Pulisic Reijnders Okafor Milan GFXGetty/GOAL

الإحصائيات البطل وليس المال .. هل ينقذ "Moneyball" ميلان في دوري أبطال أوروبا؟

أثار جيري كاردينالي وشركاه، حالة من الذعر في نادي ميلان بعد إقالتهم لباولو مالديني وبيع ساندرو تونالي، وعقب الهزيمة الكاسحة في الديربي أمام إنتر بنتيجة 5-1، صار وضع النادي مقلقًا.

وقال مالك النادي جيري كاردينالي، أن "فن الفوز" ليس على يد مالديني، ولكن على يد بيلي بين، وخلال ندوة في معهد ميشيجان للتكنولوجيا في مارس الماضي أكد رئيس ميلان أن: "بيلي يعمل في كرة القدم الأوروبية منذ 20 عاماً وأخبرني أنني لا أنظر إلى الوضع بالطريقة الصحيحة وكان علي أن أتعامل مع كرة القدم الأوروبية بعقلية "كرة المال" التي تهدف لعدم التضحية بمستوى الأداء في الملعب من أجل التدفق المالي أو العكس".

ومع استعداد ميلان لبداية مشواره الصعب في مجموعة الموت بدور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، مساء اليوم الثلاثاء عندما يلتقي مع نيوكاسل يونايتد، يلقى موقع "جول" الضوء على خطة النادي الجديدة لإعادة الفريق إلى منصات التتويج.

  • Brad Pitt Jonah Hill Philipp Seymour Hoffman MoneyballGetty

    ما هي "كرة المال"؟

    اكتسب بين، شهرة عالمية من خلال فيلم "Moneyball" وركزت الحبكة الدرامية في الفيلم على كيفية نجاح بين بالتعاون مع بيتر براند، في تنفيذ نظام استكشاف قائم على الإحصائيات يُعرف باسم "sabermetrics" في أوكلاند لألعاب القوى.

    وكما أوضح براند في الفيلم، كان استخدام بيانات متعمقة لتحديد "قيمة اللاعبين الذين لا يمكن لأحد أن يراهم"، هو المفتاح وعلى الرغم من المقاومة الداخلية الشديدة لاستراتيجية التوظيف الجديدة، بما في ذلك المدير الفني فقد مكنت اللاعبين من إجراء توقيعات ذكية كثيرة.

    وكانت النتيجة الصافية هي واحدة من الامتيازات ذات الميزانيات الأصغر في دوري البيسبول الرئيسي التي حطمت الرقم القياسي للانتصارات المتتالية في موسم واحد، وهو 2002.

    والأهم من ذلك هو أن الأساليب التي يستخدمها تم تبنيها إن لم يكن دائمًا بشكل كامل، على الأقل جزئيًا من قبل فرق أخرى.

  • إعلان
  • Mbeumo BrentfordGetty Images

    السيطرة على أوروبا

    امتد تأثير "Moneyball" إلى ما هو أبعد من لعبة البيسبول وقد أثر في كرة القدم أيضًا، وكان هناك شعور بأن التحليل الإحصائي السائد في الرياضة الأمريكية، والبيسبول على وجه الخصوص، لا يضيف سوى القليل.

    وبدأ الوضع يتغير، بعد النجاح الذي حققه فريق ميتييلاند، وهو أول نادٍ أوروبي يستخدم نموذج أعمال قائم على قياسات القياس وفاز الدنماركيون بأول دوري لهم في عام 2015 ولديهم الآن ثلاثة ألقاب باسمهم.

    ومنذ ذلك الحين، انعكس نهج ميتييلاند الحافل بالبيانات من قبل تولوز، الذي فاز بكأس فرنسا الموسم الماضي بعد عام واحد فقط من صعوده إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

    وأيضًا برينتفورد، الذي صعد إلى الدوري الإنجليزي لأول مرة في عام 2021 وأثبت نفسه منذ ذلك الحين كواحد من أفضل الفرق في الدوري ومن الواضح أن استخدام الإحصائيات كان عاملاً أساسيًا في صعودهم الملحوظ، على الرغم من أن المالك ماثيو بنهام حذر من مصطلح "Moneyball".

