يعد عامل التوفيق ذو أهمية كبيرة في كرة القدم لأن اللعبة تتعلق بفرضيات، لذلك في الجانب الآخر فالنحس قد يصيب آخرين ويحطمون آمال لهم، وأسباب النحس قد تتعدد بين تدخلات الطبيعة أو تدخلات قهرية، كالتي نعيشها مع تفشي فيروس كورونا وقد تهدد ليفربول من معانقة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى بالمسمى الجديد، ولاتسيو أيضًا الذي يعد منافسًا قويًا على لقب الدوري الإيطالي.
Gettyالأهلي والزمالك وليفربول وأكثر الفرق نحسًا في كرة القدم
Getty1بنفيكا من 1962 حتى الآن
سمها ما شئت، منحوس ملعون من جوتمان .. هذا الأخير قال إن بنفيكا لن يفز بلقب أوروبي ولو بعد 100 عام!
وبنفيكا منذ هذا التصريح سنة 1962، خاض 8 نهائيات أوروبية في مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي وخسرها كلها بواقع 5 نهائيات لدوري الأبطال و3 نهائيات للدوري الأوروبي.
حتى جوتمان نفسه لم يفك النحس، ولم تشفع صلوات إيزيبيو ولا الاعتذار لجوتمان بإقامة تمثال له.. نحس ولعنة معًا!
Getty Images2باريس سان جيرمان 2018، 2019، 2020
ما الداعي ليجعل فريق ينفق 222 مليون يورو على لاعب؟ بالطبع ليس للتفوق على أميان في الدوري الفرنسي، فالدوري الفرنسي في جيبه، بل لأن هدفه أبعد من ذلك وأكثر قيمة "دوري أبطال أوروبا".
فتح باريس خزائنه لنيمار من أجل هذا الهدف، لكن في الحقيقة ففي الموسمين اللذين لعب فيهما نيمار مع العملاق الفرنسي غاب عن المباراتين الحاسمتين في دوري أبطال أوروبا في جولة الرد على ملعب "البارك دي برانس" أمام ريال مدريد 2018، ومانشستر يونايتد 2019 للإصابة والإيقاف على التوالي، ليودع باريس المسابقة في أشد لحظات احتياجه لنيمار.
تخطى باريس دور الـ16 هذا الموسم ونيمار ليس مصابًا ولا موقوفا، لكن كورونا أوقف البطولة "الحلم لباريس"، ولا يعرف إن كانت ستعود أم لا، ولا يعرف أصلاً إن كان نيمار سيستمر بعد ذلك لتحقيق الهدف الذي جاء به باريس سان جيرمان من أجله.
Getty Images3الأهلي 2004
كان الأهلي ينتظر التتويج بكأس مصر 2004 ليروي عطش فترة سيئة، وكانت الأمور في صفه عندما كان يستعد لمواجهة المقاولون من الدرجة الثانية عام 2004.
وأحرز الأهلى هدفا عن طريق محمد جودة، لكن المقاولون تعادل عبر روبرت أكوارى.
وأتيحت للأهلي ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة ليحسم تلك المواجهة، لكن محمد جودة أهدرها!
النحس لم يتوقف هنا، فالبرتغالي مانويل جوزيه قد استنفذ كل التغييرات، وتعرض أمير عبد الحميد للإصابة فاضطر جوزيه الاستعانة بمدافعه شادي محمد فى حراسة المرمى، ليستغل المقاولون بقيادة حسن شحاتة الظروف ويسجل هدف الفوز القاتل في الثانية الأخيرة من المباراة ويتوج بطلاً لأعرق بطولة مصرية.
Getty4ميدلسبره 1997
ربما من أكثر قصص الدوري الإنجليزي غرابة، ففي ديسمبر 1996 كان ميدلسبره يستعد لملاقاة بلاكبيرن والفريقين يتنافسان على تجنب الهبوط في ذلك الوقت.
وجد ميدلسبره نفسه أمام أزمة طاحنة تمثلت في غياب 23 لاعبًا من أصل 30 لأسباب مختلفة بسبب الإيقاف والإصابات وتعرض مجموعة أخرى لفيروس الإنفلونزا.
