الدوري السعودي وتأثير ميسي وموازنة برشلونة ضد تمرد اللاعبين وكارثة ميونخ! .. الفائزون والخاسرون في فترة انتقالات صيفية تاريخية

كان هناك الكثير من المشككين عندما قال كريستيانو رونالدو، أن العديد من النجوم سينضمون إليه قريبًا في الدوري السعودي، و تأكد كلامه هذا الصيف.

فانضم كريم بنزيما ونجولو كانتي ونيمار، للدوري السعودي هذا الصيف، بالإضافة لنجوم آخرين مثل ساديو ماني وجوردان هندرسون، وأحتل الدوري السعودي المركز الثاني في الإنفاق المادي بعد تشيلسي.

وقال بيب جوارديولا، أن الدوري السعودي سيسبب تهديدًا حقيقيًا على كرة القدم الأوروبية في سوق الانتقالات.

انضم جوردان هندرسون، إلى فريق الاتفاق السعودي وترك الدوري الإنجليزي وفريقه ليفربول هذا الصيف، وليس هو اللاعب الوحيد الذي قرر قبول مبلغ ضخم للعب في السعودية.

مشكلة هندرسون، هو أنه الوحيد الذي يبدو منافقًا الآن ولم يتفاجأ أحد عندما انتقل رونالدو أو بنزيما إلى الدوري السعودي من أجل المال ولكن انتقال هندرسون كان مفاجأة لمشجعيه.

ولا يمكن إنكار أن هندرسون جهز عائلته مدى الحياة من خلال الانتقال إلى المملكة العربية السعودية لكنه أضر أيضًا بسمعته بشكل لا يمكن إصلاحه كواحد من اللاعبين الرائعين بكرة القدم.

خرج باريس سان جيرمان من الميركاتو الصيفي فائزًا بعدما نجح في الحفاظ على كيليان مبابي وتعاقد مع مدرب قوي مثل لويس إنريكي، ولاعبين مميزين ليبدأ بقوة منافسته بالموسم الجديد على البطولات.

ويظن البعض أن فريق باريس سان جيرمان الحالي هو أقوى نسخة من فترة كبيرة فقد تجنب النادي النجوم مثل ليونيل ميسي ونيمار لصالح الاستثمار بحكمة مما يعني أن الفريق الذي كان مثقلًا الموسم الماضي أصبح الآن متوازنًا.

يمتلك نادي آر بي لايبزيج، نموذج عمل رائع فهم يوقعون مع المواهب الشابة ثم يبيعون هؤلاء اللاعبين مقابل رسوم ضخمة، وتمول الأرباح المحققة المشروع بأكمله وتمكن لايبزيج من الحفاظ على قدرتها التنافسية، سواء في ألمانيا أو في المنافسة القارية.

ومع ذلك خسر الفريق أربعة من أفضل لاعبيه هذا الصيف وهم كريستوفر نكونكو، دومينيك سوبوسلاي، يوشكو جفارديول ولايمر، وجميعهم لعبوا أدوارًا أساسية وقادوا الفريق لاحتلال المركز الثالث في الدوري الألماني والفوز بلقب كأس ألمانيا.

وحقق لايبزيج ما يقرب من 220 مليون يورو من مبيعات نكونكو، وغادر سويوسلاي، مجانًا وقد قاموا ببعض التعاقدات الجيدة وعلى رأسهم تشافي سيمونز، ولكن سيتأثرون كثيرًا برحيل رباعي الفريق.

لقد تحدثنا لفترة طويلة عن "تأثير كريستيانو رونالدو" في الدوري السعودي ومع ذلك ربما يكون "تأثير ليونيل ميسي" أكثر إثارة للإعجاب، لأنه حقق فوائد رياضية واقتصادية معًا لفريقه إنتر ميامي.

ففي خلال ثلاثة أشهر، من وصول ميسي إلى إنتر ميامي قاد الفريق لتحقيق أول بطولة له في تاريخه بفوزهم بكأس الدوريات، ونجحوا بفضل ميسي في التأهل لنهائي بطولة كأس أمريكا والمنافسة على اللقب الثاني لهم.

وإذا نجح ميسي في قيادة إنتر ميامي إلى التصفيات، سيُصنف ذلك بأنه من أكثر الإنجازات إثارة في مسيرة ميسي نظرًا لأن الفريق يقع في المركز الأخير.

ومنذ وصول ميسي وارتفعت أسعار تذاكر مباريات ميامي بشكل كبير، بالإضافة لأرقام المشاهدات.

