منذ بداية النسخة الحالية من النخبة الآسيوية 2024-2025 ونحن ننهال بالإشادات على لاعبي الأهلي، الجميع بلا استثناء على قدر الحدث، حتى أتت مباراة الليلة، لتتغير النغمة قليلًا.
في الإياب أمام الريان، تسابق لاعبو قلعة الكؤوس على إهدار الفرص، فقد سيطر الاستعراض عليهم بصورة أكبر بدلًا من تفضيل اللعب الجماعي؛ فأحدهم يفضل التسديد عن بعد، وآخر يريد الاستعراض وإحراز هدف بمهارة فردية ومراوغة، وهكذا دارت الأمور على مدار الـ45 دقيقة الأولى تحديدًا.
نتحدث عن الجناح جالينو الذي كان مصرًا على التسديد من خارج منطقة الجزاء أكثر من مرة، وفي كل مرة تسديدته تذهب بعيدًا عن الشباك، وهو الأمر نفسه الذي فعله رياض محرز وروبرتو فيرمينو؟!
أم نتحدث عن فيرمينو الذي أهدر أغرب الفرص في البطولة بشكل عام أمام الريان الليلة في الدقيقة 28، بعدما أخطاء حارس الفريق القطري باولو فيكتور في الإمساك بالكرة، ليجدها بوبي بين أقدامه، لكنه قرر مراوغة الحارس الراقد أرضًا ومن ثم محاولة التسديد من فوقه، لينجح الأخير في التصدي لفرصة محققة؟!
في الشوط الأول وحده سددت كتيبة المدرب الألماني ماتياس يايسله 16 تسديدة، جميعها خارج الشباك .. إحصائية تقول الكثير عن غياب الجماعية في اللقاء!
ربما ضعف الخصم فنيًا في الذهاب ما دفع لاعبي الأهلي للغرور لهذا الحد، لكن المفاجأة هي أن الريان استفاق في الشوط الثاني وكان قريبًا من إحراز ثنائية على الأقل.
ومع استفاقة الريان، أدرك اللاعبون خطورة الموقف، ونجحوا في استغلال فرصة في الدقيقة 77 من عمر المباراة، ليسجل رياض محرز الهدف الأول وبعده بخمس دقائق أحرز اللاعب نفسه الهدف الثاني.
كل هذا يدفعنا للحديث عن "مهر آسيا" ألا وهو القتال في كل لحظة وأمام أي خصم مهما كانت قدراته، فالاستهانة بأي خصم ثمنه غالٍ، خاصةً مع الوصول لمرحلة خروج المغلوب، لكن العقلية التي صدرتها كتيبة ماتياس يايسله الليلة لا تقول إنهم يملكون هذا المهر.
وألم يكن من الأولى حسم المباراة مبكرًا بعدد من الأهداف في الشوط الأول ومن ثم إجراء تغييرات وإراحة بعض اللاعبين؟!
"مهر آسيا" غالٍ .. والأهلي يستحق كل الجهد في كل مكان وزمان وأمام أي خصم، لذا تسليط الضوء على تلك السلبية في ليلة التأهل لربع النهائي أفضل من البكاء في قادم المراحل.