"مركز ماكسيمين" يصنع خطورة الأهلي والوحدة .. النحس يلازم كارينيو ورحيل هذا اللاعب سيكون "خطأ لا يغتفر"

يمكن القول، إن مركز ماكسيمين كان عنوان الخطورة، سواءً من الأهلي أو الوحدة، حيث يكمن التهديد الأهلاوي بنسبة كبيرة من الجهة اليسرى، والتي شهدت تسديد أكثر من كرة على مرمى الحارس عبد الله العويشير، بين تقدم سعد بالعبيد إلى الأمام، وسط تغطية من زياد الجهني، ناهيك عن تراجع فراس البريكان في بعض فترات اللقاء، فضلًا عن وجود أكثر من محاولة من قِبل جابري فيجا وإيفان توني من الناحية اليسرى.

ولكن - في المقابل - كان تقدم بالعبيد أيضًا، بوابة للوحدة من أجل شن خطورة على الأهلي، من الناحية اليسرى للراقي، وهي اليمنى للوحدة، والتي كان أبرزها في الدقيقة 43، بعد وصول الكرة إلى المهاجم أوديون إيجالو الذي قدم كرة رأسية برع الحارس إدوارد ميندي في التصدي لها.

واعتمد أداء الأهلي في الشوط الأول، على محاولة الاختراق من العمق واللعب على الطرف الأيمن، فيما تمتع الوحدة بالتنظيم الدفاعي، وقدم مواجهة تكتيكية جيدة، في أولى مبارياته مع المدرب الأوروجوياني دانيال كارينيو، كما حاول الوصول إلى مرمى ميندي في أكثر من مناسبة.

ورغم التكتيك الجيد للوحدة، إلا أن الحظ خدم فرسان مكة، في إهدار أكثر من فرصة للأهلي، كان أبرزها من نصيب جابري فيجا في الدقيقة 30 بعد الدوران بالكرة وتسديدها داخل منطقة الجزاء، ليتألق الحارس عبد الله العويشير في التصدي لها، لترتد إلى فراس البريكان الذي أعادها برأسية ضعيفة بين أحضان الحارس.

وفي الشوط الثاني، بدا لاعبو الوحدة أكثر تماسكًا أمام محاولات الأهلي، وبدا الراقي غير قادر على الاختراق من منطقة العمق، ليأتي الحل من الإيفواري فرانك كيسييه بتمريرة طويلة غير متوقعة، تصل إلى رأسية فراس البريكان، ثم يسارية رائعة من رياض محرز في الشباك بالدقيقة 55.

"هل فراس البريكان ضحية؟"، ذلك هو السؤال الذي نبحث عن إجابته في كل مباراة، بعدما بات سلاح الألماني ماتياس يايسله، مدرب الأهلي، في الجبهة اليسرى، التي عانت من رحيل ماكسيمين، دون استقطاب جناح أيسر بديل.

في الحقيقة، ينبغي بالإشادة بدور فراس البريكان، الذي يعد بمثابة "جوكر" ينقصه إحراز الأهداف، ولكن ذلك لا ينتقص من دوره في الملعب، بأن تجده يتراجع إلى الدفاع، ويتقدم للأمام ويصنع الفرص، ومن ثم يصنع تمريرة حاسمة رائعة إلى محرز الذي سددها في الشباك.

ولكن، هل باتت خطة يايسله، مدمّرة إلى عازف الأهلي، بداعي استنزاف مجهوده في التراجع للدفاع، والتقدم للتسجيل أو الصناعة؟ خاصة وأن المهاجم الذي سجل 17 هدفًا في دوري روشن، خلال الموسم الماضي، لم ينجح سوى بتسجيل هدف وحيد في 12 مباراة هذا الموسم.

وخلال مشاركته في 70 دقيقة، لمس البريكان الكرة 39 مرة، وقدم 17 تمريرة صحيحة، بنسبة دقة بلغة 81%، فيما صنع 3 تمريرات مفتاحية لزملائه، وسدد كرتين على المرمى، كما امتاز البريكان في المواجهات المباشرة، حيث فاز في 6 مواجهات أرضية من أصل 9، كما لعب مواجهة هوائية ناجحة، أما على المستوى الدفاعي، فقد تمكن من استخلاص الكرة مرتين، وقطع الكرة 4 مرات من الخصوم.

"اللعب راح يبدأ في ساوندستورم 24!