    وقال: "يمكن أن تكون التسمية مربكة، خاصة وأن لعبة البيسبول كانت دائمًا مهووسة بالأرقام والبيانات ولكن ليس كرة القدم نحن لا نستخدم الإحصائيات بشكل عشوائي، ولكن بطريقة علمية".

  • Coutinho Liverpool Premier LeagueGetty Images

    ميلان في المقدمة

    شدد كاردينالي، على أن "البيانات هي مجرد أداة واحدة" يستخدمها ميلان لبناء فريق قادر على الفوز بألقاب متعددة وقال الأمريكي لصحيفة كورييري ديلا سيرا: " تم كتابة Moneyball قبل 20 عامًا، واليوم يستخدم الجميع البيانات، ولكننا شركة تحليلات تضم 13 باحثًا من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكرة القدم الأوروبية ليست لعبة البيسبول، فهي تتطلب مستوى مختلفًا من التطور ونعتقد أننا في المقدمة".

    ويعد ميلان النادي الأكثر شهرة حتى الآن الذي يحتضن فكرة "Moneyball"، حيث يعمل بين، كمستشار لسوق الانتقالات، ومن الواضح أن ليفربول حظي بإشادة عالمية للطريقة التي حول بها فريقه من حالة الفوضى قبل أن يتولى يورجن كلوب، المسؤولية ليصبح "أبطال كل شيء" من خلال توقيع ممتاز تلو الآخر.

    فقد لعب مدير الأبحاث السابق إيان جراهام، الذي قاد فريق تحليل البيانات المكون من 6 أفراد، دورًا محوريًا في صفقات ليفربول القوية مثل محمد صلاح وديوجو جوتا، وحقق ليفربول أيضًا نجاحًا كبيرًا من خلال تغطية تكلفة أليسون بيكر وفيرجيل فان ديك، من خلال بيع فيليبي كوتينيو.

    وتظل الحقيقة أن مالديني هو العقل المدبر لأول نجاح لميلان في الدوري الإيطالي منذ سنوات طويلة من خلال ضم 21 لاعبًا بتكلفة صافية قدرها 75 مليون يورو، ومن الصعب عدم الاعتراف بأن ميلان كان يمارس لعبة Moneyball حتى قبل ضم بين، وفي النهاية كانت وجهة نظر مالديني حول الطريقة التي قد يصل بها ميلان إلى المستوى التالي مختلفة تمامًا عن وجهة نظر كاردينالي.

  • Sandro Tonali Milan 2022-23Getty Images

    الاستثمار في المستقبل والحاضر

    من الواضح أن مالديني شعر أن مالكي ميلان الجدد كانوا مهتمين بتحقيق الربح أكثر من إعادة الروسونيري إلى مجدهم السابق ولذلك لم يكن مفاجئًا عندما تعرض فريق ميلان الشاب قليل الخبرة للهزيمة أمام إنتر في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وكان من الواضح أنه لا بد من إيجاد توازن بين الحكمة والطموح.

    كانت أهمية الشباب واضحة بالنسبة له، فقد شارك لأول مرة مع الفريق الأول وهو في السادسة عشر من عمره فقط؟ لكنه لعب أيضًا في حقبة سيلفيو برلسكوني، وأنفق أموالاً طائلة لمواهب عالمية مثل ماركو فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد، من أجل تجميع أعظم فريق للنادي في تاريخه.

    لذلك، كان بيع ساندرو تونالي، إلى نيوكاسل مقابل 70 مليون يورو هو النقيض لكل ما كان مالديني يحاول القيام به، وبعد فترة قليلة من رحيل مالديني، ردد الجماهير نداء في لافتة تم رفعها في سان سيرو تقول: "لقد مر عام آخر، وحان وقت سوق الانتقالات نريد اتخاذ خطوة".