كان أمام ميدلسبره خيار إمكانية الاستعانة ببعض الشباب، لكنه رفض الاستعانة بهذا الخيار لأنه خشي أن يتعرض للهزيمة أمام بلاكبيرن منافسه على الهبوط، وطالب بتأجيل المباراة.
تم إلغاء المباراة قبل 24 ساعة فقط، لكن رابطة الدوري الإنجليزي قامت بخصم 3 نقاط من رصيد ميدلسبره وتم إعادة جدولة المباراة لشهر أبريل، وتعادل الفريقان فيها 0/0.
المفارقة أن ميدلسبره هبط في نهاية الموسم بفارق نقطتين فقط، ولو أنه ببساطة لعب المباراة في المرة الأولى كان سيبقى بفارق نقطة!
النحس لم يقتصر عند هذا الحد، فالفريق بخلاف الهبوط صعد لنهائي كأس الرابطة، وواجه ليستر سيتي، وليستر فاز عليه، في مباراة معادة، بعد أن كان متقدم في المباراة الأولى حتى قبل النهاية بدقيقتين فقط، وليستر نجح في تحقيق التعادل في الوقت القاتل، وفرض مباراة معادة، فاز بها وباللقب.
وفي نفس الموسم صعد لنهائي كأس إنجلترا البطولة الثانية، وواجه تشيلسي، وتشيلسي فاز عليه 2/0.
أي نحس هذا يا "البورو"!
AA5طرابزون سبور 2020
النحس لازم طرابزون سبور التركي هذا الموسم، فالفريق لم يفز ببطولة الدوري منذ عام 1984، لكن الموسم الحالي كان هناك بارقة أمل كبيرة في إنهاء هذا النحس.
فالنادي مع المدرب حسين جمشير استغل تراجع مستوى كبار تركيا ويعتلي صدارة الدوري التركي وكان يُقدم نتائج مميزة امتدت لـ13 مباراة بلا هزيمة، لكن فجأة ظهر كورونا وتوقف الدوري التركي، ورحل واحد من أبرز لاعبيه وهو النيجيري جون أوبي ميكيل بسبب الفيروس، وبسبب رغبة رئيس ناديه في استكمال الموسم "وكسر النحس".
Getty6كريستال بالاس 1993
حسابيًا لم يعرف الدوري الإنجليزي الممتاز هبوط فريق كان في حوزته 49 نقطة، لكن هذا ما حدث لكريستال بالاس في الموسم الافتتاحي للدوري الإنجليزي الممتاز 1992/1993 وهبوط بطريقة تؤكد النحس الكبير وبحسرة عالقة في حلق جمهوره.
قبل جولتين على نهاية الموسم فاز كريستال بالاس على إيبسويتش تاون بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعبه، ليتقدم بفارق ثماني نقاط عن أولدهام أثليتيك، الذي كان يحتل آخر مركز من المراكز المؤدية للهبوط، وبالتالي كان أولدهام بحاجة للفوز في الثلاث مباريات المتبقية لكي يكون لديه أي أمل في البقاء.
لاعبو كريستال بالاس كانوا واثقين تماما من البقاء في الدوري الإنجليزي للدرجة التي جعلتهم يحتفلون أمام مشجعيهم على ملعب سيلهرست بارك، بعد الفوز على إيبسويتش كعادة الفرق عندما تخوض أخر مباراة على ملعبها.
وجاء الإنذار الحقيقي عندما ذهب أولدهام لمواجهة أستون فيلا صاحب المركز الثاني في جدول الترتيب وفاز عليه في ملعبه 1/0 ليحافظ على آماله الضعيفة لمباراة واحدة أخرى على الأقل، فيما تعادل كريستال بالاس 0/0 مع مانشستر سيتي.
هنا كان يتعين على أولدهام أن يحقق الفوز في آخر مباراتين أمام كل من ليفربول وساوثامبتون لكي يتمكن من البقاء بفارق الأهداف، وفي المباراة الأولى استقبل ليفربول وحقق المفاجأة وفاز عليه 3/2، ليتحول ما كان يبدو في السابق أملاً بعيد المنال إلى واقع قد يتحقق.
