لا يتوقف فلورينتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، عن استغلال أي مقومات لدى النادي لإدرار المزيد من الأرباح وإنعاش الميزانية المرهقة برواتب اللاعبين والمدربين، وآخر أفكاره كانت استغلال ملعب سانتياجو بيرنابيو خلال عطلة الأعياد. كيف هذا؟
(C)Getty Imagesالاستغلال الأمثل لعطلة الأعياد .. ريال مدريد يُحول ملعب سانتياجو بيرنابيو إلى مدينة ملاهي!
مافيداد بيرنابيو
أعلن ريال مدريد في نهاية أكتوبر الماضي عن استغلال ملعبه سانتياجو بيرنابيو خلال فترة الأعياد بتحويله إلى مدينة ملاهي تضم عددًا من الفعاليات والأنشطة.
وأوضح النادي أن فعالية "مافيداد بيرنابيو" "Mavidad Bernabéu" ستبدأ اليوم 23 ديسمبر وحتى الـ31 من نفس الشهر، مشيرًا عبر موقعه الرسمي إلى نفاذ التذاكر المخصصة للحدث كاملة.
وأفادت صحيفة ماركا الإسبانية أن الزوار سيستمتعون خلال تلك الفترة بأجواء غير مسبوقة في الملعب، مشيرة إلى أن الأنشطة ستشمل الإضاءة الاحتفالية، موسيقى حية، عروض، مناطق ترفيهية، وعناصر مستوحاة من الأجواء الشتوية تناسب العائلات والزوار.
وأوضحت الصحيفة أن من أبرز الفعاليات المتاحة: نهر السحر، البحيرة المتجمدة، ساحة الأحلام، دوّامة الأضواء، وتلال الإثارة. ويهدف النادي من خلال تلك الفعالية إلى استغلال فترة توقف النشاط الكروي بمناسبة الأعياد لجذب الجمهور والعائلات وخلق تجربة احتفالية جديدة داخل الملعب، بالإضافة إلى تحقيق عائدات مالية إضافية في فترة توقف كرة القدم.
وقد شهدت الأيام الماضية عمل النادي على تجهيز واجهة الملعب لتعزيز أجواء الاحتفال، إذ تم عرض آخر التجارب البصرية قبل الإطلاق الرسمي لفعالية "Mavidad" على الجهة الشرقية للملعب، المواجهة لساحة "Plaza de los Sagrados Corazones"، فيما عُرضت على واجهة بيرنابيو صور متنوعة مرتبطة بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
عودة للحفلات
ولا يتوقف استغلال الملعب بعيدً عن كرة القدم هنا، بل أعلن النادي عن عودة الحفلات الموسيقية الكبرى إلى الملعب، بعد سنوات من التوقف بسبب مشاكل الضوضاء التي كانت تشكل عائقاً أمام تنظيم مثل هذه الفعاليات.
وفي هذا السياق، أكد المهندس المعماري المسؤول عن مشروع تطوير الملعب أن هذه العقبة سيتم تجاوزها خلال الشهرين المقبلين، ما يفتح الباب أمام استضافة عروض فنية عالمية في قلب العاصمة مدريد.
ويُعد هذا التحول في هوية ملعب "برنابيو" جزءًا من رؤية شاملة لريال مدريد، تهدف إلى تعزيز مكانة النادي كمؤسسة رياضية وثقافية عالمية، تجمع بين التقاليد العريقة والانفتاح على المستقبل.
تاريخ ملعب سانتياجو برنابيو
يُعد ملعب سانتياجو برنابيو أحد أبرز المعالم الرياضية في العالم، ويمثل القلب النابض لنادي ريال مدريد منذ افتتاحه في 14 ديسمبر 1947، حيث حمل الملعب اسم رئيس النادي الأسطوري سانتياجو برنابيو، الذي قاد المشروع الطموح لبناء منشأة رياضية تواكب تطلعات النادي الملكي في حقبة ما بعد الحرب.
وشهد الملعب على مدار عقود من الزمن العديد من التوسعات والتحديثات، أبرزها في أعوام 1954 و1982 و2001، ليواكب التطورات المعمارية والتكنولوجية، ويستوعب جماهير النادي المتزايدة.
وقد استضاف سانتياجو برنابيو مباريات تاريخية، من بينها نهائي كأس العالم 1982 ونهائي دوري أبطال أوروبا في أكثر من مناسبة، إلى جانب آلاف المباريات المحلية والدولية التي رسخت مكانته كأحد أعظم ملاعب كرة القدم في التاريخ.
ومع بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، دخل الملعب مرحلة جديدة من التحول، حيث أطلقت إدارة ريال مدريد مشروعًا شاملًا لإعادة تصميمه وتحويله إلى مجمع رياضي وترفيهي متعدد الوظائف، يجمع بين الحداثة والهوية التاريخية للنادي.
وهذا التطوير يعكس رؤية النادي في أن يكون "البرنابيو" ليس مجرد ملعب، بل منصة عالمية للرياضة والثقافة والابتكار.
ريال مدريد يستعيد توازنه تدريجيًا
نجحت كتيبة "الميرينجي" مؤخراً في التقاط أنفاسها وتضميد جراحها النازفة، محققة سلسلة من الانتصارات المتتالية (3 مباريات)، كانت طوق النجاة لإنقاذ رقبة الجهاز الفني.
فبعد الفوز الشاق في الكأس على تالافيرا (3-2) والانتصار القيصري على ألافيس، جاءت ثنائية إشبيلية أول أمس لتمنح الفريق جرعة ثقة كانت مفقودة بشدة عقب أسبوع "أسود" شهد السقوط القاري أمام مانشستر سيتي والمحلي أمام سيلتا فيجو.
ورغم جمع 42 نقطة واستعادة نغمة الفوز، لا يزال الأداء المدريدي تحت المجهر، حيث تظهر النتائج تذبذباً مقلقاً لا يليق بمطارد مباشر لبرشلونة المتوهج.
الآن، يقف الفريق الملكي أمام "عنق الزجاجة" الحقيقي مع مطلع العام الجديد (2026)؛ إذ لا مجال لأي عثرة عندما يستضيف ريال بيتيس العنيد في الليجا يوم 4 يناير، في بروفة أخيرة قبل السفر إلى "محرقة" الديربي لمواجهة الجار اللدود أتلتيكو مدريد في نصف نهائي كأس السوبر الإسباني يوم 8 يناير.
هذه المواجهات القادمة لن تكون مجرد مباريات، بل هي "حكم نهائي" سيحدد ما إذا كانت استفاقة مدريد حقيقية وقادرة على تقليص الفارق مع الصدارة، أم أنها مجرد مسكنات مؤقتة قبل الانفجار الكبير.

