"يحارب نجومه ويتحدث دون عمل!" .. ماتياس يايسله يواصل تدمير منظومة الأهلي أمام برسبوليس

في الأيام الأخيرة من الميركاتو الصيفي "2024".. حسمت الإدارة الأهلاوية، صفقة المهاجم الإنجليزي إيفان توني، من الفريق المحلي برينتفورد، مقابل 43 مليون يورو تقريبًا.

هذه الصفقة.. اعتبر الكثيرون أنها ستكون الحل النهائي لمشكلة الفريق الأهلاوي "الهجومية"؛ بسبب الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها اللاعب البالغ من العمر 28 سنة، في إنهاء الفرص أمام مرمى المنافسين.

لكن ومن خلال أول مباراتين خاضهما مع الأهلي؛ يبدو أن صفقة توني ستكون مشكلة وليس حلًا للفريق؛ حيث أثر تواجد النجم الإنجليزي على أرضية الملعب بـ"شكل سلبي"، على المنظومة الهجومية.

تواجد توني على أرضية الملعب؛ جعل الألماني الشاب ماتياس يايسله، المدير الفني للنادي الأهلي، يغير مركز مهاجمه فراس البريكان إلى الجناح الأيسر، وهو ما أثر على مستواه بـ"شكل واضح"، حيث لا يتمتع هذا اللاعب بالمهارات أو السرعة الكافية، التي تجعله قادرًا على التكيف مع هذه الأدوار الجديدة.

أيضًا.. تراجع مستوى النجم البرازيلي روبرتو فيرمينو بـ"شكل كبير"، منذ دخول إيفان توني في التشكيل الأساسي للفريق الأهلاوي؛ حيث لا يجد نفس الحرية التي كان يمنحها إياه يايسله، في الدخول لمنطقة الـ18؛ وهو ما وضح أمام برسبوليس تحديدًا.

فيرمينو خلال المباريات التحضيرية ومع بداية الموسم الحالي 2024-2025، كان يجد حرية كبيرة للدخول إلى منطقة الـ18، مع تبادل الأدوار مع البريكان أو المهاجم عبدالكريم دارسي؛ ولكن هذا الأمر لم يعد كذلك الآن.

للمباراة الثانية على التوالي.. قام الألماني الشاب ماتياس يايسله، المدير الفني للنادي الأهلي، بـ"إبعاد" النجم الإسباني جابري فيجا، صانع ألعاب الفريق الأول لكرة القدم، من حساباته للتشكيل الأساسي.

فيجا لم يشارك في التشكيل الأساسي لمباراة الأهلي والنصر، مساء يوم الجمعة الماضي، ضمن منافسات الجولة الثالثة من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين؛ حيث دخل بديلًا في السبع دقائق الأخيرة.

وتكرر هذا السيناريو أمام برسبوليس الإيراني، في الجولة الأولى من مرحلة الدوري بمسابقة النخبة الآسيوية؛ حيث تم استبعاده من التشكيل الأساسي، قبل أن يدخل بديلًا مع بداية الشوط الثاني.

هذا الاستبعاد قد لا يكون مفهومًا وكما لو كان المدرب يحارب لاعبه؛ خاصة أن تشكيل الأهلي بالكامل، لا يوجد فيه أي اسم يستطيع صناعة الفرص إلى المهاجمين، باستثناء الساحر الجزائري رياض محرز.

لاعبون مثل الإنجليزي إيفان توني والبرازيلي روبرتو فيرمينو والسعودي فراس البريكان، يجيدون هز شباك المنافسين؛ ولكنهم يريدون من يصل إليهم الكرات.

ومع استبعاد فيجا؛ يتحول دور توني وفيرمينو والبريكان إلى صناعة الفرص وتسجيل الأهداف معًا، وهو ما يقلل من إمكاناتهم بشكل واضح، أو يزيد من الضغط على محرز.

وبالفعل.. نشط الأهلي هجوميًا أمام برسبوليس، في الشوط الثاني؛ وذلك بعد دخول فيجا، وأصبح الفريق يهدد مرمى المنافس كثيرًا، بالمقارنة مع الـ45 دقيقة الأولى "الميتة".

يبدو أن لعب الأهلي بالكامل، أصبح معتمدًا على لاعب وحيد فقط؛ هو الإيفواري فرانك كيسييه، متوسط ميدان الفريق الأول لكرة القدم.

كيسييه البالغ من العمر 27 سنة، يجده المشجع الأهلاوي كأول لاعب يقوم بالتغطية على دفاعات الفريق، كما أنه أصبح يحمل الراقي هجوميًا، في ظل تراجع مستوى نجوم خط المقدمة.

ونجح كيسييه في تسجيل هدف الأهلي في شباك النصر، بالكلاسيكو السعودي الذي انتهى بالتعادل الإيجابي (1-1)، ضمن منافسات الجولة الثالثة من مسابقة دوري روشن للمحترفين، قبل أن يهز شباك برسبوليس، مساء اليوم الإثنين.

وبعيدًا عن مهامه الدفاعية والهجومية؛ يظهر النجم الإيفواري خلال المباريات، بروح عالية للغاية، مع أدوار قيادية في توجيه زملائه، ومحاولة بث الحماس فيهم باستمرار.

ووسط كل ذلك.. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: "إلى متى سيظل الأهلي يعتمد على فرانك كيسييه فقط؟!"؛ فهذا اللاعب إذا تراجع مستواه، أو تعرض للإصابة وابتعد عن الفريق، سيسقط الراقي بشكل كبير.

وهُنا.. أصبح لزامًا على الألماني الشاب ماتياس يايسله، المدير الفني للأهلي، أن يجد حلولًا بديلة لكيسييه، سواء من خلال منظومة اللعب، أو إعادة النجوم الكبار مثل الساحر الجزائري رياض محرز والبرازيلي روبرتو فيرمينو والإنجليزي إيفان توني، إلى مستواهم المعهود.

عشرات المرات التي تحدث فيها الألماني الشاب ماتياس يايسله، المدير الفني للنادي الأهلي، عن الأخطاء الدفاعية في فريقه، وذلك منذ توليه منصبه في صيف 2023؛ ولكن "ماذا بعد.. هل انتهت هذه الأخطاء؟!".

الإجابة هي "لا"؛ فنفس الأخطاء تتكرر من مباراة إلى أخرى، سواء اهتزت شبك السنغالي إدوارد ميندي، حارس مرمى النادي الأهلي، أو لم تستقبل أي هدف.

وهذا ما حدث في مواجهة برسبوليس، مساء اليوم الإثنين؛ حيث كاد الفريق الإيراني أن يسجل أكثر من هدف، سواء من العرضيات، أو الكرات خلف الظهيرين علي مجرشي وعبدالله العمار.

ولولا سوء إنهاء الهجمات من لاعبي برسبوليس، وتألق ميندي الكبير؛ كان من الممكن أن تتغير النتيجة تمامًا، مثلما حدث في كثير من المباريات المحلية، وآخرها أمام النصر.

لذلك.. يجب أن لا ينخدع يايسله بعدم اهتزاز شباك فريقه أمام الفريق الإيراني، وأن يعمل على تحسين الخط الدفاعي ومعالجة هذه الأخطاء، الذي كثيرًا ما تحدث عنها، دون إيجاد الحلول.