الجميع يتطور ويونايتد ثابت!.. حان الوقت لهدم ستاد أولد ترافورد وبناء مسرح الأحلام المستقبلي

تمامًا مثل نتائج الفريق، كان يونايتد متقدمًا بفارق كبير عن منافسيه عندما يتعلق الأمر بملعبهم في التسعينيات ولكن تقلصت سعة ملعب أولد ترافورد من 60.000 إلى 44.000 بعد أن أوصى تقرير تايلور بأن تصبح جميع الملاعب البريطانية تتسع لجميع المقاعد استجابةً لكارثة هيلزبورو، لذلك تم هدم المدرج الشمالي في عام 1995 وبناء مدرج عملاق من ثلاث طبقات في عام 1995 وزيادة القدرة إلى 55000.

وكان لدى يونايتد أكبر ملعب في البلاد وقد عززت إيرادات التذاكر المتزايدة نجاحهم في التسعينيات، وبلغت ذروتها بالفوز التاريخي بالثلاثية في عام 1999 وشعر النادى بالحاجة إلى مواصلة النمو، و بحلول عام 2001، أضافوا مدرجات الدرجة الثانية خلف كلا المرميين، مما رفع السعة إلى 67000 وهذا يعني أن يونايتد يمكن أن يعتمد على ما يقرب من 30 ألف مقعد أكثر من آرسنال، أقرب منافسيه في ذلك الوقت، و22 ألف مقعد أكثر من منافسه التاريخي ليفربول.

وأجرى النادي تحديثًا آخر من خلال ملء الزوايا بالمدرج الشمالي في عام 2006، مما رفع السعة إلى أكثر من 75 ألف مقعد وهذا يعني أن ملعب يونايتد كان من بين أكبر الملاعب في أوروبا، بالتساوى مع ملعب بايرن ميونخ أليانز أرينا وسان سيرو ويتخلف فقط عن سانتياجو برنابيو وكامب نو.

ولكن منذ تولى مالكولم جليزر، إدارة النادى في عام 2005، لم يحدث أى تجديدات للملعب بل تم تخفيض السعة إلى 73300.

شعرت عائلة جليزر، بعدم وجود حاجة لتجديد الملعب حيث تصدر النادي جدول الدوري الإنجليزي من حيث إيرادات كل مباراة وحصلوا على متوسط 4.1 مليون جنيه إسترليني لكل مباراة الموسم الماضي ولكن عندما تختار الوقوف فإن منافسيك سيلحقون بك.

وانتقل مانشستر سيتي إلى ملعب مدينة مانشستر في عام 2003، مما أدى إلى زيادة حضورهم المحتمل بمقدار 15000 وسخر جمهور اليونايتد من السيتي وقالوا أنهم لم يتمكنوا من ملء ملعبهم الجديد منذ إعادة تسميته بملعب الاتحاد لكن هذا لم يعد صحيحًا، وبعد التجديد في عام 2015، أصبح متوسط الحضور الآن 53000 ووافقت إدارة السيتي على تجديد آخر سيزيد من سعة ملعبهم إلى أكثر من 60.000 متفرج.

وانتقل آرسنال إلى ملعب الإمارات الذي يتسع لـ 60 ألف متفرج في عام 2006، وفي عام 2016 استبدل وست هام ملعب أبتون بارك بملعب لندن الذي يتسع لأكثر من 62 ألف متفرج.

وتم افتتاح ملعب توتنهام هوتسبر الحديث المذهل، والذي يتسع لـ 62 ألف متفرج ويعتبر على نطاق واسع أفضل ملعب في إنجلترا، في عام 2019.

وقام ليفربول، الذي سخر منه حمهور السيتي أيضًا بسبب "العيش في الماضي"، بتحديث ملعب أنفيلد وتطويره مرتين حيث تم رفع القدرة الاستيعابية من 45000 إلى 61000، ومن المقرر أن ينتقل إيفرتون، إلى ملعبه الجديد الذي يتسع لـ 52 ألف متفرج العام المقبل، بينما يقترح نيوكاسل زيادة سعة ملعب سانت جيمس بارك إلى 65 ألف متفرج.

