دعونا نتفق في البداية على عدم حضور لاعبي الباطن للقاء، هم فقط تمركزوا بشكل منظم أمام مرماهم، وسط إغلاق محكم في الشوط الأول، مع تفكك هذه المنظومة بعض الشيء في الشوط الثاني.
هذا منطقي في ظل فريق ينشط في دوري يلو للدرجة الأولى يواجه فريقًا من دوري روشن يضم كتيبة من النجوم.
لكن ما كان غريبًا بعض الشيء هو استسلام لاعبي الراقي في أحضان نظرائهم في الباطن طوال الـ45 دقيقة الأولى تقريبًا.
إن أردنا تلخيص الشوط فيمكن ذكر اسمين فقط كانا يحاولان التحرك وإحداث خللًا في الدفاعات الباطنية؛ هما الجناحين ماتيوس جونسالفيس وصالح أبوالشامات، أما البقية فالوقوف في انتظار الكرة سيد الموقف بالنسبة لهم؛ لا تحركات لاستلام الكرة من حاملها، لا محاولات للهروب من الرقابة الدفاعية، لا أي شيء.
هذا أسفر عن خروج الشوط الأول بهدف وحيد، وحتى من سجله هو لاعب الباطن تركي الخلفان بعدما أرسل ظهير الأهلي ماتيو دامس عرضية إلى داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 22، ووسط ارتباك الموقف بين الحارس فلاح محمد الذي كان قريبًا من الإمساك بالكرة ومدافعه الجلفان، الذي سدد الكرة من بين يد حارسه في اتجاه مرماه، لخرج الشوط بنتيجة سلبية.
هذه الطريقة على وجهها السلبي – كما تحدثنا – من استسلام ربما كان سيصعب اللقاء على الأهلي في شوطه الثاني إلا أنه قد يكون متفقًا عليه .. ربما هي تعليمات المدير الفني الألماني ماتياس يايسله بخوض اللقاء بأقل مجهود يذكر مع توفير الطاقة البدنية للشوط الثاني إذا تطلب الأمر، وهو ما حدث بالفعل..
اختلف أداء الأهلي في الشوط الثاني، فلم يكن النشاط مقتصرًا فقط على جونسالفيس وأبوالشامات، ما أسفر عن ثنائية بالفعل من فراس البريكان وإيفان توني، مع مستوى فني رائع من الجميع دون استثناء.
وسواء إن كان عيبًا في الأداء في الشوط الأول – أي ليس متفقًا عليه مع المدرب – أو كان خطة لتوفير الجهد، فقد تحقق المراد في الأخير، وهذه هي سمة الكبار الذين يجيدون توزيع الجهد وقراءة المباريات.