amerhussain-infantino-cefferin@GOAL

الحاج عامر حسين يسيطر على العالم.. هذا ما حوّل كبرى البطولات إلى الدوري المصري!

خلال السنوات الماضية، بات الدوري المصري مضرب المثال فيما يتعلق بعشوائية الإدارة والتنظيم، أنا مصري وشهادتي قد تكون مجروحة في الأمر، لكن القصة لم تعد محل وجهات نظر.

خلال العشرية السوداء التي تلت أحداث بورسعيد الدامية، تفنن مسؤولو كرة القدم المصرية في إهدار قيمة الدوري المصري، وبات الثنائي الأهلي والزمالك أقوى بكثير من الاتحاد، وفي أحيان كثيرة من منتخب مصر نفسه.

هذا الأمر أفقد إدارة الدوري المصري هيبته، وأفقد الدوري قيمته التنافسية الكبيرة وفقًا لوجهة نظري ووجهة نظر العديد من متابعيه، لكن الأمر لم يعد حكرًا على مصر وحدها!.

أقوى بطولات العالم تحذو حذو الدوري المصري في عشوائية الإدارة، ما الذي يحدث في أوروبا وطال كل اللاعبين والأندية؟.

مواسم متلاحمة لا توقف فيها، بطولات دولية تقتطع الموسم، لاعبون يحزمون أمتعتهم 10 مرات في العام ويجوبون مطارات العالم قبل انتهاء الموسم، توقفات دولية عديدة.. ما كل هذا العبث؟.

بات الأمر أشبه بكيفية إدارة "الحاج عامر حسين" الشهيرة لمسابقات الكرة المصرية، بل إن الحاج عامر حسين أكثر تنظيمًا، يفعل كل شيء من أجل ضمان انتهاء المسابقة في حينها، صحيح أن هذا لا يحدث، لكنها المشكلة الوحيدة ربما، أما كرة القدم الأوروبية بدءًا من الموسم الحالي، مرورًا بكأس العالم للأندية 2025 الذي يعارضه الجميع، فباتت دون حل!.

سنحاول في السطور التالية بسط المعطيات، الأسباب، الاقتراحات التي قد تؤدي إلى حل مشاكل الكرة الأوروبية.. حتى لا تتحول إلى مصر جديدة في كرة القدم!.

  • Super League

    "السوبرليج".. بداية كل شيء!

    إذا كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ومن ورائه الاتحاد الدولي يريدان فعلًا حل معظم مشاكل الكرة الأوروبية، فيجب الانتهاء من ملف دوري السوبر ليج الأوروبي وحل المسألة بحل وسط مع الثنائي ريال مدريد وبرشلونة.

    هذه هي المشكلة الكبرى في الكرة الأوروبية، ومنذ التاريخ الذي انطلق فيه هذا الاقتراح، والكرة الأوروبية لا تسير على ما يرام.

    لقد أصبح "يويفا" مولعًا بفكرة زيادة عدد المباريات، من أجل منع ما قام اقتراح دوري السوبرليج من أجله، وهو زيادة التنافسية واللقاءات الكبرى بين الفرق الأعلى في أوروبا، وكذلك زيادة المتابعة.

    بناء على ذلك، تم تغيير نظام دوري أبطال أوروبا، ومن أجل ذلك باتت أوروبا كما الدوري المصري، يلعب أنديتها كل 3 أيام، تفاقمت المشاكل وباتت الجدولة الكارثية من سمات الكرة الأوروبية.

    في ظل حصول أندية السوبر ليج على حكم بإقامة البطولة وشرعيتها، وتعنت "يويفا" و"فيفا" حيال البطولة، الأمور مرشحة للتفاقم أكثر فأكثر خلال السنوات القادمة.

  • إعلان
  • FBL-UAE-CLUB-WORLD-CUP-PALMEIRAS-CHELSEAAFP

    رسالة من فاعل خير: كأس العالم للأندية فيه سم قاتل!

    كل ما يمكن أن يقال عن عشوائية إدارة كرة القدم، ستراه بوضوح في كأس العالم للأندية 2025، التي يأتي نظامها ليذيق فرق أوروبا الأمرين.

    موعد البطولة الغريب أيضا يأتي بينما يكون اللاعبون قد انتهوا من موسم طويل، هو أصلًا متلاحم ولم يرتاحوا فيه بسبب البطولات الدولية!.

    أندية أوروبا الكبرى عبرت عن رفضها للبطولة، كأس العالم للأندية بنظامه القديم وإن لم يكن عادلًا كان يقضي بلعب بطل أوروبا مباراتين فقط خلال أيام، لكن الآن على أوروبا أن تحشد أنديتها لمونديال آخر!.

    كأس العالم للأندية سيقام كل 4 مواسم، هذا صحيح، لكن موعد إقامة أول نسخة هو الكارثي، كان من الممكن إقامة النسخة الأولى في عام لا توجد فيه استحقاقات دولية على الأقل، أما أن تقام النسخة الأولى وفرق أوروبا تخوض الدوري الأوروبي وتصفيات كأس العالم وتفقد لاعبيها الأفارقة للكان، فهذا انتحار كروي!.

