Simeone GFXGoal AR

الحكم أرحم به من الأرقام.. سيميوني بنقطتين من تسعة يواجه "مجاملة الابن" وجحيم ليفربول!

لم يعد مشهد دييجو سيميوني وهو يصرخ بحماس على خط الملعب مصدراً للإلهام كما كان، بل أصبح يثير غضب جماهير أتلتيكو مدريد التي ترى فريقها ينهار ببطء.

فبعد ثلاث جولات فقط على بداية الدوري الإسباني، يجد "التشولو" نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات لم يسبق لها مثيل، مع نتائج مخيبة، وأداء باهت، واتهامات حساسة بالمحاباة والمجاملة على حساب مصلحة الفريق عقب التعادل مع ألافيش في الجولة الثالثة، فهل هي مجرد كبوة بداية موسم، أم أنها بداية النهاية لحقبة تاريخية؟

  • FBL-ESP-LIGA-ATLETICO MADRID-REAL SOCIEDADAFP

    صرف جنوني ونتائج مخيبة.. أين تذهب أموال أتلتيكو؟

    أحد أسباب الغضب هو التناقض الصارخ بين إنفاق النادي الضخم (قرابة 175 مليون يورو هذا الموسم) والنتائج الهزيلة.

    لكن الأزمة تتجاوز الأموال؛ فالجماهير ترى أن سيميوني نفسه أصبح ضائعاً وتائهاً على خط الملعب. 

    ويتجسد هذا الضياع في قرارات فنية غريبة، أبرزها في مباراة ألافيس حين بدأ اللقاء بوجود كل الأظهرة الأربعة على دكة البدلاء، بينما لم يكن هناك أي قلب دفاع بديل متاح، في قرار تكتيكي غامض يعكس حالة التخبط التي يعيشها الفريق.

    هذا النمط من الإنفاق المرتفع ليس جديداً، بل هو استمرار لسياسة النادي في المواسم الأخيرة التي شهدت صفقات مليونية. 

    ومع ذلك، فإن المردود على أرض الملعب لا يعكس هذا الحجم من الاستثمار، فالأداء باهت والنتائج لا ترقى لفريق بهذا الحجم من الصرف، مما يضع سيميوني في موقف حرج، حيث تقع عليه مسؤولية الفشل في ترجمة هذه الأموال إلى نجاح.

  • إعلان
  • SimeoneGetty Images

    الحكم أرحم من الأرقام

    الأرقام ترسم صورة قاتمة، فالفريق حصد نقطتين فقط من أصل تسع نقاط ممكنة أمام فرق متواضعة مثل إسبانيول وإلتشي وألافيس، والأسوأ أن هوية الفريق الصلبة قد تلاشت تماماً بفضل الأرقام التالية:

    • دفاع منهار: استقبلت شباك الفريق 4 أهداف.
    • هجوم عقيم: لم ينجح الفريق في تسجيل سوى 3 أهداف فقط.

    ولعل أكثر ما يزيد من مرارة الموقف، هو أن حتى نقطة التعادل اليتيمة أمام ألافيس (1-1)، لم تكن مستحقة.

    فقد أجمع خبراء التحكيم على أن هدف التعادل جاء من تسلل واضح، وأن خطأً تحكيمياً فادحاً أنقذ أتلتيكو مدريد من هزيمة كانت ستزيد من عمق أزمته.

  • Alexander Sorloth Antoine Griezmann Atletico Madrid Lille Champions League 23102024Getty Images

    اتهامات بالمجاملة وقرارات فنية ضائعة

    في قلب الأزمة، تبرز اتهامات بالمجاملة بسبب إصرار سيميوني على إشراك ابنه جوليانو أساسياً على حساب أسماء أخرى كبيرة، لكن قصة جوليانو في مباراة ألافيس تحكي حكاية أكثر تعقيداً؛ فالشاب استُقبل بتصفيق حار من جماهير ناديه السابق، وسجل هدفه الوحيد بفضل طاقته وقتاليته الخالصة بعد أن استخلص الكرة بنفسه، وفي لقطة مؤثرة، رفض الاحتفال احتراماً لهم.

    على النقيض تماماً، يأتي المهاجم النرويجي ألكسندر سورلوث الذي لا يثير الجدل فقط، بل يجسد حالة اللامبالاة في الفريقK ففي المباراة الأخيرة، لم يكن مجرد لاعب غير حاسم، بل ظهر خاملًا، وبلا أي رغبة في القتال، والأسوأ من ذلك، أنه هو من تسبب في ركلة الجزاء التي قضت على بداية فريقه الجيدة.

    لكن المشكلة أعمق من ذلك، فالجماهير ترى أن سيميوني نفسه أصبح ضائعاً وتائهاً على خط الملعب.

    قرارته بالإضافة إلى الشعور العام بأن الفريق أصبح متواضعاً جداً، دفعت الجماهير للمطالبة بصفقات عاجلة لإنقاذ الموقف، خاصة مع تبقي أقل من 48 ساعة على إغلاق سوق الانتقالات.

  • Newcastle United v Atletico Madrid - Pre-Season FriendlyGetty Images Sport

    وما يزيد الطين بلة: جحيم "أنفيلد" ينتظر

    وكأن الأزمة المحلية لا تكفي، سيحل الفريق ضيفاً على ليفربول في معقله التاريخي "أنفيلد" في أولى مبارياته بدوري الأبطال. 

    هذه المواجهة قد تكون بمثابة ضربة قاضية لفريق مهتز، فأسلوب ليفربول الضاغط هو أسوأ سيناريو يمكن أن يواجهه فريق فاقد للثقة ويعاني من هشاشة دفاعية.

  • FBL-ESP-LIGA-ALAVES-ATLETICO MADRIDAFP

    بيت القصيد: نهاية حقبة براتب فلكي وتوقعات منخفضة

    دييجو سيميوني هو أسطورة أتلتيكو مدريد، لكن هذه المكانة أصبحت الآن في قلب مفارقة مؤلمة. 

    فهو المدرب الأعلى أجراً في عالم كرة القدم الأوروبية صاحب الوظيفة الأسهل على ما يبدو، فرغم الأموال الطائلة التي أُنفقت،  سقف التوقعات قد انخفض إلى درجة مقلقة، وأصبح مجرد إظهاره للعواطف على خط الملعب سبباً كافياً ليصفق له البعض، متناسين تراجع النتائج، منتظرين فوز على ريال مدريد أو تعادل في الوقت القاتل مع برشلونة حتى يشعروا بالانجاز.

    ولهذا، لم يعد السؤال هو إذا كانت حقبته ستنتهي، بل أصبح: إلى متى يمكن لأسطورة، في ظل أزمة ثقة وسوق انتقالات على وشك الإغلاق، أن تستمر براتب فلكي، ونتائج متراجعة، ودعم جماهيري يتآكل يوماً بعد يوم؟

0