لم تكن صافرة النهاية في ملعب سانتياجو برنابيو مساء أمس مجرد إعلان عن خسارة قاسية وتاريخية لريال مدريد بهدفين نظيفين أمام سيلتا فيجو، بل كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت برميل بارود في أروقة الكرة الإسبانية.
وسط غضب المدرجات وصدمة النتيجة، ومع خروج ثلاثة لاعبين بالبطاقات الحمراء في سابقة نادرة، تجمد الزمن لثوانٍ معدودة، ليرسم لنا مشهداً يلخص كل أزمات التحكيم في صورة واحدة: حكم يمارس الاستفزاز بالصمت، ومندوب نادٍ يقرر التدخل بسلطة تتجاوز حدود وظيفته، مستنداً ربما إلى إرث عائلي ثقيل داخل لجنة الحكام.
بدأت فصول المسرحية مع اللحظات الأخيرة للمباراة التي شهدت توتراً غير مسبوق، الفريق الملكي لم يخسر النقاط الثلاث فحسب، بل خسر أعصابه تماماً، مما أدى إلى إشهار الحكم أليخاندرو كوينتيرو جونزاليس للبطاقة الحمراء ثلاث مرات، طالت اثنين من اللاعبين داخل المستطيل الأخضر ولاعباً ثالثاً كان يتابع اللقاء من على مقاعد البدلاء.
هذه الحالة من الانفلات العصبي جعلت الأجواء مشحونة، وكان المتوقع أن يسارع طاقم التحكيم بمغادرة الملعب فور إطلاق الصافرة لتفادي المزيد من الاحتكاك، لكن ما حدث كان عكس المنطق.







