Franck Kessie Ahli Matthias Jaissle GOAL ONLYGOAL AR

الأهلي ضد الغرافة | إياك وحرمان فرانك كيسييه من "سر تألقه" .. و"رهان" ناجح يزيح مقصلة الجماهير عن رقبة ماتياس يايسله!

عاد الأهلي السعودي للانتصارات القارية من جديد بعد التعادل الأخير أمام الدحيل القطري (2-2)، حيث كان هذا على حساب قطري آخر ألا هو الغرافة الذي تلقى هزيمة برباعية نظيفة أمام كتيبة ماتياس يايسله، اليوم الإثنين.

الديربي السعودي القطري أقيم على استاد الإنماء في جدة، ضمن الجولة الثالثة من مرحلة الدوري بدوري أبطال آسيا للنخبة 2025-2026.

وجاءت الأهداف من توقيع الثلاثي الفرنسي إنزو ميلوت، الإيفواري فرانك كيسييه "هدفين"، والبديل المتألق صالح أبو الشامات في الدقائق 32، 38، 41 و76 من عمر المباراة.

هذا الفوز رفع رصيد الراقي للنقطة السابعة في صدارة جدول ترتيب دوري الغرب "مؤقتًا"، فيما تجمد رصيد الغرافة عند ثلاث نقاط، ليقبع في المركز الثامن "مؤقتًا".

وفي السطور التالية دعونا نستعرض سويًا أبرز ملامح ديربي الأهلي والغرافة الآسيوي..

  • تحقق المراد من عقاب الجماهير

    شهدت مواجهة الأهلي والغرافة عزوف جمهور الراقي عن الحضور، رغم إقامة اللقاء على استاد الإنماء في جدة.

    هذا العزوف يأتي كعقاب للاعبين على خلفية سوء النتائج، حيث لم يحقق الفريق سوى انتصارين فقط مع مرور أول خمس جولات من دوري روشن السعودي، مع التعادل في ثلاثة لقاءات أخرى؛ آخرها أمام الشباب (1-1) قبل أيام قليلة.

    ويبدو أن الرسالة قد وصلت بالفعل للاعبين، الذين صالحوا جماهيرهم سواء بالنتيجة الكبيرة أو حتى بالأداء الجيد أمام الغرافة، خاصةً في الشوط الأول الذي شهد تسجيل ثلاثية نظيفة في غضون تسع دقائق فقط.

    ويمني الجمهور نفسه أن يظل الراقي يقدم الأداء الذي ظهر به في الشوط الأول تحديدًا، بينما كان التراجع واللعب بأريحية في الشوط الثاني مبررًا مع التقدم بثلاثية وتفضيل ماتياس يايسله إراحة بعض اللاعبين الأساسيين بإخراجهم من الملعب.

  • إعلان
  • استغلال الظروف كما يجب أن يكون

    في الجولة الثالثة من دوري روشن السعودي، حيث كلاسيكو الأهلي أمام الهلال، وكذلك أمام الدحيل القطري في الجولة الثانية من مرحلة الدوري بدوري أبطال آسيا للنخبة، تحدثنا عن خدمة "القدر" للراقي ونجومه، بإصابات طارئة في صفوف الخصوم ومن ثم تمكن كتيبة المدير الفني الألماني ماتياس يايسله من العودة رغم أن المستوى لم يكن في أفضل حالاته.

    واليوم أمام الغرافة، يجدد القدر هداياه للأهلي، الذي يحسن استغلال الموقف بأفضل طريقة ممكنة، فكعادته لا يرفض الهدايا، خصوصًا في البطولة الآسيوية، التي يتبدل حاله بها حتى وإن كان سيئًا في المباريات المحلية..

    الحديث هنا عن إصابة الأوروجواياني فابريسيو دياز؛ نجم وسط الغرافة، الذي سقط في الدقيقة 30 من عمر الشوط الأول، ليخرج بشكل اضطراري وينزل الجامايكي ماسون هولجيت بدلًا منه.

    هذا التبديل الاضطراري كان نقطة التحول في المباراة، حيث أفقد الغرافة السيطرة على وسط الملعب في ظل تباطؤ التونسي فرجاني ساسي، وترك دياز فراغ كبير من خلفه.

    وبشكل عام، نتيجة خروج الأوروجواياني لم تحتج الكثير للظهور، فبعد خروجه بدقيقتين فقط، افتتح الأهلي التهديف في اللقاء عن طريق إنزو ميلوت، وفي غضون تسع دقائق، كان متقدمًا بثلاثية نظيفة.

  • Al Ahli v Al Gharafa: AFC Champions League EliteGetty Images Sport

    من هنا .. "سر تألق فرانك كيسييه"

    استمرارًا مع الحديث عن تأثير خروج فابريسيو دياز، فربما أكثر من استفاد من هذه الإصابة تحت شعار "رب ضارة نافعة" هو لاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسييه..

    الإيفواري لطالما عاب عليه الجمهور في الموسم الجاري تراجع مستواه مطالبًا بضرورة رحيله، لكنه برز الليلة أمام الغرافة بانطلاقاته الهجومية المميزة، والتي أسفرت عن تسجيله للهدفين الثاني والثالث.

    لكن هناك عامل آخر في تألق كيسييه هجوميًا أمام الغرافة ألا وهو وجود الفرنسي فالنتين أتانجانا بجواره في وسط الملعب..

    الفرنسي يجيد الأدوار الدفاعية بجانب الربط بين الخط الخلفي والهجوم ونقل الهجمات، لذا كانت الفرصة سانحة أمام كيسييه للانطلاق لمناطق الخطورة للفريق القطري، على عكس وجود زياد الجهني بجواره الذي يحكم انطلاقاته بعض الشيء، لحاجته لمساندته في وسط الملعب.

