"رينارد يقدم هدية إلى إنزاجي ويا ليتك نفذت نصيحة محرز يا مجرشي" .. معجزة المنتخب السعودي ضد أستراليا محكوم عليها بالفشل رغم ثنائية البحرين

قدّم هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، في مواجهة البحرين المصيرية، مساء اليوم الخميس؛ هدية مبكرة إلى سيموني إنزاجي، مدرب الهلال الجديد.

الهلال أعلن مساء أمس الأربعاء، التعاقد رسميًا مع إنزاجي، قادمًا من صفوف العملاق الإيطالي إنتر؛ وبعقدٍ لمدة موسمين، حتى 30 يونيو من عام 2027.

وبعد ساعاتٍ قليلة من التعاقد مع إنزاجي.. أظهر رينارد "ثنائية رائعة" بقميص الأخضر السعودي؛ قد تقدم الكثير للفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، خلال الموسم الرياضي القادم 2025-2026.

هذه "الثنائية الرائعة" التي أظهرها رينارد؛ تتكوّن من الجناح الأيسر سالم الدوسري، ومتوسط الميدان الشاب مصعب الجوير.

سالم يتمتع برؤية ثاقبة للملعب، وصناعة الفرص من خلف المدافعين؛ بينما يتميز الجوير بضرب الخط الخلفي، من خلال تقدمه المفاجئ من الوسط إلى داخل منطقة الـ18.

هذا الأمر تجلى في الدقيقة 16 من مباراة البحرين والسعودية؛ عندما مرر سالم كرة سحرية من خلف المدافعين، استغلها الجوير المتقدم إلى الأمام، ليسجل الهدف الوحيد.

ومع تجديد الدوسري عقده مع الهلال حتى يونيو 2027، وانتهاء إعارة الجوير إلى الشباب؛ سيملك إنزاجي "ثنائية محلية رائعة" في الهلال، قد تكون حلًا في كثير من المباريات.

شارك علي مجرشي، ظهير أيمن الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، في "التشكيل الأساسي" للمنتخب السعودي ضد البحرين، مساء اليوم الخميس.

مجرشي قدّم أداءً رائعًا في المباراة، وعوض نجم روما سعود عبدالحميد بامتياز؛ سواء في الجانب الدفاعي، أو حتى في المشاركة الهجومية وتحديدًا عندما صنع الهدف الثاني.

لكن على الرغم من ذلك.. يظل ما يعيب على مجرشي هو "اللمسة الأخيرة"؛ والتي تحدث عنها اللاعب بنفسه، في الأيام القليلة الماضية، خلال حوار مع برنامج "دورينا غير".

وقتها.. كشف مجرشي عن أن الساحر الجزائري رياض محرز، زميله في النادي الأهلي، نصحه بأن يرفع رأسه إلى الأعلى ولا ينظر للأرض؛ ليُحسن من "اللمسة الأخيرة"، سواء في العرضيات أو تسجيل الأهداف.

وهُنا نستطيع أن نقول: "يا ليتك نفذت نصيحة محرز يا مجرشي!"؛ فمباراة السعودية ضد مستضيفه البحرين، أثبتت أن ظهير الأهلي يحتاج بالفعل، لتطوير نفسه في هذه النقطة - سالفة الذكر -؛ ليصبح لاعبًا سعوديًا متكاملًا في مركزه.

وأكبر دليل على ذلك.. التوغل الرائع من مجرشي داخل منطقة الـ18 لمنتخب البحرين، في الدقيقة الرابعة من عمر المباراة؛ ولكنه لم يرفع رأسه وهو وجهًا لوجه أمام الحارس، لتهرب الكرة منه ويضيّع هدفًا محققًا.

في مواجهة البحرين.. تجددت نفس النقطة التي يتحدث عنها الجميع؛ وهي "العقم التهديفي" الكبير، الذي يُعاني منه منتخب السعودية الأول لكرة القدم.

الأخضر السعودي يصنع عددًا لا بأس به من الفرص في المباريات، خاصة أنه يملك أسماءً رائعة قادرة على ذلك مثل سالم الدوسري؛ ولكنه لا يجد من يترجمها إلى داخل الشباك، مثلما حدث ضد البحرين رغم الفوز بثنائية.

ويكفي لنتأكد من هذا الأمر؛ أن نذكر بأن منتخب السعودية لم يسجل سوى 6 أهداف فقط، في 9 مباريات من منافسات المجموعة الثالثة بالتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

ذلك يقودنا للحديث عن أن "المعجزة" التي تحدث عنها البعض، للتأهل السعودي المباشر إلى كأس العالم 2026، دون خوض الملحق؛ كان أمرًا محكومًا عليه بالفشل منذ البداية.

هذه المعجزة كانت تتمثل في الفوز على البحرين بـ5 أهداف مثلًا، ثم الانتصار على أستراليا بثلاثية أو أكثر في الجولة الأخيرة من التصفيات؛ من أجل التأهل المباشر إلى كأس العالم 2026.

وبالتالي.. تظهر أهمية تحرك الاتحاد السعودي لكرة القدم، لإيجاد حلًا لهذه المشكلة الكبيرة؛ التي يُعاني منها المنتخب الوطني، منذ سنواتٍ طويلة.

هذه الحلول قد تتمثل؛ في تجنيس مهاجمين أجانب، أو اشتراط لعب النجوم السعوديين في هذا الخط بشكلٍ أساسي مع أنديتهم، أو حتى البحث عن المواهب في هذا المركز بالدرجات الأدنى.

المهم هو التأكُد من أن "العقم التهديفي" الذي يُعاني منه المنتخب السعودي؛ كفيل بأن يضيّع العديد من البطولات منه، ويحرمه من المشاركة في المسابقات العالمية أيضًا.

بعيدًا عن "العقم التهديفي" الذي تحدثنا عنه؛ ظهرت العديد من العيوب الأخرى في منتخب السعودية ضد البحرين، مساء اليوم الخميس.

هذه العيوب يجب أن يعمل هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، على حلها في أسرع وقتًا ممكن؛ إذا أراد التأهل إلى كأس العالم 2026.

أبرز العيوب السعودية ضد البحرين:

- ضعف التعامل مع "العرضيات"؛ حيث أن خطورة البحرين كلها، كانت من هذه اللعبة.

- ضعف اللياقة البدنية؛ فالمنتخب السعودي لم يستطع اللعب بنفس الرتم، طوال الـ90 دقيقة.

- عدم التجانس بين الثنائي الدفاعي؛ حيث كانت هناك فراغات كبيرة بين حسان تمبكتي وحسن كادش، لم يستغلها مهاجمي البحرين.

كذلك.. يبدو أن رينارد غير مقتنع بما قدّمه النجوم السعوديين المحترفين في أوروبا؛ حيث لم يعتمد على أي اسم منهم، في "التشكيل الأساسي" ضد البحرين.

واكتفى رينارد بالدفع بمتوسط الميدان فيصل الغامدي والجناح مروان الصحفي، اللذين مثّلا بيرشكوت البلجيكي في 2024-2025، معارين من نادي الاتحاد، وكذلك الظهير سعود عبدالحميد، نجم فريق العاصمة الإيطالية روما؛ كـ"بدلاء" في الشوط الثاني.