Carlo Ancelotti Vinicius Junior Brazil (Goal Only)Goal AR

البرازيل والسنغال | أنشيلوتي يُنصف جوهرة الريال "المظلومة" .. وهل أدركت يا فينيسيوس قوة الدوري السعودي؟

مباراة ودية؟ نعم، ولكنها قدمت متعة تفوق الكثير من المواجهات الرسمية، شارك بها منتخبا البرازيل والسنغال، بكامل نجومهما، على ملعب الإمارات في مدينة لندن، لتنجح كتيبة كارلو أنشيلوتي، في تحقيق الفوز بثنائية نظيفة.

المنتخب البرازيلي نجح في مصالحة جماهيره بعد الخسارة المفاجئة أمام اليابان، بهدفين أحرزهما إستيفاو وكاسيميرو في الدقيقتين 28 و35، فيما تعرض نجم توتنهام بابي ماتار سار، ليتم استبداله بعد بضع دقائق من بداية الشوط الثاني، وكذلك مدافع آرسنال، جابرييل، الذي غادر الملعب برفقة الطاقم الطبي في الدقيقة 64.

هناك بعض النقاط التي تستحق الذكر في "ودية" البرازيل والسنغال، يمكن أن نستعرضها على النحو التالي..

  • Rodrygo of Brazil in action Getty Images

    رودريجو يواصل إحراج تشابي ألونسو

    يمكن القول إن رودريجو "البرازيل" يختلف كثيرًا عن نسخته في ريال مدريد، وكأن أنشيلوتي قرر النقب عن جوهرة الجناح الشاب، فرغم أنه يشارك في مباريات الريال هذا الموسم مع تشابي ألونسو، إلا أنه غالبًا ما يدخل بديلًا، كما أن هناك مباريات يشارك بها لـ7 أو 8 دقائق، على غرار مواجهتي ليفانتي وفياريال، فيما لعب 18 دقيقة فقط أمام برشلونة، و11 دقيقة أمام كلٍ من فالنسيا ورايو فاييكانو.

    مع أنشيلوتي، تجد رودريجو، الجناح وصانع الألعاب، الذي يساهم في البناء من الخلف، ويصنع الفرص، بل قرر المدرب الإيطالي، أو يوكل مهمة تنفيذ الركلات الحرة، فكان جناح الريال على قدر الثقة، بعدما قدم تمريرة ولا أروع، مرت بين الخطوط، ووصلت إلى كاسيميرو الذي وضعها في الشباك، بل وكاد أن يكرر الأمر في الدقيقة 49، لولا أن فينيسيوس فشل في استغلالها.

  • إعلان
  • vinicius-junior-brasilien-1200Getty Images

    هل أدركت قوة الدوري السعودي يا فينيسيوس؟

    لنتحدث قليلًا عن فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، والذي لا تزال مشاركته مع أنشيلوتي في البرازيل، محل جدل، فتارة تجده يتألق ويحرز الأهداف، وأخرى تجده تائهًا أمام حائط الصد، وثالثة يساهم فيها هجوميًا بشكل كبير، ولكنه يفتقر إلى اللمسة الأخيرة.

    أنشيلوتي وجه نصيحة إلى فينيسيوس، الذي يتحسن تدريجيًا في الريال، إلا أنه لم يعد النجم الأول، في وجود كيليان مبابي، حيث قال مدرب البرازيل إنه يجب على "فيني" أن يجرب اللعب في مركز آخر غير الجناح، حتى لا يصير مطالبًا بأداء الأدوار الدفاعية، وأن مركزه المفضل هو "صانع الألعاب".

    في ودية السنغال، تجد فينيسيوس يتراجع حتى وسط الميدان، وقد يساهم في البناء من الخلف، كما أنه يبدل أدواره كثيرًا مع رودريجو، إما بالتواجد في العمق، أو بالذهاب إلى الجبهة اليسرى، مع وجود إستيفاو في اليمين.

    ولكن، ما يمكن قوله أيضًا إن فينيسيوس، رغم انطلاقاته في العمق والأطراف، وصنع عدة فرص محققة، إلا أنه اصطدم برقابة قوية، سواءً من خاليدو كوليبالي، مدافع الهلال، أو حارس الأهلي، إدوارد ميندي.

    فينيسيوس عانى كثيرًا من المواجهات البدنية مع كوليبالي، الذي نجح في الحد من خطورته، بتدخلات على الكرة، أو على نجم الريال ذاته، إذا ما حاول مراوغته.

    أما عن ميندي، فإنه كان أحد أفضل لاعبي السنغال في اللقاء، بعدما منع أكثر من هدف محقق للبرازيل، خاصة في الشوط الأول، رغم أن القدر أنقذ الحارس السنغالي، في عدة مناسبات، أبرزها في رأسية كونيا التي ارتطت بالعارضة في الدقيقة 17.

