Man City champions graphicGetty

التحفة الفنية لبيب جوارديولا: كيف فاز مانشستر سيتي بالثلاثية؟

"نعرف من نكون، نحن أبطال أوروبا". هذا هو الهتاف الذي أطلقه جماهير مانشستر سيتي، في اللحظة التي استوعبوا فيها، فوزهم بنهائي دوري أبطال أوروبا، على إنتر. قد لا يكون الأداء الأكثر إقناعًا من فريق بيب جوارديولا، ولكن في إسطنبول حققوا حلم المدرب الكتالوني أخيرًا.

لقد حلم مانشستر سيتي بالفوز بدوري أبطال أوروبا، منذ استحواذ مجموعة أبو ظبي على النادي عام 2008، ومنذ أن أصبح جوارديولا مدرب النادي في عام 2016. استغرق الأمر 15 عامًا، وأكثر من 2 مليار جنيه، ولكن السيتي أصبحوا أخيرًا، بلا منازع أفضل فريق في أوروبا.

فوز يوم السبت لم يحقق لمانشستر سيتي فقط، لقب دوري الأبطال المنتظر، بل أصبحوا فريقًا إنجليزيًا ثانيًا يحقق الثلاثية، لأكبر الجوائز الأوروبية، بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنجليزي. كانت الثلاثية فخرًا لمانشستر يونايتد، لكن الآن الطرف الآخر من مانشستر يحمل ذلك الفخر.

يستعرض GOAL الموسم الحماسي لمانشستر سيتي، ويشرح كيف فازوا بكل الجوائز المهمة، وكيف دمروا منافسيهم بانتظام هذا الموسم...

  • Erling Haaland Manchester City Manchester United FA Cup final 2022-23Getty

    وجود هالاند

    لم يقدم إرلينج هالاند فقط 52 هدفًا مدهشًا، بل أضاف الكثير لفريق مانشستر سيتي. كانت الشكوك الوحيدة حول فريق جوارديولا خلال الموسمين السابقين، هي عدم وجود مهاجم صريح، ففي نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2021 الذي خسروه أمام تشيلسي، بدأوا بدون مهاجم.

    لقد فاز جوارديولا بالعديد من الألقاب بدون مهاجم تقليدي، سواء مع برشلونة، أو مانشستر سيتي، ولكن عدم وجود لاعب قوي في منطقة الجزاء، سمح للفرق بالتراجع للخلف، والتوقف عن تسجيل الأهداف حتى مع وجود تمريرات حاسمة كثيرة.

    إذا، فإن هالاند كان نقطة محورية بالطبع، في صفوف مانشستر سيتي، ومزاياه الفريدة أدت إلى تغيير أسلوب لعب الفريق. لقد تخلوا عن الظهير الهجومي، ولعبوا بطريقة أكثر مباشرة على المرمى، فكثير ما يرسلون الكرات الطويلة، إلى النرويجي في الهجمات المرتدة.

    في الماضي كان لديهم مشكلة، في عدم وجود أحد ينهي الهجمات المميزة من مسافة قريبة، ولكن الآن لديهم أفضل مهاجم في العالم، لتسجيل التمريرات أو استغلال الكرات الثانية.

    كما قام سيتي بتلبية احتياجات هالاند خارج الملعب. ذكرت صحيفة "ذا تايمز" أن طهاة النادي صمموا نظامًا غذائيًا خاصًا للنرويجي، يمنحه 200 جرام إضافية من الطعام مقارنة بزملائه في الفريق، وقام باستيراد نوع معين من السالمون، حسب طلب اللاعب.

    هالاند قبل هذا الوضع الخاص بالنادي، وتحدث بصراحة عن حقيقة أن مانشستر سيتي تعاقد معه، للفوز بدوري أبطال أوروبا، وهي البطولة التي يعشقها بها منذ سن السابعة.

  • إعلان
  • Pep Guardiola Joao Cancelo Manchester City 2022-23Getty

    التخلص من كانسيلو

    لم يكن يتردد جوارديولا في التخلص من الشخصيات المزعجة في فريقه، حيث قام بالتخلص من رونالدينيو، وديكو، فور انضمامه إلى برشلونة، بالإضافة إلى طرد إبراهيموفيتش من النادي، بعد موسم واحد.

