التاريخ والمنافسون العائق .. مانشستر سيتي ومهمة صعبة المنال للقب رابع على التوالي في إنجلترا!

على الرغم من أن العديد من الفرق تكون سعيدة بالطريقة التي يبدأ بها السيتي معظم مواسمه إذا كرر متوسط نتائجه، إلا أن لديهم عادة البدء البطيء، فشهد الموسم الماضي والذي حقق فيه الفريق الثلاثية، فقدهم أربع نقاط في أول ست مباريات، حيث تعادل في مباراة صعبة مع نيوكاسل 3-3 ثم مع أستون فيلا، ولم يصلوا إلى أفضل مستوياتهم حتى منتصف فبراير، حيث حققوا 11 فوزًا متتالي.

وفي موسم 2021-22، خسروا خمس نقاط في أول خمس مباريات، وخسروا المباراة الافتتاحية أمام توتنهام ثم تعادلوا سلبيًا على أرضهم أمام ساوثهامبتون، واستعادوا نفسهم في نوفمبر، واستمروا في الفوز بـ 12 مباراة متتالية في الدوري.

وحققوا أسوأ بداية لهم تحت قيادة جوارديولا في موسم 2020-21، حيث خسروا سبع نقاط من أول خمس مباريات، وخسروا 5-2 على أرضهم أمام ليستر وتعادلوا مع ليدز ووست هام، وأثارت البداية المتعثرة تساؤلات حول قدرة جوارديولا على تغيير الأمور بعد خسارة اللقب لصالح ليفربول في الموسم السابق، لكنه أسكت المشككين في النهاية وقاد الفريق لتحقيق 15 انتصارًا متتاليًا.

حتى في موسم 2017-2018 الذي حطم فيه مانشستر سيتي الأرقام القياسية، وأصبح الفريق الأول والوحيد الذي حصل على 100 نقطة، لم يحقق بداية مثالية، حيث تعادل 1-1 مع إيفرتون في أول مباراة له على أرضه ولكن فاز بعد ذلك في المباراة التالية وحقق 18 فوزًا متتالي.

لم يكن لدي مانشستر سيتي أي وقت للاستعداد للموسم الجديد فقد أنهى فريق جوارديولا موسم 2022-23 بعد أسبوعين تقريبًا من كل فرق الدوري الإنجليزي، بسبب لعب نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي ضد مانشستر يونايتد في 3 يونيو ونهائي دوري أبطال أوروبا في 10 يونيو.

وأعقب ذلك احتفالات كبيرة حيث تفاخر جوارديولا بإنجازات الفريق قائلًا: "لقد شربنا كل الكحول في مانشستر" بعد رفع لقب الدوري الإنجليزي، وحصل لاعبو السيتي الدوليون على راحة لمدة ثلاثة أسابيع فقط قبل بدء جولة ما قبل الموسم في آسيا.

وخسر النادي ثلاثة لاعبين مهمين مثل القائد إلكاي جوندوجان ورياض محرز وإيميريك لابورت، وكانوا بطيئين في إبرام تعاقدات جديدة، حيث أكملوا صفقة التعاقد مع جوسكو جفارديول، قبل أيام قليلة من بطولة الدرع الخيري، بينما وصل جيريمي دوكو بعد بداية الموسم وانضم ماتيوس نونيس في الموعد النهائي للانتقالات.

وخاض السيتي مباراتين نهائيتين قبل بداية الموسم الجديد، حيث لعب مباراة الدرع الخيري ضد آرسنال قبل خمسة أيام من المباراة الافتتاحية في بيرنلي وكأس السوبر الأوروبي ضد إشبيلية.

ولكن على الرغم من استعداداتهم البعيدة عن المثالية، حقق سيتي فوزًا سهلًا بنتيجة 3-0 على بيرنلي قبل أن يتغلب بسهولة على نيوكاسل 1-0.

بدأ موسم السيتي بداية سيئة عندما أصيب كيفن دي بروينه، بتمزق في أوتار الركبة في الشوط الأول ضد بيرنلي، مما أدى إلى استبعاده لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.

وأصيب جون ستونز، الذي كان أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الفوز بالثلاثية في مباراة الدرع الخيري ولم يلعب حتى الآن مع مانشستر سيتي.

وغاب برناردو سيلفا، لمدة أسبوعين بسبب المرض ومن المقرر أن يغيب لفترة أخرى بعد خروجه قبل نهاية الشوط الأول أمام ريد ستار بلجراد، في المباراة الأولى بدوري الأبطال.

وكان فيل فودين، يعاني من مشكلة في المعدة قبل الرحلة إلى شيفيلد يونايتد لكنه شارك على مقاعد البدلاء ليصنع هدف الفوز لرودري، بينما تعرض جاك جريليش وماتيو كوفاتشيتش، للإصابة قبل فترة التوقف الدولي.