قد يبدو تصنيف مانشستر يونايتد كأحد الخاسرين في فترة الانتقالات قاسيًا بالنسبة للبعض بعد تعاقدهم مع أندريه أونانا، وراسموس هويلوند المهاجم الشاب الذي يتمتع بإمكانيات هائلة، وفوزهم بسفيان أمرابط الذي سيزيد من قوة خط وسط الفريق.

ولكن هل يونايتد أقوى حقًا مما كان عليه الموسم الماضي؟ الإجابة لا، فرغم إنفاقهم على الصفقات حوالي 200 مليون جنيه استرليني ولكن هناك العديد من علامات الاستفهام حول بعض التعاقدات.

فميسون ماونت، لاعب لم يكن يونايتد بحاجة إليه، وهويلوند ليس الهداف المضمون الذي كان يونايتد يريده، وحتى أونانا، لديه عيوب كثيرة جعلت إنتر يقضي معظم الموسم الماضي خائفين منه.

والحقيقة أن هذا ليس الصيف الذي كان مشجعي مانشستر يونايتد ينتظرونه، فكان الفريق في حاجة إلى ظهير أيسر بعد خسارة لوك شو وتيريل مالسيا بسبب الإصابة.

لفترة طويلة رفض اللاعبون الإنجليز مجرد التفكير في فكرة الانتقال خارج حدودهم، وكان هناك حالات استثنائية مثل تريفور فرانسيس وديفيد بيكهام إلى داني ديتشيو وجوناثان وودجيت، ولكن بعد ذلك، في المواسم الأخيرة، بدأ اللاعبون الإنجليز الشباب في رؤية مزايا الانتقال إلى أوروبا وألمانيا، على وجه الخصوص.

ونتيجة لذلك أصبح جادون سانشو، وجود بيلينجهام، نجمين في بوروسيا دورتموند، ولكن عاد سانشو إلى موطنه الأصلي وانتقل لفريق مانشستر يونايتد بينما قرر بيلينجهام، الانتقال لفريق ريال مدريد والدوري الإسباني.

وسجل بيلينجهام، أربعة أهداف في أول ثلاث مباريات له في الدوري الإسباني، ليثبت نفسه سريعًا مع الفريق الملكي، والآن هناك نجم إنجليزي آخر يضيء الدوري الألماني وهو هاري كين، الذي اتخذ القرار الصعب بترك توتنهام والانتقال لبايرن ميونخ هذا الصيف.

تلقى روميلو لوكاكو، بالفعل ترحيبًا حارًا في روما، ولكن حتى مع وجود لوكاكو في الفريق، فإن لقب الدوري الإيطالي يبدو صعبًا على روما.

ولا يوجد أمل في تحسين سمعة لوكاكو، بعد أزماته الأخيرة ولكن قد يتحسن أداؤه ويستعيد قوته تحت قيادة جوزيه مورينيو.

عادةً ما يكون المهاجمون هم من يحصلون على أموال ضخمة خلال فترة الانتقالات ولكن هذا العام، أثبت لاعبو خط الوسط الدفاعي أنهم اللاعبون الأكثر قيمة في السوق.

وفي وقتنا الحالي أصبحت الفرق تدرك ضرورة تأمين دفاعتها ونتيجة لذلك، أصبح المركز رقم 6 مطلوبًا للغاية، ولهذا السبب رأينا أمثال مويسيس كايسيدو، وديكلان رايس، يحصلون على مبالغ ضخمة بالإضافة للاعبي خط الوسط الدفاعيين.

كان بايرن ميونخ قريبًا جدًا من تحقيق صيف شبه مثالي، فقد نجح العملاق البافاري في التعاقد مع هاري كين، وكيم مين جاي، وكان الثنائي أكبر هدفين في سوق الانتقالات.

ومع ذلك، وقبل إغلاق النافذة مباشرة، سمح بايرن لبنجامين بافارد، بالانضمام إلى إنتر وريان جرافينبيرش، بالانتقال إلى ليفربول، معتقدين أنه سيكون لديهم الوقت الكافي للتعاقد مع البدلاء.

ومع انتهاء الميركاتو الصيفي أدركوا أنهم في كارثة بسبب فشلهم في ملء الفراغ الذي تركه بافارد متعدد المواهب، ويُنظر إلى بايرن على أنه أحد المرشحين للفوز بدوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكن سيحتاج إلى تعزيزات قوية في يناير لأنهم يفتقرون في الوقت الحالي إلى القوة في العمق.

هناك بعض الصفقات التي تمت هذا الصيف وكانت منطقية تمامًا، ويعد انتقال كريستيان بوليسيتش، إلى ميلان مثالاً على ذلك، فمن الواضح أن المهاجم الأمريكي كان بحاجة إلى الابتعاد عن تشيلسي بعد كفاحه لفترة طويلة من أجل استعادة لياقته البدنية، وكان يحتاج إلى الاستقرار.