    في هذا الموسم، كان جواو كانسيلو اللاعب الذي شعر جوارديولا أنه يجب إبعاده. كان البرتغالي من أفضل لاعبي السيتي خلال الموسمين السابقين، ولكنه لم يتقبل تركه خارج التشكيلة. ووفقًا لصحيفة "ذا تايمز"، قيل أن البرتغالي "تصرف مثل طفل" عندما تم استبعاده، وحتى ارتدى سماعات الرأس أثناء محاضرة الفريق، وجلس على الأرض.

    فبعدها أسرع جوارديولا، بإعارته إلى بايرن ميونخ، على الرغم من أن انضمامه للبافاري، قد يقوي منافسًا للسيتي في دوري أبطال أوروبا. فعلا، حيث التقى مانشستر سيتي، وبايرن ميونخ، في ربع النهائي، لكن كانسيلو لم يبدأ مباراة الذهاب التي فاز بها جوارديولا 3-0.

    كما قام جوارديولا، ببيع جابرييل جيسوس، وزينتشينكو، ورحيم ستيرلينج في الصيف، بسبب رغبتهم في الحصول على مركز منتظم في التشكيلة. كان الثلاثة لاعبين ذوي جودة عالية، ولكن أراد الكتالوني النظام في فريقه.

  • John Stones Pep GuardiolaGetty

    عودة الروح للفريق

    بالإضافة إلى التخلص من اللاعبين المتمردين عليه، بذل جوارديولا جهوداً كبيرة، لضمان أن يشعر فريقه بروح العمل الجماعي مرة أخرى. فالفرق الفائزة بالعديد من البطولات، غالبًا ما تفقد رغبتها وشغفها سريعًا.

    بعد فوز مانشستر سيتي بنتيجة 4-2، على توتنهام في يناير، كان بإمكان جوارديولا أن يمدح روح القتال في لاعبيه، ولكنه بدلاً من ذلك خاطبهم بلهجة حادة، وطلب منهم العمل سويًا من أجل الفريق ككل.

    وفقًا لصحيفة "ذا تايمز"، شعر جوارديولا بخيبة أمل، أن لاعبيه لم يدافعوا عن ريكو لويس، عندما تعرض لعدة تدخلات قوية، في مباراة توتنهام. حتى عرض على لاعبيه صورة للمراهق، وهو يرقد على أرض الملعب بمفرده.

    وبعدها، لم يعد لاعبوه يترددون في التصدي للمنافسين، ومثال على ذلك حدث، تصدي فيل فودين، لبن وايت في مباراة حسم لقب الدوري ضد آرسنال.

  • Nathan Ake Manchester City 2022-23Getty

    الابتكارات التكتيكية

    اعتاد جوارديولا على وضع اللاعبين في مراكز مختلفة، طوال مسيرته المهنية، وأكبر ابتكار لهذا الموسم كان استخدام جون ستونز في أكثر من مركز، جزء كظهير أيمن، آخر كلاعب وسط دفاعي.

    كما قام بتحويل المدافع ناثان أكي، إلى ظهير أيسر، وظهر بأداء ممتاز، في حين لعب مانويل أكانجي، في مراكز مختلفة بالدفاع لسد الثغرات المختلفة.

    ثم تخلص من كانسيلو، وكان غوارديولا حادًا مع لابورتي، الذي لم يشارك تقريبًا منذ التعادل 1-1 مع نوتنجهام فورست في فبراير. فلعب بستة لاعبين مختلفين في مركز الظهير الأيسر.

    وتحدث عن ذلك الأمر قائلًا:" لا يمكنك أن تلعب بنفس الطريقة لمدة ستة أو سبعة مواسم، لسببين، أولاً، لديك لاعبون مختلفون. ثانياً، المنافسون لا يدافعون بنفس الطريقة ضدك، لأنهم يعرفونك. إنهم يكتشفون أسرارك. فعليك أن تبتكر نظامًا جديدًا، هجوميًا ودفاعيًا".

