"القائد" الذي جنى على الاتحاد في المباراة و"بدر" افتقد بالليلة الظلماء .. ضمك يؤصل عقدة العميد!

الهزيمة الليلة أمام ضمك هي الثانية للاتحاد في الموسم الجاري بعد كلاسيكو الهلال في الجولة الرابعة، الذي انتهى بثلاثية مقابل هدف وحيد.

لكن ليست هنا المشكلة، إنما في كونها هزيمة تأصل عقدة الاتحاد على أرض ضمك في المحالة..

بداية مواجهات الفريقين منذ صعود ضمك إلى دوري المحترفين موسم 2019-2020، كانت في 13 سبتمبر 2019، في لقاء حسمه ضمك لصالحه (2-1)، ومنذ ذلك الحين بدأت عقدة النمور في المحالة، فلم يحققوا أي انتصار.

ست مباريات خاضها العميد في المحالة أمام ضمك في الدوري المحلي، تعادلا في ثلاثة لقاءات، فيما خسر النمور مثلهما.

أحد أغرب القرارات التي فاجأ بها لوران بلان؛ المدير الفني للاتحاد، الجميع في مباراة الليلة هو قرار استبعاد الظهير الأيسر الألباني ماريو ميتاي.

قرار استبعاد صاحب الـ21 عامًا جاء نظرًا لتفضيل المدير الفني الفرنسي إجلاس العائد من الإصابة موسى ديابي على مقاعد البدلاء، والتضحية بأجنبي آخر، ولسوء حظه وسوء حظ الاتحاد وقع خيار الاستبعاد على ميتاي.

الألباني المعار للاتحاد من لوكوموتيف الروسي في صيف 2024 وحتى نهاية الموسم الجاري، قدم أوراق اعتماده خلال 12 مباراة ماضية شارك بها في دوري روشن؛ فكان خط أمان إن طلب الأمر أن يدافع، وقوة هجومية كبيرة إن تقدم للهجوم.

حتى وعندما استعان به بلان في بداية مشاركاته في خط الوسط، أجاد الألباني رغم صغر سنه وقلة خبراته.

غياب ماريو ميتاي عن لقاء الليلة، "أمات" الجبهة اليسرى تقريبًا في ظل وجود الثنائي حسن كادش والهولندي ستيفن بيرجفاين؛ فالأول لم يقدم المساندة الهجومية والتزم بالتحفظ الدفاعي، والثاني ظهر بمستوى متراجع بشكل كبير.

الجناح الأيمن المحلي الذي يعيد اكتشاف نفسه الموسم الجاري بعد الكثير من الأزمات والاستبعادات في الموسم الماضي، لأسباب انضباطية تارةً وفنية تارةً أخرى.

العبود الذي يحظى بفرصة في المباريات الأخيرة نظرًا لإصابة زميله موسى ديابي، أثبت أن الحديث عن احتمالية رحيله – كما زعمت بعض التقارير - أمر غير مقبول بالمرة، فقد شكل جبهة قوية رفقة الظهير مهند الشنقيطي، لم تشعر الجماهير بغياب موسى ديابي.

صاحب الـ29 عامًا صنع هدف فريقه الوحيد في لقاء الليلة، بعدما أرسل عرضية إلى زميله كريم بنزيما إلى داخل منطقة الجزاء، ليتبعها الأخير برأسية في الشباك بنجاح.

اكتفى العبود بالصناعة الليلة وهو من زار شباك الخصوم بهدفين في المباراتين الأخيرتين بدوري روشن أمام الرائد والشباب.

لكن مدربه لوران بلان قرر سحبه من الملعب في الدقيقة 63 ليدفع بالعائد من الإصابة موسى ديابي، وهو التغيير الذي أثر كثيرًا على شكل الاتحاد في الملعب، خاصةً وأنه سحب معه الشنقيطي ودفع بفواز الصقور بدلًا منه.

بلغة الأرقام، كان العبود أفضل ثان لاعب في العميد بالمباراة بحصوله على 7.6 درجة من أصل عشر، خلف بنزيما صاحب الـ7.9 درجة، بحسب موقع "سوفا سكور".

بخلاف هذا، فقد صنع العبود ثلاث فرصة خطيرة لزملائه، لكنهم لم يستغلوا أي منها لزيارة شباك ضمك.