    والآن باتت هناك اقتراحات كوميدية آتية من عالم بطولات الصالات لا كرة القدم.. فما الذي يعنيه أن تخوض بطولة واحدة بقميص ناد لمدة شهر، ثم تعود إلى ناد آخر؟ ألا يفقد كل هذا العبث كرة القدم رونقها؟.

  • Lewandowski De BruyneGetty Images

    اسمعوا ما يقوله اللاعبون!

    رودري، يورجن كلوب، كارلو أنشيلوتي، روبرت ليفاندوفسكي، كيفن دي بروينه، أنطوان جريزمان، كيليان مبابي.. هم أسماء ربما تكون الأبرز ضمن قائمة طويلة للغاية من أهم أسماء كرة القدم العالمية، ممن عبروا بصراحة عن ضرورة تغيير نظام جدولة البطولات الأوروبية والعالمية.

    روبرت ليفاندوفسكي الذي يمارس كرة القدم بشكل احترافي منذ عام 2005، قال إنه لم يخض هذا العدد من المباريات أبدًا في حياته، هل تتخيلون؟.

    أما كيفين دي بروينه فقد قال في وقت سابق، إن كأس العالم للأندية سيشهد أقل فترة راحة ممكنة قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الموسم المقبل، متهكمًا: "سقضي فترة راحة قصيرة ثم نخوض 80 مباراة أخرى!".. بينما مبابي البالغ من العمر 25 عامًا والذي يعد من أقوى لاعبي العالم بدنيًا يعترف بأن الضغط بات "أكثر مما ينبغي!".

    جمعية اللاعبين المحترفين ورابطة الأندية الأوروبية، روابط الدوريات الكبرى تختصم "فيفا" لدى "يويفا".. ما الداعي لكل هذا العبث؟ ولماذا لا نستمع لما يقوله اللاعبون أنفسهم حول الأمر بدعوى أن "الجمهور يريد ذلك!".

    الأدهى أنه حتى الآن لم يتم بيع حقوق مباريات كأس العالم للأندية، هذا ما عبر عنه رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس بجلاء حين قال لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو: "ألغ كأس العالم للأندية.. نحن نعلم أنك لم تبعه ولم تسوقه!".

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Troféu Copa do Mundo feminina sub-17Reprodução/Fifa

    المسابقات الدولية.. هل يحتاج الجمهور كل ذلك؟

    حتى المسابقات الدولية باتت تمثل ضغطًا رهيبًا، كأس العالم كان رائعًا بـ 32 منتخبًا، فتقرر تحويله إلى منتدى تشارك فيه ربع الكرة الأرضية!.

    كأس إفريقيا كانت من قبل مكونة من 16 فريقًا، زادت إلى 24، والآن باتت مكونة من 32 فريقًا في قارة يبلغ عدد دولها 62 فريقًا، أي إن أكثر من نصف دول القارة تشارك في البطولة كل نسخة!.

    أوروبا باتت تشتمل على بطولة يورو مكونة من 24 فريقًا بعد أن ظلت حتى نسخة 2012 مكونة من 16 فريقًا، وأضيف إلى كل هذا ماراثون دوري الأمم الأوروبية، ونظام هيستيري لدوري أبطال أوروبا، إضافة إلى الدوريات الاعتيادية، وبطولتي الدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر الذي تم تدشينه في 2021 فحسب.. من قال إن الجمهور يريد كل ذلك أصلًا؟.

  • عامر حسين

    قوائم اللاعبين: خذوها من مصر!

    إذا كان على أروبا أن تأخذ شيئًا من مصر يساعدها في هذه الجدولة القاسية، فليكن القوائم المفتوحة للاعبين، والتي تصل إلى 35 لاعبًا في بعض الأحيان!.

    إذا أصر "يويفا" و"فيفا" على هذا العبث، فربما يكون الحل لدى مصر هذه المرة، على طريقة بيت أبي نواس الشهير: "وداوني بالتي كانت هي الداء!".

  • Kevin De Bruyne Manchester CityGetty Images

    المال ليس كل شيء.. أو كما قال كيفين دي بروينه!

    الكاتب الكندي الشهير بوب بروكتور المختص في التنمية البشرية له كتاب رائع بعنوان: "الأمر لا يتعلق بالمال".. ربما سيكون من الجيد أن يقرأه مسؤولو كرة القدم حول العالم للتخلص من كل هذا العبث.

    المال مهم حقًا، تدور حوله العديد من جوانب الحياة، لكن حقًا هو ليس كل شيء، وحينما يتعلق الأمر بحيوات اللاعبين، بأجسادهم.. فيجب وضع كونهم "بشرًا من لحم ودم" في الاعتبار.

    مؤخرًا قال كيفين دي بروينه إنه لم يعد يرى عائلته وأصدقاءه بنفس المعدلات في السنوات الماضية نظرًا لهذا الضغط الرهيب، قال إن "المال بات صوته أعلى من اللاعبين" أظن أن هذا يلخص كل شيء ببلاغة!.

0