لذلك، في غضون سنوات قليلة قادمة سيكون لدى 6 فرق أخرى غير يونايتد ملاعب تتسع لأكثر من 60 ألف مقعد وسيظل ملعب أولد ترافورد هو الملعب الأكبر، لكنه لم يعد الأفضل منذ فترة طويلة.

إن الدليل على تلاشي مكانة أولد ترافورد جاء عندما تم اختيار ملعب الاتحاد قبل مسرح الأحلام لبطولة أوروبا 2028 التي ستقام في بريطانيا وإيرلندا.

وقال جارى نيفيل لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "تبدو الأرض رائعة من الناحية التجميلية على شاشة التلفزيون، ولكن من حيث مقارنتها بملاعب أخرى في أوروبا وفي بريطانيا ، فهي من الدرجة الثانية".

وهناك مشاكل في سقف الملعب وانتشرت مقاطع فيديو للمشجعين وهم يتبللون بالمياه في كل مرة يهطل فيها المطر أثناء المباراة، ولم يتم إصلاحه حتى الآن، وفي عام 2015، كان هناك غزو للقوارض.

ويبدو الملعب قديمًا ويحتوى على لوحات تسجيل صغيرة، لا يمكن رؤيتها ولا توجد شاشات كبيرة لإعادة اللقطات، الأمر الذي أصبح مشكلة كبيرة في عصر حكم الفيديو المساعد، وتم تقديم خاصية WIFI، التى كانت شائعة في معظم الملاعب لسنوات، فقط في بداية هذا الموسم.

ويرغب العديد من المشجعين في تحويل سترتفورد إند إلى مدرج عملاق من طابق واحد مثل "الكوب" في آنفيلد، أو "الجدار الأصفر" لبوروسيا دورتموند، أو المدرج الجنوبي في توتنهام، لكن القيام بذلك يكاد يكون مستحيلاً دون تقليل السعة بشكل كبير في ملعب أولد ترافورد الأمر الذي سيؤثر بدوره على إيرادات المباريات.

ومن سلبيات ملعب أولد ترافورد أيضًا أن البوابات ضيقة، مما يؤدي إلى طوابير لا تنتهي قبل انطلاق المباراة وبين الشوطين، وتم تخفيض تصنيف النظافة الغذائية من خمس نجوم إلى نجمة واحدة فقط بعد أن تبين أنهم قدموا دجاجًا نيئًا إلى 30 مشجع في إحدى الفعاليات.

وهناك مشاكل كبيرة تتمثل في الازدحام قبل وبعد المباريات بسبب العدد الهائل من الأعمدة مما يجعل المشجعين يشعرون بعدم الأمان في كثير من الأحيان.

وفي الحقيقة إن تجديد الملعب أو إضافة مستوى آخر أو طابقين إلى جناح السير بوبي تشارلتون، لن يحل المشاكل ولا تزال بعض أجزاء المدرج كما كانت عندما تم بناء الاستاد لأول مرة في عام 1909.

وقال كريس لي، الرئيس التنفيذي لشركة الهندسة المعمارية التي صممت ملعب توتنهام واستاد لوسيل، الذي استضاف نهائي كأس العالم 2022، لصحيفة "التلجراف" :"يصل الاستاد إلى نهاية عمره الطبيعي، الكابلات وإمدادات الكهرباء، وكل شيء يقترب من تاريخ بيعه، التصميمات الداخلية ضيقة للغاية وصعبة في بعض الأماكن وأود أن أقول إن التحديث أمر بالغ الأهمية ليس فقط للحفاظ على مكانة النادي، ولكن للحفاظ على المكان".

