يتبع رامون بلانيس المدير الرياضي لنادي الاتحاد السعودي استراتيجية خاصة في سوق الانتقالات تعتمد على اصطياد المواهب الشابة من مختلف أندية أوروبا، وقد نجح في ضم البعض مثل أوناي هيرنانديز ومحمد دومبيا وروجر فيرنانديز، ويُنافس الآن ريال مدريد وبرشلونة على هدف جديد. فمن هو وما القصة؟
koooraاستراتيجية مختلفة
منذ انطلاق ثورة الانتقالات صيف 2023 في دوري روشن السعودي، حرصت أندية صندوق الاستثمار في ضم نجوم الصف الأول في أوروبا، وكان نصيب الاتحاد الثنائي كريم بنزيما ونجولو كانتي، وقد حاول مع آخرين على رأسهم محمد صلاح لكن دون أن ينجح.
وفيما واصلت أندية الهلال والنصر والأهلي الاعتماد على النجوم، اختلفت استراتيجية الاتحاد نسبيًا مع وصول رامون بلانيس لتولي منصب المدير الرياضي في يناير 2024، حيث بات التركيز أكبر على اللاعبين الشباب، وقد رفض النادي هذا الموسم التخلي عن أي من أجانبه ولم يضم أي لاعب أجنبي فوق السن، مفضلًا الحفاظ على قائمة أجانبه من الموسم الماضي.
الاتحاد عمل جيدًا في سوق اللاعبين الشباب، حيث ضم العديد منهم منذ وصول بلانيس، وقد أعار بعضهم لأندية أخرى أبرزها جدة في الموسم الماضي، وهذا الموسم ضم النادي الثنائي روجر فيرنانديز ومحمد دومبيا وسجلهم في قائمة المواليد، وقد أعار أوناي هيرنانديز إلى الشباب، ويمتلك الفريق 4 أجانب تحت السن متاحين له في قائمة دوري أبطال آسيا للنخبة وكأس خادم الحرمين الشريفين، على أن يختار 2 منهم فقط في البطولة الأخيرة حيث تسمح اللوائح بـ10 أجانب فقط.
هدف جديد ومزاحمة ريال مدريد وبرشلونة
صحيفة ماركا الإسبانية كشفت النقاب عن محاولة الاتحاد ضم أحد أبرز مواهب إسبانيا في آخر أيام سوق الانتقالات الصيفي الماضي، وهو رودريجو ميندوزا نجم إلتشي ومنتخب لا روخا تحت 20 عامًا والذي تألق معه في كأس العالم للشباب الذي أقيم في تشيلي مؤخرًا وتُوج به المنتخب المغربي.
وأوضحت الصحيفة أن ميندوزا، الذي أثار اهتمام كل من ريال مدريد وبرشلونة خلال الأشهر الماضية، كان هدفًا حقيقيًا للعميد الصيف الماضي، مشيرة إلى أن رامون بلانيس تواصل مباشرة مع مالك النادي الإسباني كريستيان براجارنك لإبلاغه برغبة النادي في دفع قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب، والتي تبلغ 20 مليون يورو. وقد جرت أول محادثة بينهما يوم 30 أغسطس، تلتها مكالمة ثانية يوم 1 سبتمبر، وهو موعد إغلاق سوق الانتقالات الصيفي.
لماذا فشلت الصفقة؟
الاتحاد لم يُوفق في مساعيه لحسم تلك الصفقة التاريخية لصالحه، والسبب حسب الصحيفة الصادرة من العاصمة مدريد أن إلتشي رفض التخلي عن ميندوزا نظرًا لضيق الوقت وصعوبة إيجاد بديل قادر على تعويضه، مشيرة إلى أن وجود البند الجزائي لم يكن كافيًا لإتمام الصفقة، إذ فضل ميندوزا نفسه البقاء مع ناديه لمواصلة تطوير مسيرته، خاصة أنه مرتبط بعقد يمتد حتى صيف 2028.
ونقلت ماركا عن مصادر مقربة من النادي أن المسؤولين شعروا ببعض القلق خلال تلك الساعات بسبب احتمالية دفع البند الجزائي، لكن الأمور حُسمت بسلاسة بفضل إرادة اللاعب وموقفه الذي نال ترحيبًا واسعًا من إدارة إلش، واعتُبر بمثابة رهان متبادل على المستقبل.
الاتحاد ربما يعود في محاولة جديدة لإقناع اللاعب صاحب الـ20 عامًا بالتوقيع لصفوفه، ربما في سوق الانتقالات الشتوي القادم أو الصيفي عقب نهاية الموسم الجاري، لكن المؤكد أنه سيُواجه منافسة شرسة من عملاقي إسبانيا، ريال مدريد وبرشلونة، وربما أندية أخرى خاصة بعد تألق اللاعب في كأس العالم للشباب مع منتخب بلاده تحت 20 عامًا.
مشوار نادي الاتحاد في الموسم الحالي 2025-2026
استهل فريق الاتحاد مشواره في الموسم الرياضي 2025-2026 ببداية متذبذبة، بعد أن فقد أول ألقابه هذا الموسم بخسارته كأس السوبر السعودي أمام نظيره النصر بنتيجة 1-2 في الدور نصف النهائي، وهي النتيجة التي شكلت صدمة مبكرة لجماهير العميد الطامحة في موسمٍ حافل بالبطولات.
وعلى صعيد دوري روشن السعودي للمحترفين، خاض الاتحاد حتى الآن ست مباريات، تمكن خلالها من تحقيق ثلاثة انتصارات مقابل تعادل واحد وهزيمتين كانتا أمام النصر والهلال.
أما على الصعيد القاري، فقد واجه الاتحاد بداية صعبة في بطولة النخبة الآسيوية، حيث تلقى خسارتين متتاليتين أمام الوحدة الإماراتي وشباب الأهلي دبي في الجولتين الأولى والثانية من مرحلة الدوري، قبل أن يستعيد توازنه بتحقيق فوز عريض على الشرطة العراقي (4-1) في الجولة الثالثة، ليُعيد بعضًا من الأمل لجماهيره في المنافسة على إحدى بطاقات التأهل.
ورغم هذه النتائج المتباينة، يرى المتابعون أن الفريق يعيش مرحلة انتقالية فنية تحت قيادة المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الذي يسعى إلى فرض أسلوبه الجديد وإعادة الانضباط التكتيكي للفريق، في وقتٍ ينتظر فيه أنصار العميد انتفاضة حقيقية تعيد الفريق إلى مستواه المعهود محليًا وآسيويًا.
العميد أظهر الكثير من بوادر التحسن خلال الفترة الأخيرة تحت قيادة كونسيساو وقد توج تلك الفترة الجيدة بالفوز على النصر في ثمن نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بهدفين مقابل هدف واحد، ليحجز مقعده في ربع النهائي.