حقق منتخب الأرجنتين نتيجة تاريخية على حساب نظيره البرازيلي حين هزمه 4-1 فجر اليوم الأربعاء ضمن تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026.
Getty Images Sportمنتخب الأرجنتين للتربية والتعليم .. أخطاء بينتو، سحر جوارديولا و"العنجهية الساذجة" لرافينيا شهود على قهر البرازيل!
AFPرسالة قاسية!
قدم أبطال العالم درسًا كرويًا مذهلًا على ملعب المونومينتال فجر اليوم، لعبوا مباراة كاملة الأوصاف أمام عدوهم التاريخي واللدود، البرازيل، وسحقوه بالأربعة مع الرأفة.
المثير أن ذلك العرض المدهش من الأرجنتين جاء وسط غياب أهم نجومه، ليونيل ميسي ولاوتارو مارتينيز، وهو ما يحمل رسالة قاسية لجميع المنتخبات الراغبة في المنافسة على لقب كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك.
الأداء الجميل، الأهداف الرائعة، الروح القتالية، الحماس والرغبة والإصرار، اللمسات الفردية، اللعب الجماعي .. كل تلك الأمور ظهرت في انتصار الأرجنتين فجر اليوم، لقد أكدوا رسميًا تأهلهم إلى المونديال القادم بأفضل وأقوى طريقة ممكنة.
رافينيا يدفع ثمن " العنجهية الساذجة"
ما فعله رافينيا قبل المباراة، بتصريحاته المستفزة، ليس بالشيء الغريب أو النادر، فهو معتاد وقام به العديد من اللاعبين قبل المباريات .. إطلاق التحديات واستفزاز الخصوم ليس بالأمر المثير للدهشة أو الاستغراب.
ما يثير الدهشة والاستغراب هو عدم تقدير رافينيا لحجم الفوارق بين منتخب بلاده ومنافسه! هو عدم رؤيته لفارق الجودة الفردية والجماعية، ربما منحه غياب ميسي ولاوتارو بعض الشجاعة لكن كان عليه أن يُدرك أن ذلك وحده لن يجعل أبطال العالم منتخبًا ضعيفًا والأهم أنه لم يمنح منتخب بلاده، الممتلئ بالمشاكل، الأفضلية.
نجم برشلونة دفع ثمن العنجهية الساذجة تلك غاليًا، فقد تلقى درسًا كرويًا قاسيًا على الملعب وأصبح مثار سخرية الجميع بعد اللقاء على منصات التواصل الاجتماعي.
الأرجنتين قدمت أداءً جميلًا، كما اعتادت، أمام البرازيل، في لقاء ذكرنا بالمباريات الرائعة في كأس العالم قطر 2022، خاصة المباراة النهائية.
المنتخب دخل مباراة أمس بـ10 لاعبين شاركوا في لقاء نصف نهائي المونديال أمام كرواتيا، لم يغب عن الفريق سوى ليونيل ميسي للإصابة.
الأداء كان مذهلًا، لكن الدقيقة الـ13 شهدت سحرًا من نوع خاص .. سحر من نوع جوارديولا!
بدأت الأرجنتين هجمة من الخلف بسلسلة من التمريرات السريعة بلمسة أو لمستين. شارك جميع اللاعبين في تناقل الكرة، بدءًا من الحارس ديبو مارتينيز، ثم كريستيان روميرو، نيكولاس أوتامندي، نيكولاس تاليافيكو، رودريجو دي بول، لياندرو باريديس، إنزو فيرنانديز، وتياجو ألمادا... حتى وصلت التمريرات إلى 37 تمريرة متتالية، وعندما جاءت التمريرة الأخيرة، أرسل مولينا عرضية متقنة، قابلها لاعب تشيلسي بتسديدة قوية قادمًا من الخلف.
استحوذت الأرجنتين على الكرة لأكثر من دقيقة ونصف، بينما كان لاعبو البرازيل يركضون في كل الاتجاهات، في مشهد يعكس السيطرة التامة للأرجنتين في ملعب المونومنتال، وسط هتافات الجماهير التي تصدح بـ"أوليه".
البرازيل .. من أخطاء الدفاع وبينتو لغياب المهاجمين
منتخب البرازيل بدا مهلهلًا خلال المباراة، كان أشبه بالقميص الممتلئ بالثغرات التي نفذ منها الهواء لجسده العليل وأصابه في مقتل.
أهداف الأرجنتين الأربعة، ودون بخس حق أبطال العالم، سُجلت من أخطاء دفاعية غريبة وساذجة جدًا، والأسوأ أن تلك الأخطاء لم تجد حارس مرمى قوي لتفاديها والتعامل معها، فقد شارك في المهزلة بأداء مهزوز جدًا.
الدفاع البرازيلي فشل في كل شيء فجر اليوم، سمح لتمريرات طولية باختراق عمقه ولتمريرات عرضية لتهديد منطقة جزائه، فارق السرعة في اتخاذ القرار بين مدافعي السامبا وراقصي التانجو كان مرعبًا، والهدف الرابع خير دليل.
حارس مرمى النصر السعودي أخطأ دومًا في الخروج المبكر وغير المسؤول للتصدي للتمريرات الطولية والبينية، وقد كلفه الأمر الهدف الأول والثاني.
وهجوميًا، أين البرازيل؟ أين فينيسيوس ورافينيا ورودريجو؟ هل تعلم أن منتخب السامبا لم يُسدد سوى تسديدة واحدة على مرمى مارتينيز وهي التي أسفرت عن الهدف وجاء من خطأ المدافع وبجهد فردي من كونيا.
تريك مصيبة أكبر؟ هل تعلم أن نجوم البرازيل لم يلمسوا الكرة داخل منطقة جزاء الأرجنتين سوى 3 مرات! مرة من فينيسيوس ومرتين من البديل إندريك! أرقام غريبة .. ربما تفوق في غرابتها نتيجة اللقاء التاريخية!
AFPحان وقت التغيير في بلاد السامبا
لا أحد يعلم سر بقاء دوريفال في منصبه حتى الآن! ما الذي يُقدمه منتخب البرازيل ليحمي منصب مديره الفني؟ 6 انتصارات و5 هزائم و3 تعادلات في مباريات التصفيات الـ14 .. أرقام كفيلة بالإطاحة بالمدرب دون أي رحمة.
المنتخب البرازيلي لا يُحقق النتائج المرجوة وأيضًا لا يُقدم الأداء المطلوب، وقرار التخلي عن المدرب كان يجب أن يصدر منذ فترة طويلة، لأن التأهل للمونديال ليس الإنجاز المنتظر ولن يمنعه تغيير في الإدارة الفنية.
دومًا ما كانت مباريات التصفيات هي إعداد لمنتخبي البرازيل والأرجنتين للمونديال، وقد فوت الأول تلك الفرصة باستمرار عمله مع دوريفال رغم أن الجميع يتوقع عدم تواجده مع المنتخب في كأس العالم 2026.
إن كان كارلو أنشيلوتي غير متاح بسبب رفض ريال مدريد التخلي عنه، فالعديد من الأسماء الممتازة صاحبة الخبرة متاحة! وما دامت الفكرة موجودة بالفعل، والدليل مفاوضات رونالدو مع المدرب الإيطالي، فالعمل عليها يجب أن يكون بجدية أكبر لأن الوقت ينفذ!