ويفضل إنشاء ملعب جديد بجوار ملعب أولد ترافورد، ويمتلك يونايتد 40 فدانًا من الأراضي حول الملعب ومن المؤكد أن هناك أجزاء من المنطقة تحتاج إلى عملية تجديد مثل مبنى البرج المهجور، المغطى بالكتابات على الجدران والنوافذ المكسورة.

وتابع لى: "أشعر أن البناء الجديد قد يكون الحل الأكثر فعالية من حيث التكلفة ومن الواضح أن النفقات الأولية هي الأعلى بين الخيارات الثلاثة، ولكن هناك الكثير من الأراضي المتاحة للتطوير ويمكن ليونايتد أن يستخدموا هذه الأرضى أثناء أعمال البناء، مما يعني عدم انخفاض إيرادات المباراة، ومن الناحية المعمارية في المساحة المتاحة يمكنك القيام بشيء مبتكر".

لقد قام السيتي، بتجديد الجانب الشرقي المتهالك عن طريق بناء أكاديمية السيتي لكرة القدم، وبناء جامعة وإسكان والمساعدة في بناء ملعب Co-Op Arena، وهو أكبر مكان داخلي في المملكة المتحدة، ويمكن ليونايتد أن يفعل الشيء نفسه في منطقة ترافورد.

قال أندرو ويسترن، عضو البرلمان عن منطقة مانشستر، لصحيفة "فايننشال تايمز" :"إن إعادة تطوير الملعب يمكن أن "يغير قواعد اللعبة" للمنطقة".

ويعد الملعب الجديد ضروريًا لمساعدة يونايتد على التنافس ماليًا مع منافسيه على الرغم من أنهم ما زالوا يتصدرون قائمة إنجلترا من حيث إيرادات المباريات، إلا أنهم لم يتمكنوا من زيادة دخلهم منذ عام 2013 وفي أوروبا، تجاوزهم باريس سان جيرمان، على الرغم أن ملعبهم بارك دي برينس سعته 48 ألف مشجع فقط، كما نجح توتنهام في كسب 125 مليون يورو سنويًا من ملعبه الجديد، أي أقل بمقدار مليون يورو فقط من دخل يوم المباراة ليونايتد على الرغم من وجود عدد أقل من المشجعين بمقدار 12000 مشجع.

ويجب على يونايتد أيضًا أن يكون حذرًا من تطورات الملاعب في إسبانيا حيث أكمل ريال مدريد تقريبًا عملية تجديد لملعب برنابيو، والذي حول أرضه إلى ساحة متعددة الأغراض ستستضيف حفلات موسيقية ضخمة ومباريات خاصة بالدوري الأميركي لكرة القدم.

ويقوم برشلونة أيضًا بتجديد ملعب كامب نو، الذي يتمتع مثل ملعب أولد ترافورد، بسعة هائلة تبلغ 99.000 متفرج، وسيكون الملعب الكاتالوني قادرًا على استضافة 105000 مشحع عند الانتهاء من بنائه.

أدركت عائلة جليزر، الحاجة الضرورية لتجديد ملعب النادى ولذلك وافقوا على بيع نسبة 25% لشركة INEOS للاستثمار في النادي.

وقد بدأ راتكليف، سريعًا لإنقاذ مانشستر يونايتد وقرر إقالة ريتشارد أرنولد من منصب الرئيس التنفيذي، وخطف عمر برادة من مانشستر سيتي.

ولعب برادة، دورًا كبيرًا في صعود السيتي المذهل ليصبح الفريق الأفضل والأكثر نجاحًا في إنجلترا، وهو في وضع مثالي لاستعادة الشياطين الحمر من الماضي إلى المستقبل.

وقضى برادة، آخر 13 عامًا في العمل مع أكبر منافسي النادي، وجاء إلى اليونايتد بطموح جديد وقد حان الوقت للعودة إلى المستقبل، والتغيير ويبدأ ذلك بهدم ملعب أولد ترافورد والبدء من جديد، وبناء ملعب عملاق.