وكانت مشاكل الإصابات في السيتي كثيرة وطويلة لدرجة أنهم في نهاية مباراتهم ضد ريد ستار في دوري أبطال أوروبا، لم يكن لديهم سوى ثلاثة لاعبين فقط على مقاعد البدلاء، اثنان منهم حراس مرمى، واعترف جوارديولا، الذي أجرى خمس تغييرات أمام ريد ستار، بأن فريقه كان "في ورطة" بسبب الإصابات.

لم يتأثر السيتي فقط بإصابات لاعبيه بل اضطر جوارديولا نفسه إلى الخضوع لعملية جراحية طارئة في الظهر بعد الفوز على نيوكاسل، وترك مساعده خوانما ليو، في منصبه لأكثر من أسبوعين.

وقاد ليو، مانشستر سيتي للفوز على شيفيلد يونايتد وأشرف على فوز ضد فولهام بنتيجة 5-1، ورغم ذلك سجله سيئًا كمدرب رئيسي ولا يتحدث الإنجليزية، واعترف بأنه لا يستمتع بتجربة قيادة الفريق.

على الرغم من أنهم فازوا بجميع مبارياتهم حتى الآن، إلا أن أداء السيتي كان بعيدًا عن الكمال وكان عليهم القتال للحفاظ على بدايتهم المثالية، فقد سجل رودري هدف الفوز على شيفيلد يونايتد في الدقيقة 88، كما فاز السيتي في آخر مباراتين له أمام ريد ستار ووست هام، بعد تأخره بهدف في الشوط الأول على الرغم من سيطرته على المباراة بأكملها.

ووفقًا لجوارديولا، فإن هذه الانتكاسات هي المفتاح للحفاظ على تعطش الفريق بعد فوزه بكل شيء تقريباً الموسم الماضي، وقال مدرب مانشستر سيتي بعد الفوز 3-1 على ريد ستار: "الدخول في الشوط الأول بنتيجة 1-0 بعد ما فعلناه هو أمر رائع، بعد الفوز بالثلاثية، يجب أن نكون من نوع الأبطال الذين يثبتون بأنهم قادرون على العودة ومن الجيد إثبات ذلك لقد لعبنا في كلتا المباراتين بشكل لا يصدق وفي بداية الشوط الثاني ضد وست هام وهنا نسجل هدفًا، لدينا أشياء يجب تحسينها بشكل عام ولكن هذا جيد".

وحث جوارديولا لاعبيه بعد الهزيمة بركلات الترجيح أمام آرسنال في مباراة الدرع الخيرية، على إثبات أنهم ما زالوا لديهم الرغبة في الفوز بالبطولات، وقال: "لا يمكنك الفوز بأكثر مما فزنا، هذا مستحيل لكن التحدي هو مدى رغبتنا في الدفاع عما فزنا به".

أدت البداية الرائعة لمانشستر سيتي هذا الموسم إلى شعور بعض المشجعين المنافسين، وخاصة جماهير مانشستر يونايتد، باليأس من أن السباق على اللقب قد انتهى بالفعل واستنتجوا أن فريق جوارديولا على وشك الفوز بلقب آخر في الدوري الإنجليزي.

لكن الوقت ما زال مبكراً للغاية ورغم ابتعاد مانشستر يونايتد بالفعل عن المنافسة على اللقب هذا الموسم ولكن فرق ليفربول وآرسنال حققوا بدايات رائعة حيث حصلوا على 13 نقطة من 15 نقطة وأيضًا فريق توتنهام.

ويقف التاريخ ضد فريق جوارديولا، حيث لم يفز أي فريق في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، بأربع ألقاب متتالية للدوري الإنجليزي كما أن مانشستر سيتي لم يلعب مواجهات قوية حتى الآن.

ورغم اقترابهم من تحقيق انتصارهم السادس على التوالي، مساء اليوم السبت إلا أنهم سيواجهون بعد ذلك رحلة صعبة محتملة إلى وولفرهامبتون قبل زيارة آرسنال في 8 أكتوبر القادم، وفي مبارياتهم السبع المقبلة في الدوري سيواجهون برايتون ومانشستر يونايتد وتشيلسي وليفربول وتوتنهام وأستون فيلا، بالإضافة إلى مباريات دوري الأبطال وكأس كاراباو.

ويُظهر التاريخ أيضًا أن السيتي لا يحافظ دائمًا على بدايته القوية حيث فاز فريق مانويل بيليجريني، بأول خمس مباريات في موسم 2015-2016، لكن انهاروا بعد ذلك واحتلوا المركز الرابع، وفي المرة الأخيرة التي فاز فيها جوارديولا بمبارياته الخمس الأولى في عامه الأول في قيادة السيتي، احتل الفريق المركز الثالث في الدوري وأنهى الموسم بدون لقب.

الوقت هو الذي سيحدد ما إذا كانت بداية السيتي السلسة هذا الموسم ستنتهي بنهاية سعيدة ام لا، ولكن بالنظر إلى كل التحديات التي واجهوها وتمكنوا من التغلب عليها بسهولة، بالتأكيد اللقب الرابع على التوالي يقترب منهم.