يمكنك أن تنتقد أي من لاعبي الاتحاد في لقاء الليلة – إن أردت – لكن دعنا في الأخير نتفق على أن المدير الفني الفرنسي لوران بلان هو من يتحمل مسؤولية الهزيمة في المقام الأول..

كما تحدثنا سلفًا فقرارات الفرنسي الغريبة في اللقاء بدأت باستبعاد "المتألق" ماريو ميتاي ثم توالت قراراته الغريبة في التشكيل باللعب بحسن كادش في مركز الظهير الأيسر وسعد آل موسى كقلب دفاع؛ الأول "أمات" الهجوم في الجبهة اليسرى رفقة الجناح المتراجع ستيفن بيرجفاين، والثاني ارتكب عدة أخطاء؛ منها ما جاء منه الهدف الثاني بعدما اصطدمت الكرة في قدمه.

ثم تواصل تعامل بلان الغريب مع المباراة بالتغييرات؛ ففي وقت يقود به الثنائي مهند الشنقيطي وعبدالرحمن العبود الجبهة اليمنى بنشاط كبير، وهو ما أسفر عن هدف العميد الوحيد، بخلاف عدة هجمات أخرى خطيرة، قرر المدرب إخرجهما معًا من الملعب في الدقيقة 63 للدفع بفواز الصقور وموسى ديابي!

هذا القرار قوبل بغضب كبير من الشنقيطي الذي غادر الملعب منفعلًا، ورفض الجلوس على مقاعد البدلاء .. لا لوم عليه حقيقةً وإن كان للمدرب احترامه!

وإن غضضنا البصر عن كل ذلك؛ فماذا نقول عن تصريحات بلان قبل المباراة؟!

"مواجهة ضمك، لن تشهد أي تحضيرات خاصة (كونها ستقام على مرتفعات عسير)، ولن نغادر قبل المباراة بأسبوع، سنتوجه إلى هناك بشكل طبيعي، ولا أفكر في مسألة اللعب على مرتفع" .. هكذا قال الفرنسي في المؤتمر الصحفي، والنتيجة: لاعبوه يرتجفون على أرض الملعب من شدة البرد كما ظهر على بيرجفاين مع بداية الشوط الثاني.

ليس هذا فحسب، أيضًا عندما سُئل عن كون العميد يستقبل الكثير من الأهداف، قلل من الأمر قائلًا: لا أفهم الحديث عن تلك المسألة، لأننا لو أحرزها 4 أو 5 أهداف، فإن الحديث سيكون مختلفًا، قلت في بداية الموسم إنني أريد الانتصار بأي نتيجة. الاتحاد أنهى الموسم الماضي في أي مركز؟ الأمر بيانات بالنسبة لي، وأتفهم ذلك السؤال إذا تعثرنا، ولكن تحقيق الفوز هو الأهم، وأتفق أننا لم ندافع بالشكل الأمثل، ولكننا فزنا. نحن الثاني على مستوى الأهداف المستقبلة، ولكننا أيضًا الثاني في عدد الأهداف المسجلة، والثاني في الترتيب العام، الأهداف المسجلة والمستقبلة لن تحسم لقب الدوري".

وها أنت يا بلان قد استقبلت هدفين ولم تفلح حتى في الخروج بنقطة التعادل!

يمكنك أن تشيد ببريدراج رايكوفيتش؛ حارس مرمى الاتحاد، فقد أنقذ فريقه من خسارة بهزيمة ثقيلة، حتى وإن استقبلت شباكه هدفين.

الحارس الصربي أنقذ مرماه من أربع فرص خطيرة، خاصةً مع تواضع خط دفاعه الليلة، وتنويع ضمك للعب.

لكن إن أردت اختيار نجم المباراة فهو الكاميروني جورج كيفين نكودو؛ جناح أيسر ضمك، الذي استغل تعامل رايكوفيتش الضعيف مع التسديدات البعيدة، ونجح في إحراز هدفين بالطريقة نفسها تقريبًا.. تسديدتان زاحفتان من خارج منطقة الجزاء.

نكودو الذي انضم لضمك في صيف 2023 مجانًا قادمًا من بشكتاش التركي، حصل على 8.6 درجة من أصل عشر بحسب موقع "سوفا سكور"، كأفضل لاعب في المباراة، وبخلاف هذا سدد خمس مرات، منها اثنتين على المرمى، وخلق فرصة لزملائه لم تستغل.