الاتحاد والشباب | رأس راموس وإعجاز مانشستر في لاعب واحد .. الليث يلقي أسلحته و"العنيد" إلى نهائي الكأس

لطالما كانت الانتقادات مصوّبة تجاه الفرنسي لوران بلان، المدير الفني للاتحاد، في المباريات الماضية، بأنه فريقه يعاني على المستوى الدفاعي، والذي كان سببًا جوهريًا نحو تذبذب نتائج العميد في الدوري.

ولكن بالنظر إلى الشوط الأول، فإن الاتحاد دفاعيًا بشكل كبير، وبدا يقظًا أمام تحركات بودينس ويانيك كاراسكو، كما نجح في "تجحيم" تحركات عبد الرزاق حمد الله بنسبة كبيرة، بين الرباعي حسن كادش، دانيلو بيريرا، سعد الموسى، مهند الشنقيطي، فضلًا عن تماسك البرازيلي فابينيو الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته.

ولكن، يبدو أن تفوق دفاع الاتحاد كان خادعًا، نوعًا ما، حيث لم يمنع الشباب من اللجوء إلى 3 أسلحة من أجل الوصول إلى مرمى الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش، وهي الكرات العرضية والطويلة، والتسديد من خارج منطقة الجزاء.

وفي الحقيقة، تمكن مدافعو الاتحاد من ارتداء ثوب الهدافين في اللقاء، حيث أحرز فابينيو الهدف الأول من علامة الجزاء، وانتزع دانيلو بيريرا الهدفين الثاني والثالث في الوقت الضائع.

وشهدت المباراة عدة نقاط تحوّل؛ الأول في الجناح عبد الرحمن العبود الذي صنع ثنائية مميزة مع كريم بنزيما خلال الشوط الأول، وامتاز بانطلاقاته الهجومية والتراجع لتدعيم الدفاع، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، وغادر العبود مصابًا في الدقيقة 45.

النقطة الثانية في تغييرات التركي فاتح تريم، مدرب الشباب، مع بداية الشوط الثاني بالدفع بالثنائي جلين كمارا وجياكومو بونافينتورا، وهي التغييرات التي حوّلت الليوث من الدفاع إلى السيطرة الهجومية.

النقطة الثالثة في خروج كريستيان جوانكا، نجم وسط الشباب، والذي سجل هدفين سريعين، ووقع على صاروخية رائعة من خارج منطقة الجزاء، قبل أن يغادر مصابًا في الدقيقة 90+1، ليفقد شيخ الأندية واحدًا من أبرز أسلحته.

وبينما كان الاتحاد قريبًا من حزم أمتعته لمغادرة الكأس، أعاد المدافع دانيلو بيريرا البسمة لجماهير العميد، بهدفين في الوقت بدل الضائع، حيث بدا وكأنه تقمص دور سيرخيو راموس، نجم ريال مدريد السابق، في ليلة النجمة الأوروبية العاشرة، بهدف التعادل بالدقيقة 90+3، ثم لعب دور مانشستر يونايتد، حينما قلب الطاولة بهدف آخر في الدقيقة 90+9، وكأنه أولي سولشاير الذي أبكى جماهير بايرن ميونخ في نهائي تشامبيونزليج 1999.

وبخلاف هدفيه القاتلين، فإن دانيلو تألق أيضًا على المستوى الدفاعي، حيث نجح في استخلاص 4 كرات من المنافس، كما قطع تسديدة، وأرسل 3 كرات طويلة ناجحة من أصل 5، لينتزع - بلغة الأرقام - لقب رجل المباراة من فابينيو.

ومنذ استحداث نظام كأس خادم الحرمين الشريفين عام 2008، وتأهل الاتحاد إلى نهائي البطولة 4 مرات، فيما فاز بثلاثة ألقاب فقط في نسخ 2010 و2013 و2018، بينما خسر النهائي في 2008 و09 و11 و19.

ويبحث الاتحاد عن اللقب العاشر في تاريخه بكأس الملك، حيث يحل بألقابه التسعة في المركز الثالث تاريخيًا، خلف الأهلي "القياسي" بـ13 بطولة، والهلال، صاحب الـ11 لقبًا.