وفي اليوم الأخير من المسابقة، كان يتعين على أولدهام تحقيق الفوز على ساوثامبتون على ملعبه وينتظر أن يخسر كريستال بالاس أمام آرسنال.
قبل نهاية المباراتين بـ10 دقائق، كان كريستال بالاس مهزوما بهدف دون رد، في حين كان أولدهام متقدما 4/2، وهو ما كان يعني أن الفريقين لديهما نفس العدد من النقاط، لكن فارق الأهداف كان يصب في مصلحة أولدهام بفارق هدف وحيد. وبالتالي، كان إحراز أي هدف في أي من هاتين المبارتين سيكون حاسما في صراع الهبوط. وفي الدقيقة 82، أحرز آرسنال هدفه الثاني ليتقدم 2/0.
لكن الأمل عاد لكريستال بالاس مرة أخرى عندما أحرز هداف ساوثامبتون، مات لي تيسييه، الهاتريك قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، وبمجرد أن سجل كيفين كامبل الهدف الثالث لآرسنال، كانت الطريقة الوحيدة لبقاء كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي هو أن يسجل ساوثامبتون هدف التعادل، لكن ذلك لم يحدث، وهبط كريستال بالاس "المنحوس".

7الزمالك 1972
مع نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي كان الأهلي المصري يعيش أسوأ فتراته (لم يحقق لقب الدوري لـ6 مواسم كاملة) وكانت الفرصة مواتية للزمالك لاستغلال هذا التعثر، لكن توقف الدوري لعدة سنوات بسبب نكسة 1967 وحرب 1973 عرقل طموحاته.
الأهم أنه في موسم 1971/1972 كان الزمالك على مقربة من تحقيق لقب الدوري المصري واستغلال حالة تخبط الأهلي عندما التقيا في الجولة التاسعة من البطولة.
واحتسب حكم المباراة الديبة ركلة جزاء ضد الفلسطينى مروان كنفانى، حارس مرمى الأهلى، سجل منها فاروق جعفر هدف تقدم الزمالك 2/1، ليعترض كنفانى على القرار وتحدث أحداث شغب بين اللاعبين، وتقتحم الجماهير أرض الملعب.
وتم اتخاذ القرار من اتحاد الكرة بإلغاء المسابقة بعد تلك الأحداث، ووقتها كان الزمالك على قمة جدول الترتيب برصيد 11 نقطة، وكان الأهلي متراجعًا في الترتيب بـ7 نقاط في المركز الثامن.
أقيمت حرب 1973 في السنة التالية وخسر الزمالك أفضليته في تلك الفترة مرة أخرى.
www.sslazio.org8لاتسيو 1915
يمكن اعتبار لاتسيو هو رمز النحس في كرة القدم، كلما اقترب من تحقيق لقب الدوري الإيطالي كانت تحصل كارثة، كما هو في الموسم الحالي المتوقف بسبب كورونا والذي ينافس فيه لاتسيو.
في عام 1915 وبسبب الحرب العالمية الأولى، منح لقب الدوري الإيطالي لجنوى بدلاً من لاتسيو، حيث كان في ذلك الوقت البطولة تلعب بنظام المجموعتين بمجموعة الشمال ومجموعة الجنوب والوسط.
انتهى دور المجموعات بصدارة جنوى لمجموعة الشمال، وتصدر لاتسيو مجموعة الجنوب، وكان من المفترض أن تقام مباراة نهائية، لكن مع اندلاع الحرب منح الاتحاد الإيطالي اللقب لصالح جنوى.
Getty Images9تورينو 1949
لقب تورينو في ذلك الوقت بلقب "الجراندي تورينو" نظرًا لأنه هيمن على الدوري الإيطالي في حقبة الأربعينات، لكن فاجعة حلت بالفريق بتحطم طائرته العائدة من لعب لقاء ودي أمام بنفيكا عام 1949.
فقد تورينو أعظم أجياله على الإطلاق بسبب هذه الفاجعة، كان فريقه يضم نصف لاعبي المنتخب الإيطالي، ورغم أنه انتظر لعام 1976 قبل أن يتذوق لقب السيري آ مرة أخرى، لكنه مما لا شك فيه أن حصيلة الفريق من البطولات كانت لتكون أكبر من ذلك لولا الحادثة المأساوية.