الأهلي والفيحاء | محرز يحقق حلم يايسله ورقم فريد للطائر إيبانيز .. ولكن انتبهوا لهذا الأمر من أجل الآسيوية

لطالما حظى البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، بشهرة واسعة حول ضرباته الرأسية التي يحرزها بارتقاء مذهل في الهواء، ولكن يبدو أن أي مواجهة قادمة أمام الأهلي، ستشهد حربًا على الرأسيات، أمام نجم متألق في صفوف الراقي، وهو المدافع البرازيلي روجر إيبانيز.

وسجل إيبانيز هدفين بضربتين رأسيتين، مستغلًا ركنيتين من رياض محرز، فيما شهد الهدف الأول ارتقاءً مخيفًا من مدافع الأهلي، سيجعله بلا شك، منافسًا على هدف الجولة.

واستطاع روجر أن يحقق رقمًا لأول مرة في مسيرته، وهو تسجيل هدفين في مباراة واحدة، حيث لم يسبق له أن صنع هذا الرقم، مع روما أو فلومينينسي، كما أنه عادل رقم أهدافه مع نادي العاصمة الإيطالي، برصيد 9 أهداف، وبينما احتاج إيبانيز لهذا العدد من الأهداف في 149 مباراة بقميص الجيالوروسي، فإنه سجل هذا الرصيد في 70 مباراة فقط مع الأهلي.

وبخلاف هدفيه أمام الفيحاء، فإن روجر إيبانيز قدم مباراة متميزة على المستويين الهجومي والدفاعي، حيث تمكن من استخلاص 3 كرات، واعتراض المنافس ثلاث مرات، كما بلغت دقة تمريراته 92%، بعدما أرسل 33 تمريرة صحيحة من أصل 36، كما امتاز في الكرات الطويلة، بإرسال 3 كرات ناجحة من أصل 4، وإن كانت ثغرته في المواجهات الأرضية، التي كسب واحدة منها بين 5 ثنائيات.

إن محرز حقًا نجم المباراة، ليس فقط بسبب هدفه، ولكن للرباعية الأخرى التي ساهم بها، بعدما صنع 3 تمريرات حاسمة، ثم تسبب في ركلة الجزاء، التي وقّع خلالها آيفان توني على الهدف الرابع.

محرز لم يستحق الإشادة فقط بسبب مساهماته، ولكنه قدم أيضًا لقطة تعبر عن التفاني واللعب بروح المجموعة، حيث وافق على التنازل عن ركلة الجزاء إلى توني، رغم تسجيل الإنجليزي لهدف مسبق، حتى يمكنه من مواصل الزحف على لقب هداف الدوري.

واستطاع محرز أن يصل إلى "الأسيست" رقم 30 في مسيرته مع الأهلي، منذ قدومه من مانشستر سيتي، والسادس عشر هذا الموسم، متفوقًا على رقمه في الموسم الماضي بـ14 تمريرة حاسمة.

وبينما كانت المباراة تسير مبكرًا نحو النقاط الثلاث للأهلي، فإن الحارس موسكيرا زاد من الشعر بيتًا، بتصرف ساذج، أسفر عن تلقيه بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 48، بعدما أمسك بالكرة من خارج منطقة الجزاء، من أجل منع وصولها إلى جالينو.

المثير في الأمر أن المدرب بيدرو إيمانويل، فضّل استبدال المهاجم رينزو لوبيز، من أجل الدفع بالحارس البديل عبد الرؤوف الدقيل، وكأن خطته في الشوط الثاني هي منع استقبال المزيد من الأهداف.

في أكثر من مناسبة، كان ماتياس يايسله يتحدث عن فريقه بأنه كان يملك الفرصة لإنهاء المباراة مبكرًا، ولكنه لم يفعل، ولكن في مباراة الفيحاء، استطاع الأهلي أن يحسم المواجهة بشكل كبير في أولى 45 دقيقة.

ولكن رغم ذلك، فإن هناك نقطة يجب الوقوف عندها، وهي قلة التسديد على المرمى، بخلاف الأهداف الخمسة، والتي جاءت من 3 ركنيات وركلة جزاء، وواحدة فقط جاءت من هجمة.

هنا نقطة يجب الوقوف عندها، حيث بدا الأهلي وكأنه لا يجد الحلول إلى مرمى الفيحاء، إلا بالركلات الثابتة، فيما لم يتمكن آيفان توني من تسديد أي كرة على المرمى إلا في لقطة الهدفين، فيما سدد لاعبو الراقي 7 تسديدات خارج المرمى.

باختصار، لا يمكن القول إن الأهلي عانى هجوميًا أمام الفيحاء، والخماسية خير دليل، ولكن يجب النظر إلى ملف التسديد على المرمى، خاصة وأن الأهداف القادمة من الركلات الثابتة ليست مضمونة في كل مباراة.

الأهلي حقق أكبر انتصار في تاريخه على الفيحاء، والحارس إدوارد ميندي يحافظ على نظافة شباكه، نقاط جيدة للغاية للراقي الذي يستعد لملاقاة بوريرام يونايتد، متصدر الدوري التايلاندي، في ربع نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة.

وتمكن الأهلي من السيطرة على منطقة الجزاء، ولعبت الركلات الثابتة دورًا بارزًا في ليلة الخماسية، في ظل التكتل الدفاعي الكبير للاعبي الفيحاء، فيما لجأ المدرب ماتياس يايسله، إلى الاعتماد على انطلاقات الأظهرة، من أجل منح الجناحين رياض محرز وجالينو توغلًا أكثر في العمق، وزيادة الفاعلية الهجومية.

ونجح الأهلي في الحد من خطورة الجناح فاشيون ساكالا، الذي غابت فعاليته بشكل كبير، في ظل مراقبة علي مجرشي وزياد الجهني، كما بدا دفاع الفيحاء مثل "غثاء السيل" أمام ركنيات الراقي التي شهدت هدفي إيبانز وآخر لتوني.

ولكن رغم ذلك، يجب على يايسله أن يركز على التسديد على المرمى، كما يجب أن يتمتع جالينو وجابري فيجا بجرأة أكبر في الوصول إلى مرمى الخصم، حتى يضمن الأهلي تخطي عقبة بوريرام، والزحف نحو تحقيق حلمه الآسيوي.