وتبدوا خطوة انتقال الأمريكي إلى ميلان صعبة، بعد الخروج المفاجئ لأسطورة النادي باولو مالديني ومع ذلك، بدا الأمر وكأنه الخطوة الصحيحة بالنسبة لبوليسيتش، وذلك ببساطة لأنه كان يبحث عن وقت لعب منتظم في الفريق الأول.

أثبت بوليسيتش، نجاحه فلم يحتج سوى القليل من الوقت لتخفيف عبء رافاييل لياو، والتسجيل في أول مباراتين له مع ميلان.

إن إضراب اللاعبين لإجبارهم على الانتقال ليس بالأمر الجديد فأمثال ويليام جالاس ولوكا مودريتش ورحيم ستيرلينج جميعهم أثبتوا فشلهم عندما قاموا بمثل هذه الأفعال.

وقد شعر وولفرهامبتون بالغضب من سلوك ماتيوس نونيس، الذي رفض الحضور للتدريب لمجرد أن مانشستر سيتي كان يحاول التعاقد معه، ورغم أن نونيس وزملائه المهاجمين في الصيف مثل راندال كولو مواني ولويس سينيستيرا هم الفائزون، حيث أتت تصرفاتهم المحرجة ثمارها ولكن في الواقع، هم خاسرون.

لا يزال برشلونة قادرًا على التعاقد مع لاعبين جيدين على الرغم من عدم وجود أموال كافية معهم لقد رهن برشلونة مستقبله بشكل أساسي على النجاح الحالي، وهي استراتيجية محفوفة بالمخاطر للغاية، ولكنها تؤتي ثمارها في الوقت الحالي، حيث قاد تشافي الفريق إلى مجد الدوري الإسباني الموسم الماضي.

دوري الأبطال، هي خطوة برشلونة لجمع الأموال في الفترة القادمة، ويأملون في تخطي دور المجموعات، وعلى الرغم من أنهم أنفقوا حوالي 10 ملايين يورو فقط، إلا أن برشلونة تمكن من تعزيز فريقه بإضافات قوية مثل إلكاي جوندوجان وإينييغو مارتينيز، مجانًا وأوريول روميو، وجواو كانسيلو، وجواو فيليكس.

قد يبدو أن ماوريسيو بوتشيتينو، في وضع رائع فعادةً ما يحصل مدرب تشيلسي على كل ما يريده في سوق الانتقالات ولكن في الواقع، رفع الملاك الحاليون للنادي إنفاقهم إلى ما يقل قليلاً عن مليار جنيه استرليني منذ توليهم المسؤولية العام الماضي.

والنتيجة النهائية هي أن المدرب الجديد شهد تعزيز فريقه بعدد كبير من النجوم الشباب، فهل يمكن للاعب كول بالمر، أن يصبح نجمًا مهمًا، بالتأكيد، ولكن لا يوجد أي ضمانات ومن المرجح أن ينتهي به الأمر إلى المعاناة لإثبات جدارته.

ومهمة بوكيتينو، هي ضمان عدم حدوث ذلك، فمسؤوليته ليس فقط الحصول على أفضل النتائج من هذه المجموعة الواعدة من الشباب، بل تحقيق ذلك مع نتائج جيدة.

نجح جواو فيليكس، في إقناع برشلونة بالتخلي عن نجمه أنسو فاتي للفوز به، رغم تسجيله أربعة أهداف فقط أثناء إعارته إلى تشيلسي في وقت سابق من هذا العام.

وقد يكون فيليكس قادرًا على تأمين انتقال دائم لبرشلونة، وهو ما سيضعه حقًا في وضع يسمح له بتحدي موراتا، على لقب المهاجم الأكثر غموضًا في التاريخ.

مع اقتراب نهاية الميركاتو الصيفي، كان من المؤكد تقريبًا أن هاري ماجواير، سيغادر مانشستر يونايتد بعد أن شعر أن وقته في أولد ترافورد قد انتهى ووافق على عرض وست هام.

ولكن يظل المدافع الإنجليزي لاعبًا في يونايتد بعد إغلاق النافذة، ولم يرحل إلى وسط هام، ولم يحصل ماجواير، على فرصة للمشاركة مع الفريق منذ بداية الموسم، ويبدو أنه خارج حسابات تين هاج، مدرب الفريق.

والسؤال الآن هل سيتسبب وضع ماجواير، في فقد مكانه الأساسي مع منتخب إنجلترا، وماجواير ليس اللاعب الوحيد الذي بقي في يونايتد على الرغم من تراجعه في الترتيب فينضم له سكوت مكتوميناي، وأنتوني مارسيال، ويظل مصيرهم عالقًا حتى يناير القادم.