  • Pep Guardiola Manchester City 2022-23Getty

    استغلال الدوري الإنجليزي

    نجاح فريق مانشستر سيتي، هذا الموسم كان ملفتًا للنظر، ولكنه يأتي أيضًا مع علامة استفهام، الاتهامات الـ 115 التي أصدرها الدوري الإنجليزي الممتاز للفريق، في فبراير لخرقهم القواعد المالية للدوري. بالنسبة لمنتقدي مانشستر سيتي، فإن هذه الاتهامات، التي جاءت من الاتحاد الأوروبي، تشير إلى أن النادي يشعر كأنه يمكنه فعل ما يشاء. ومع ذلك، تمكن جوارديولا من استغلالها لصالحه، وصور ناديه كضحية.

    لقد لعب هذا الدور أيضًا، عندما كان مديرًا فنيًا لبرشلونة، حيث كان يحب أن يقول "نحن قادمون من بلد صغير، كتالونيا". وحينها كان يتجاهل حقيقة أن منطقته، كانت واحدة من أغنى مناطق إسبانيا، وأن ناديه كان واحدًا من أقوى الفرق في كرة القدم الإسبانية.

    ومع مانشستر سيتي، قلل من المليارات التي تلقاها النادي من مجموعة أبو ظبي، وتجاهل أيضًا حقيقة أن فريقه يتمتع بقوة دولة كاملة وراءه. ولكن هذا لا يهم. تم الإعلان عن الاتهامات، في اليوم الذي خسر فيه الفريق 1-0 أمام توتنهام، وكانت آخر مباراة يخسرها هذا الموسم، باستثناء هزيمته أمام برينتفورد في الجولة الأخيرة من الدوري.

  • rodri manchester city(C)Getty Images

    التفوق على العالم كله تقريبًا

    لم يكتف مانشستر سيتي بالفوز بكل البطولات، هذا الموسم. بغض النظر عن المباراة النهائية ضد إنتر، فقد قاموا بتمزيق أكبر منافسيهم في إنجلترا، وأوروبا.

    لقد سحقوا مانشستر يونايتد بنتيجة 6-3، بملعب الاتحاد في أكتوبر، ثم تغلبوا على جيرانهم مرة أخرى في نهائي كأس الاتحاد.

    وتغلبوا على ليفربول، أكبر منافسيهم خلال الأربع سنوات الماضية، بنتيجة 4-1 في أبريل. وفي المواجهة المباشرة للقب ضد آرسنال، الذي كان يتصدر الدوري الإنجليزي لمعظم الموسم، فقد قاموا بتفكيك دفاعات الجانرز، وفازوا 4-1.

    بقى آرسنال في المركز الأول بعد تلك المباراة، إلا أن الجميع، بما في ذلك فريق ميكيل أرتيتا، كان يعلم أن سباق اللقب قد انتهى عمليًا، وأن مانشستر سيتي سيفوز بمبارياته المتبقية. وانتهى الموسم بتتويجهم باللقب الثالث على التوالي، قبل نهاية الموسم بثلاث جولات.

    وكان مانشستر سيتي أكثر قسوة في كأس الاتحاد، فركلة الجزاء المثيرة للجدل التي سجلها برونو فيرنانديش في النهائي، هي الهدف الوحيد الذي استقبلوه في ست مباريات في البطولة، وسجلوا 19.

    كما أظهروا الأفضل في دوري أبطال أوروبا. دمروا لايبزيج بنتيجة 7-0، وسحقوا بايرن ميونخ بنتيجة 3-0. ثم جاء دور ريال مدريد، الذي هزمهم مرتين في الدور نصف النهائي.

    فتغلبوا على الملكي 4-0 في مباراة الإياب على ملعب الاتحاد، المواجهة التي وصفها جوارديولا، بأنها أفضل أداء له في دوري أبطال أوروبا بتاريخه كمدرب. والآن لديه الكأس ليضع لمسة نهائية على موسمه الأعظم.