  • Paolo Maldini Stefano Pioli AC Milan 2022 Serie A titleGetty

    غير قادر على سد الفجوة؟

    يصر كاردينالي، على أنه ملتزم بإعادة ميلان بقوة إلى صفوف النخبة في أوروبا، سواء من الناحية المالية أو الرياضية ويقول " أريد أن أكون "برلسكوني" ليكون لي نفس التأثير الذي يتمتع به ولكن في سياق متغير تمامًا ومع أعلى معدل دوران في تاريخ ميلان وميزانية ستغلق لأول مرة منذ عام 2006 نواجه مرحلة جديدة لنصبح الأول لكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك دون تغييرات".

    وقال كاردينالي، أن انتقال تونالي ساعد في تمويل أكثر من نصف النفقات الصيفية التي جعلت ميلان أقوى من الموسم الماضي، ورغم بداية ميلان الموسم الجديد جيدًا لكن فشلوا في أول اختبار حقيقي لقوة فريقهم الجديد بعد الهزيمة أمام إنتر بنتيجة 5 -1 في الديربي الأول للموسم.

    لقد كانت هذه الهزيمة التاريخية الخامسة على التوالي لميلان في الديربي، وقد أوضحت سبب توصل مالديني إلى استنتاج أن بيولي ليس المدرب الذي يحتاجه النادي لنقل الفريق إلى المستوى التالي.

    وبناءً على ما حدث في سان سيرو، فإن الفجوة التي أشار إليها مالديني الموسم الماضي لم يتم سدها بل اتسعت بعد نافذة صيفية تم التباهي بها كثيرًا، وأصبح وضع الفريق مقلقًا وغير أكيد نجاحه في النجاة من "مجموعة الموت" في دوري أبطال أوروبا.

  • Gerry Cardinale AC MilanGetty

    النقاط أم الأرباح؟

    من الواضح أن ميلان لا يمكنه العمل مثل نيوكاسل، المدعوم من السعودية، لكن كاردينالي وشركاه يصرون على أنه من خلال النهج المستوحى من Moneyball، سيظل من الممكن هزيمة الأندية التي ترعاها الدولة.

    وعلى الرغم من أن الهدف الأساسي من "Moneyball"هو إجراء تعاقدات منخفضة التكلفة، إلا أن مع كل الاحترام لفرق ميتييلاند وتولوز وبرينتفورد، فهم ليسوا مثل ميلان حيث لم يكن من المفترض أبدًا أن يفوز هذا الثلاثي بالبطولات ولم يكن لديهم تاريخ من النجاح على أعلى مستوى.

    بالنسبة لبين، لم يكن الأمر يتعلق بالحلقات، بل كان يتعلق بتغيير اللعبة، على حد تعبيره وقد حقق هذا الهدف بلا شك لكن هل سيكون مشجعو ميلان راضين عن التحدي على الألقاب دون أن يرفعوها فعليًا؟

    و إقالة مالديني، أعرب الجمهور عن شكرهم لأسطورة النادي لكنهم رفضوا التسرع في إصدار أي أحكام سريعة بشأن التغيير الواضح في استراتيجية النادي، وذكروا المالكين بأن "بناء فريق قوي قادر على المنافسة بجميع البطولات" يجب أن يكون الهدف الوحيد.

    والآن هل ميلان وإدارته الجديدة يهتمون أكثر بالنقاط والبطولات أم الأرباح؟ لأن أنشيلوتي يصر على أن "أندية كرة القدم التي تفكر في المقام الأول في القيام بأعمال تجارية قبل تحقيق الأهداف الرياضية محكوم عليها بالفشل" ولكي ينجح "Moneyball Milan"، سيتعين عليهم القيام بالأمرين معًا.