    وبعدما تردد اسم فينيسيوس كثيرًا، كمرشح محتمل للانتقال إلى دوري روشن السعودي، وتأكيد البرازيلي في أكثر من مناسبة بأنه يريد البقاء مع ريال مدريد، وبعدما فشل أيضًا في هز شباك الهلال في كأس العالم للأندية 2025، يأتي السؤال، "هل أدركت قوة الدوري السعودي يا فينيسيوس؟".

  • brazil-ederson(C)Getty Images

    أخطاءك كثرت يا إيدرسون!

    إلى متى تلك الأخطاء يا إيدرسون؟ .. إن حارس مانشستر سيتي السابق الذي يلعب حاليًا في فنربخشه، لا يزال يقدم لمحات جديدة من الأخطاء الكارثية، كان آخرها في ودية السنغال، والتي تعطي مؤشرًا خطيرًا لأنشيلوتي بالاعتماد عليه في المرحلة المُقبلة.

    في مباراة مانشستر سيتي أمام يوفنتوس، بكأس العالم للأندية، ارتكب إيدرسون خطأ تسبب في تعادل اليوفي، كما تسبب خطأ فادح منه، في تسجيل كوبنهاجن هدفَا ضد السيتي في دوري أبطال أوروبا 2024، وقبلها كاد البرازيلي أن يتسبب بخطأ فادح أيضًا في تسجيل ليفربول لهدف، خلال مواجهة بين الفريقين في 2022.

    وعن مواجهة السنغال، ارتكب إيدرسون خطأ جديدًا، في الدقيقة 51، ليقطع جاكسون الكرة منه، ويمررها إلى ندياي، إلا أنه سدد الكرة في القائم، لينجو السليساو من هدف كان ليأتي على طبق من فضة.

    إيدرسون لم يختبر كثيرًا في تلك المباراة، حيث اكتفى بتصدٍّ وحيد جاء من داخل المنطقة، كما أن القدر يخدم الحارس البرازيلي كثيرًا بأن فريقه يحقق الفوز في المباريات التي يخطئ بها، ولكن يظل السؤال "إلى متى تلك الأخطاء؟"، وهل سيظل أنشيلوتي يعتمد عليه؟

  • كلمة أخيرة عن المواجهة..

    رغم أن منتخب البرازيل كانت له السيطرة الأكبر على مجريات اللقاء، فشنّ أكثر من فرصة، ولولا تألق ميندي وإنقاذ الخشبات الثلاثة، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

    أنشيلوتي أجرى الكثير من التغييرات عن الودية الماضية أمام اليابان، وشاهدنا البرازيل تقدم فاصلًا مهاريًا رائعًا في عدد من لقطات المباراة، وأثبتت حالة من اللامركزية على مستوى الهجوم، فمع أن المدرب الإيطالي قرر اللعب بخطة 4-2-2-2، إلا أننا شاهدنا الخطورة قادمة من تحركات رودريجو من الخلف، وأيضًا انطلاقات كاسيميرو الذي كان أحد أبرز اللاعبين في اللقاء، بخلاف هدفه الأول مع البرازيل منذ عام 2023، وتنوع في التحركات بين فينيسيوس ورودريجو، وأيضًا كونيا "المهاجم" الذي كثيرًا ما يساهم في صناعة اللعب.

    رودريجو لم يكن الجوهرة الوحيدة التي نقّب عنها أنشيلوتي مع البرازيل، بل أيضًا نجم تشيلسي الشاب، إستيفاو ويليان، الذي سجل هدفًا صاروخيًا مزق شباك ميندي، لينهي مقاومته المستميتة للحفاظ على مرمى الأسود، مسجلًا رابع أهدافه مع السليساو.

    ورغم أن البرازيل قدمت مردودًا دفاعيًا جيدًا، ساهم في اختفاء ساديو ماني تمامًا خلال المواجهة، إلا أن الكرات العرضية لا تزال تشكل عنصر الخطر في بعض المواجهة، حيث وجدنا عددًا من الفرص التي أنهتها السنغال من تمريرات عرضية، والتي أيضًا كانت أحد أسلحة اليابان في الفوز على السليساو بالودية الماضية.

    نقطة أخرى تستحق الذكر، وهي أن البرازيل تراجع مردودها الهجومي في الشوط الثاني، بعد طوفان كبير في أولى 45 دقيقة، وبدت تفتقر إلى اللمسة الأخيرة، إلا أن ما خدم كتيبة أنشيلوتي، بأن السنغاليين ربما أنهكهم الجهد البدني الكبير أيضًا، فلم نشاهد أسود التيرانجا يهددون البرازيل كثيرًا، ولكن يجب على أنشيلوتي الحذر إذا ما أراد أن يحقق حلمه في النجمة السادسة مع البرازيليين في كأس العالم 2026.