    هذا المستوى الذي ظهر به كيسييه الليلة بجوار أتانجانا ربما يدفع المدرب ماتياس يايسله للتفكير في تغيير خططه في المباريات المحلية، حيث يفضل استبعاد أتانجانا عادةً، لعدد الأجانب المحدود على عكس الوضع في آسيا .. لكن قد يكون حان الوقت بالفعل لتجربة أتانجانا بجوار كيسييه محليًا، لعل النتائج تتحسن.

    الضحية؟ .. بدون تفكير يجب أن يكون أتانجانا على حساب المهاجم الإنجليزي إيفان توني، الذي يمارس دور "الحاضر الغائب" منذ بداية الموسم الجاري، مع منح فرصة للمهاجم المحلي فراس البريكان بدلًا منه.

  • اعذروا يايسله .. رهانه لم يخذله ولا تسألوا عن أبوالشامات مجددًا!

    مع إعلان الألماني ماتياس يايسله؛ المدير الفني للأهلي، تشكيل فريقه لمواجهة الغرافة الليلة، هاجمه الجمهور متسائلًا: "أين صالح أبوالشامات؟" .. محق تمامًا في سؤاله بعد تألقه اللافت للنظر مع المنتخب السعودي أمام إندونيسيا والعراق خلال التوقف الدولي الأخير، ضمن الدور الرابع بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث كان عاملًا أساسيًا في خطف بطاقة التأهل للحدث العالمي بشكل رسمي.

    لكن حسابات الألماني مختلفة، و"رهانه" لم يخذله..

    الحديث هنا عن الجناح البرازيلي ماتيوس جونسالفيس، الذي لعب على الطرف الأيسر، وهو المركز الذي يشرك به يايسله أبوالشامات عندما يدفع به بشكل أساسي (لعب أساسيًا مرة وحيدة أمام نيوم)، كون الجناح الأيمن الجزائري رياض محرز يمتلك حصانة خاصة في مركزه، في ظل قدرته على تقديم الإضافة حتى في أسوأ حالاته، لذا دائمًا المفاضلة بين جونسالفيس وجالينو وصالح أبو الشامات في التشكيل الأساسي.

    لكن جونسالفيس تمكن من حماية مدربه من مقصلة الجماهير، فرغم تقديمه أداء غير جيد بعض الشيء خلال مواجهة الشباب الأخيرة في الجولة الخامسة من دوري روشن، كان في واحدة من أفضل حالاته الليلة أمام الغرافة.

    صاحب الـ20 عامًا نجح في صناعة هدفين لزملائه، مع خلق ثلاثة فرصة تهديفية على الأقل، بجانب قيادة الهجوم الأهلاوي بشكل نشط للغاية في ظل خمول مهاجمه إيفان توني، وظهور رياض محرز على فترات – وإن كان اليوم أفضل مما كان عليه منذ بداية الموسم – حيث كان قائدًا للهجمات رفقة إنزو ميلوت وفرانك كيسييه.

    ويبدو أنه مع استمرار جونسالفيس بهذا المستوى فإن مهمة مواطنه جالينو – مصاب حاليًا – في العودة للتشكيل الأساسي ستجد منافسة من العيار الثقيل.

    بالرجوع لسؤال "أين صالح أبوالشامات؟" .. فحتى بعيدًا عن منافسة جالينو وجونسالفيس في الجانب الأيسر، وسيطرة رياض محرز على مركزه في الجانب الأيمن، فإنه ليس من مصلحة الأهلي أن يشارك أساسيًا، فرغم تألقه الكبير، يبقى عدم قدرته على لعب 90 دقيقة كاملًا وسقوطه ضحية للمعاناة البدنية أو الإصابات في كل مرة كما ظهر مع المنتخب السعودي أمام إندونيسيا والعراق، عاملًا داعمًا لرفض يايسله إشراكه من البداية، حيث يظل ورقة رابحة على مقاعد البدلاء في الثلث الأخير من المباراة.

    هذا تمامًا ما حدث الليلة أمام الغرافة، حيث سجل أبوالشامات الهدف الرابع (الدقيقة 76) مع نزوله في الدقيقة 65 بدلًا من رياض محرز. 

    كذلك كان صالح بطل الريمونتادا أمام ناساف كارشي الأزوبكي في الجولة الأولى من النخبة الآسيوية، حيث نشط الملعب بنزوله وتمكن الأهلي من الخروج بنتيجة (4-2) بعدما كان متأخرًا بثنائية.

  • Al Ahli v Al Gharafa: AFC Champions League EliteGetty Images Sport

    لا تبحث عن خوسيلو!

    أحد النجوم الذين انتظرهم الجمهور الليلة هو الإسباني خوسيلو؛ مهاجم الغرافة ونجم ريال مدريد السابق، لكنه لم يظهر إلا في الربع ساعة الأولى من المباراة تقريبًا..

    صاحب الـ35 عامًا برز في تسديدتين قويتين في أولى دقائق المباراة، لم تكن أي منهما داخل الشباك، لكنهما قالتا إننا أمام مباراة كبيرة منه.

    إلا أن ما حدث أن خوسيلو لم يلمس الكرة من الأساس سوى 21 مرة طوال 67 دقيقة شارك بها .. هذا ليس تقصيرًا منه، بقدر ما هو انعكاس لفقدان الروابط بين الخطوط مع خروج فابريسيو دياز مصابًا وسيطرة الأهلي على مجريات اللقاء.

    لذا لا تبحث عن خوسيلو الليلة، ولا توجه له اللوم!