GOAL ONLY Real Madrid Referees gfxGoal AR

لعُبة الحكام | "نفوذ غرف النوم" والطرد الرابع ضد سيلتا فيجو.. هل يحق لريال مدريد الدفاع عن نفسه؟!

لم تكن صافرة النهاية في ملعب سانتياجو برنابيو مساء أمس مجرد إعلان عن خسارة قاسية وتاريخية لريال مدريد بهدفين نظيفين أمام سيلتا فيجو، بل كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت برميل بارود في أروقة الكرة الإسبانية. 

وسط غضب المدرجات وصدمة النتيجة، ومع خروج ثلاثة لاعبين بالبطاقات الحمراء في سابقة نادرة، تجمد الزمن لثوانٍ معدودة، ليرسم لنا مشهداً يلخص كل أزمات التحكيم في صورة واحدة: حكم يمارس الاستفزاز بالصمت، ومندوب نادٍ يقرر التدخل بسلطة تتجاوز حدود وظيفته، مستنداً ربما إلى إرث عائلي ثقيل داخل لجنة الحكام.

بدأت فصول المسرحية مع اللحظات الأخيرة للمباراة التي شهدت توتراً غير مسبوق، الفريق الملكي لم يخسر النقاط الثلاث فحسب، بل خسر أعصابه تماماً، مما أدى إلى إشهار الحكم أليخاندرو كوينتيرو جونزاليس للبطاقة الحمراء ثلاث مرات، طالت اثنين من اللاعبين داخل المستطيل الأخضر ولاعباً ثالثاً كان يتابع اللقاء من على مقاعد البدلاء.

هذه الحالة من الانفلات العصبي جعلت الأجواء مشحونة، وكان المتوقع أن يسارع طاقم التحكيم بمغادرة الملعب فور إطلاق الصافرة لتفادي المزيد من الاحتكاك، لكن ما حدث كان عكس المنطق.

  • Real Madrid CF v RC Celta de Vigo - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بين المطرقة والسندان: كوينتيرو في مواجهة نفوذ "غرف النوم"

    الحكم كوينتيرو اختار أن يقف في منتصف الملعب بجمود تام، متخذاً وضعية الثبات وكأنه تمثال نُصب في قلب العاصفة. 

    من منظور تحليلي، وقوف الحكم بهذه الطريقة وسط لاعبين في قمة الغضب هو نوع من الاستفزاز البارد ومحاولة لاستدراج من تبقى منهم لارتكاب أخطاء إضافية. 

    ولكن، هل كان كوينتيرو يتحدى اللاعبين فقط؟ أم كان يوجه رسالة تحدٍ لشخص آخر واقف على خط التماس؟

    يبدو أن الحكم كان يدرك جيداً أنه محاصر بضغط نفسي هائل يتجاوز صيحات الجمهور؛ فهو يقف أمام كارلوس ميخيا دافيلا، مندوب ريال مدريد. 

    هذا الرجل ليس مجرد موظف إداري، بل هو زوج يولاندا بارجا، العضوة النافذة في اللجنة الفنية للحكام.

    وقوف كوينتيرو بجمود قد يُفسر محاولة بائسة لإظهار استقلاليته وعدم خضوعه لنفوذ الزوجين وغرف النوم المغلقة، أو ربما كان رعباً مقنعاً من اتخاذ أي خطوة خاطئة تحت أنظار زوج رئيسته في العمل.

  • إعلان
  • Real Madrid CF v RC Celta de Vigo - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    استعراض القوة الصامت: عندما يهزم دهاء الحكام القدامى طيش الجدد

    هنا، ومن قلب المشهد العبثي، قرر دافيلا التخلي عن دوره البروتوكولي المعتاد، لم ينزل ليحمي الحكم، بل نزل لينهي المسرحية. 

    الصورة التي التقطتها العدسات تظهر دافيلا وهو يخترق المساحة الشخصية للحكم كوينتيرو، بنظرات حادة تحمل وعيداً وتوبيخاً لا يصدر إلا من أستاذ لتلميذه.

    لقد كان مشهداً كلاسيكياً لصراع الأجيال والسلطة؛ دافيلا، الحكم الدولي السابق والخبير بدهاليز التحكيم، لم يحتج للصراخ.

    نظرة واحدة كانت كافية لكسر عين الحكم الجديد ولسحب فتيل الانفجار قبل أن يسقط نجم آخر في فخ الطرد الرابع، بل وتوصيل رسالة واضحة: "أنا أعرف ألاعيبك، وأعرف كيف تدار الأمور، وزوجتي هناك في اللجنة، اذهب للنفق فوراً"، لم ينطق بها، لكن عيناه قالتها بوضوح.

    لقد استخدم دافيلا سلطته المعنوية المشبوهة لفرض النظام عندما فشل الحكم في ذلك، مظهراً كيف يمكن للخبرة الممزوجة بالنفوذ أن تنهي فوضى القرارات الطائشة.

  • الوجه الآخر للعدالة: هل يدفع الريال ثمن علاقات مندوبه "المشبوهة"؟

    هذه اللقطة تفتح الباب على مصراعيه لمناقشة الجدل الأزلي: هل وجود دافيلا وزوجته يخدم ريال مدريد حقاً؟ يرى البعض أن ما حدث في مباراة سيلتا فيجو من قسوة تحكيمية وطرد ثلاثة لاعبين هو فاتورة يدفعها النادي لدرء الشبهات.

    فالحكام، في محاولتهم لنفي تهمة المجاملة أو الخضوع لنفوذ دافيلا وزوجته، قد يبالغون في القسوة على ريال مدريد لإثبات نزاهتهم أمام الإعلام والرأي العام. 

    وبالتالي، يتحول تضارب المصالح هذا من ميزة خفية للنادي الملكي إلى عبء ثقيل، حيث يصبح الفريق ضحية لصراع الحكام الداخلي بين الخوف من نفوذ دافيلا والرغبة في إثبات الاستقلالية عنه. 

    إنها معادلة معقدة جعلت من دافيلا في تلك الليلة حائط الصد الوحيد، والمشكلة في آن واحد.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Real Madrid CF v RC Celta de Vigo - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

    بيت القصيد

    ما حدث في ليلة انهيار الريال أمام سيلتا فيجو يتجاوز حدود الهزيمة الكروية؛ إنه تعرية تامة لواقع الكرة الإسبانية. 

    عندما يضطر مندوب النادي للنزول إلى الملعب ليمارس دور الأب الروحي على حكم المباراة، وعندما تُقرأ نظرات العيون بناءً على العلاقات العائلية في المكاتب المغلقة وليس بناءً على قوانين اللعبة، فنحن أمام أزمة ثقة عميقة. 

    دافيلا بنظراته الحادة لم يكن يعاتب كوينتيرو فنياً، بل كان يذكره بأن في إسبانيا، صافرة الحكم ليست هي الصوت الأعلى دائماً، بل علاقات الكواليس هي من تحكم اللعبة في النهاية.

0