مع إعلان الألماني ماتياس يايسله؛ المدير الفني للأهلي، تشكيل فريقه لمواجهة الغرافة الليلة، هاجمه الجمهور متسائلًا: "أين صالح أبوالشامات؟" .. محق تمامًا في سؤاله بعد تألقه اللافت للنظر مع المنتخب السعودي أمام إندونيسيا والعراق خلال التوقف الدولي الأخير، ضمن الدور الرابع بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث كان عاملًا أساسيًا في خطف بطاقة التأهل للحدث العالمي بشكل رسمي.
لكن حسابات الألماني مختلفة، و"رهانه" لم يخذله..
الحديث هنا عن الجناح البرازيلي ماتيوس جونسالفيس، الذي لعب على الطرف الأيسر، وهو المركز الذي يشرك به يايسله أبوالشامات عندما يدفع به بشكل أساسي (لعب أساسيًا مرة وحيدة أمام نيوم)، كون الجناح الأيمن الجزائري رياض محرز يمتلك حصانة خاصة في مركزه، في ظل قدرته على تقديم الإضافة حتى في أسوأ حالاته، لذا دائمًا المفاضلة بين جونسالفيس وجالينو وصالح أبو الشامات في التشكيل الأساسي.
لكن جونسالفيس تمكن من حماية مدربه من مقصلة الجماهير، فرغم تقديمه أداء غير جيد بعض الشيء خلال مواجهة الشباب الأخيرة في الجولة الخامسة من دوري روشن، كان في واحدة من أفضل حالاته الليلة أمام الغرافة.
صاحب الـ20 عامًا نجح في صناعة هدفين لزملائه، مع خلق ثلاثة فرصة تهديفية على الأقل، بجانب قيادة الهجوم الأهلاوي بشكل نشط للغاية في ظل خمول مهاجمه إيفان توني، وظهور رياض محرز على فترات – وإن كان اليوم أفضل مما كان عليه منذ بداية الموسم – حيث كان قائدًا للهجمات رفقة إنزو ميلوت وفرانك كيسييه.
ويبدو أنه مع استمرار جونسالفيس بهذا المستوى فإن مهمة مواطنه جالينو – مصاب حاليًا – في العودة للتشكيل الأساسي ستجد منافسة من العيار الثقيل.
بالرجوع لسؤال "أين صالح أبوالشامات؟" .. فحتى بعيدًا عن منافسة جالينو وجونسالفيس في الجانب الأيسر، وسيطرة رياض محرز على مركزه في الجانب الأيمن، فإنه ليس من مصلحة الأهلي أن يشارك أساسيًا، فرغم تألقه الكبير، يبقى عدم قدرته على لعب 90 دقيقة كاملًا وسقوطه ضحية للمعاناة البدنية أو الإصابات في كل مرة كما ظهر مع المنتخب السعودي أمام إندونيسيا والعراق، عاملًا داعمًا لرفض يايسله إشراكه من البداية، حيث يظل ورقة رابحة على مقاعد البدلاء في الثلث الأخير من المباراة.
هذا تمامًا ما حدث الليلة أمام الغرافة، حيث سجل أبوالشامات الهدف الرابع (الدقيقة 76) مع نزوله في الدقيقة 65 بدلًا من رياض محرز.
كذلك كان صالح بطل الريمونتادا أمام ناساف كارشي الأزوبكي في الجولة الأولى من النخبة الآسيوية، حيث نشط الملعب بنزوله وتمكن الأهلي من الخروج بنتيجة (4-2) بعدما كان متأخرًا بثنائية.