احجز تذكرتك الحين واحصل على خصم 15% مُستخدمًا كود GOALSS24

وبعدما تألق الإنجليزي إيفان توني، مهاجم الأهلي، في مباراة العين الإماراتي، في دوري النخبة الآسيوية، بتسجيل هدفين في الشباك، قرر يايسله الاعتماد عليه لقيادة الهجوم أساسيًا في مباراة الوحدة، خاصة بعد تأكد غياب البرازيلي روبرتو فيرمينو، للإصابة في العضلة الخلفية.

وبينما كانت الجماهير تترقب الوجه الجديد لتوني بعد ليلة تألقه أمام العين، كان توني أفضل نسبيًا، ولكنه عاد لهوايته في إهدار الفرص المحققة، كان أبرزها في الدقيقة 35، بتسديدة داخل منطقة الجزاء، قبل أن ترتطم الكرة بالعارضة.

ووفقًا لخطة يايسله، فإننا نشاهد إيفان توني يتراجع للخلف، من أجل محاولة استلام الكرة وسحب المدافعين، إلا أنه كان يصطدم بالرقابة الدفاعية التي منعته من تهديد الحارس عبد الله العويشير في كثير من الأحيان، ليصبح السؤال هنا: "هل يحتاج توني إلى البقاء داخل منطقة الجزاء، وانتظار وصول الكرة من الخلف، ليزيد غلته من الأهداف في دوري روشن؟".

لماذا هذا السؤال، الإجابة في الدقيقة 79، التي شهدت محاولة من إيفان توني للضغط على الحارس عبد الله العويشير أثناء وصول الكرة إليه، إلا أن بطء اللاعب في السرعة، يعد بمثابة إنذار ليايسله، بأنه قد يحمّل المهاجم الإنجليزي أكثر من طاقته.

ويمكن القول إن الوحدة يمتلك 5 لاعبين، سبق وأن لعبوا في صفوف الأهلي، وهم "سعيد المولد، علي مكي، وليد باخشوين، عبد العزيز نور، مراد خضري"، وقد غاب نور عن اللقاء بسبب إصابته في عمليات الإحماء، ليشارك يوسف أمين بديلًا له.

ولعب سعيد المولد أساسيًا في تشكيل الوحدة، فيما شارك وليد باخشوين ومراد خضري من مقاعد البدلاء، فيما كانت أبرز فرص الوحدة خلال الشوط الثاني، بصناعة أبناء الأهلي، في الدقيقة 75، بتمريرة خطيرة من المولد، منحت انفرادًا لمراد خضري الذي انفرد بالمرمى، وسدد كرة تألق الحارس السنغالي إدوارد ميندي في إبعادها برد فعل رائع.

وينبغي الإشادة بما قدمه المدرب الأوروجوياني دانيال كارينيو، العائد لقيادة الوحدة، في أولى مبارياته أمام الأهلي، لما قدمه من انضباط دفاعي، وتكتل عددي في منطقة الراقي، خاصة في الشوط الثاني، خلال عدة فترات، إلا أنه في النهاية، تلقى الخسارة التاسعة أمام الأهلي.

المدرب كارينيو واجه الأهلي في 14 مباراة، مع فرق النصر والشباب والوحدة والحزم، ولم يحقق الفوز سوى 3 مرات فقط، بواقع مرتين مع النصر ومرة مع الوحدة، كان آخرها في فبراير 2020، إلا أنه تعادل مرتين وخسر 9 مرات، كما استقبل الهدف رقم 29 بأقدام أهلاوية، مقابل 17 هدف سابق سجلتها فرقه في شباك الراقي.

GOAL

وذكرت تقارير إعلامية بأن وفدًا من نادي فنربخشة التركي، ينوي القدوم إلى المملكة، من أجل التفاوض مع إدارة الأهلي، لضم المدافع التركي ميريح ديميرال، في فترة الميركاتو الشتوي المُقبل.

صحيح أن هذه المباراة ليست هي المعيار الوحيد للحكم بشأن تلك الصفقة، ولكن بالنظر إلى ما قدمه ميريح ديميرال أمام الوحدة، فإن الأهلي سيرتكب خطأ لا يُغتفر حال الاستغناء عن المدافع التركي، على طريقة الجناح الفرنسي آلان ماكسيمين الذي تم إعارته دون بديل.

ولعب ديميرال أساسيًا في مواجهة الوحدة، تمكن خلالها من استخلاص الكرة مرة واحدة، واعتراض المنافسين 3 مرات، كما فاز في مواجهتين أرضيتين بنسبة 100%، و4 مواجهات هوائية ناجحة من أصل 5، كما قدم 54 تمريرة صحيحة بنسبة دقة 95%، وقدم مراوغة واحدة ناجحة.