطة الثانية كانت في الدقيقة 60، عندما صنع الصحفي هدفًا "سهلًا" للحمدان، بعد أن وصلته الكرة بشكل سحري من زميله مصعب الجوير في البداية؛ إلا أن الحكم ألغاه بداعي التسلل.

أما اللقطة الأخيرة التي ظهر فيها الصحفي، كانت في الدقيقة 70؛ عندما استلم تمريرة سحرية من الجوير، ليصبح وجهًا لوجه أمام فايز الرشيدي، حارس مرمى المنتخب العماني؛ ولكنه سددها خارج الـ3 خشبات.

وبالتالي.. كان الصحفي أحد العوامل التي ساهمت في وداع الأخضر السعودي لبطولة "خليجي 26"؛ ليجعلنا نتساءل بدهشة: "ماذا أفادك الاحتراف يا مروان؟!".

أظهر منتخب عمان الأول لكرة القدم، "شجاعة" كبيرة للغاية أمام السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، في مباراة نصف نهائي بطولة كأس الخليج "السادسة والعشرون".

عمان كانت قريبة للغاية من تسجيل الهدف الأول، عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي (0-0)؛ وذلك على الرغم من طرد اللاعب المنذر العلوي، في الدقيقة 34.

ولم يتراجع المنتخب العماني أبدًا بعد الطرد؛ بل واصل مهاجمة مرمى نظيره السعودي، وكان الطرف الأخطر في كثير من اللقطات؛ مثلما حدث في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع من عمر الشوط الأول.

وقتها.. شنت عمان هجمة منظمة، قبل أن يسدد عصام الصبحي كرة صاروخية من داخل منطقة الـ18؛ تصدى لها محمد العويس، حارس مرمى المنتخب السعودي، ببراعة كبيرة للغاية.

وفي الشوط الثاني وعلى عكس كل التوقعات، لم ينهار المنتخب العماني بدنيًا؛ بل ظل يلعب بـ"لُحمة واحدة" بين الدفاع والهجوم، مع الاعتماد على بعض الجمل التكتيكية، واستغلال الكرات الثابتة بالطبع.

وبالفعل.. سجلت عمان الهدف الأول من كرة ثابتة على حدود منطقة الـ18، بواسطة أرشد العلوي، قبل أن يضيف علي البوسعيدي "الثاني"، من كرة بدأت بلعبة تكتيكية مدروسة من "رمية جانبية".

لذلك.. يُمكن القول بإنه على الرغم من الفوارق الفنية بين المنتخبين، والزيادة العددية لصالح السعوديين؛ إلا أن العمانيين خطفوا الانتصار من خلال "الشجاعة والذكاء".