شتشيسني ليس أول من كسر قيود الاعتزال .. "الخنازير" أعادت كرويف للملاعب، بيليه أغراه الحلم الأمريكي والحنين غلب أساطير هولندا!

كان أسطورة كرة القدم الهولندية ونادي برشلونة، قد ودع الملاعب رسميًا باعتزاله في صيف 1978، ليودع البارسا وعمره 31 عامًا، إلا أنه فاجأ الجميع بقرار عودته بعد عام واحد للملاعب، لكن لسبب غريب للغاية.

كرويف وقع على عقد احتراف ضخم بفريق لوس أنجلوس أزتيكس الأمريكي، بحثًا عن الأموال لتعويض خسارته الكبيرة بعد تعرضه لعملية نصب في إسبانيا، حيث شارك في مشروع لتربية الخنازير وخسر أمواله ليقرر العودة إلى كرة القدم.

ولم يكن لوس أنجلوس هو المحطة الأخيرة في حياة كرويف، بل ظل في الملاعب لأكثر من 5 سنوات، تنقل خلالها بين أندية ليفانتي وأياكس وفينورد، ليضع نقطة النهاية لمسيرته الإضافية في نهاية موسم 1983-1984.

لم يكن أسطورة كرة القدم البرازيلية وأحد أعظم من أنجبت الملاعب في العالم، بيليه، قادرًا على رفض العرض المغري من نادي نيويورك كوزموس الأمريكي، لإعادته من الاعتزال.

بيليه كان قد اعتزل في 1974، عن عمر يناهز 34 عامًا، حقق خلالها كل ما يحلم به أي لاعب كرة قدم سواء مع نادي سانتوس أو تتويجه بكأس العالم 3 مرات مع راقصي السامبا.

لكن النجم الأسطوري عاد في العام التالي ومثل فريق نيويورك كوزموس، ولم يكتف بموسم وحيد بل استمر حتى عام 1977 لينثر سحره في الملاعب الأمريكية ومن ثم قرر الاعتزال نهائيًا.

حاول روماريو، هداف منتخب البرازيل وفريق برشلونة في حقبة التسعينات، أن يسير على خطى أسطورته وقدوته بيليه، حيث أعلن في 2008 اعتزاله عن عمر 42 عامًا، وذلك بعدما نجح في تسجيل هدفه رقم 1000.

وبعد 15 عامًا من الانقطاع عن ممارسة كرة القدم، كانت المفاجأة بإعلان روماريو العودة للملاعب ليلعب في فريق برازيلي صغير اسمه أمريكا دي ريو دي جانيرو، رغم أن عمره آنذاك قد وصل إلى 58 عامًا.

وجاء قرار روماريو، تنفيذًا لوصية والده الذي كان يشجع فريق أمريكا ولطالما حلم برؤية ابنه بقميص الفريق، بل وقاده للفوز ببطولة الدرجة الثانية البرازيلي.

لا ينسى أي عاشق لنادي آرسنال الحارس الألماني المميز يانس ليمان، الذي كان ضمن الجيل التاريخي الذي ساهم في تتويج الجانرز بالدوري الذهبي "بدون هزيمة"، حيث قدم مع الفريق مسيرة مميزة لمدة 5 مواسم.

وفي نهاية موسم 2009-2010 قرر الحارس الألماني الذي كان يحمي عرين شتوتجارت آنذاك، أن يعلق قفازيه، لكنه لم يصمد أمام نداء آرسنال، حينما دعاه فان جير للعودة من الاعتزال في 2011 لإنقاذ عرين النادي بعد إصابة حراس الجانرز، حيث لم يكن للفريق أي حارس سوى الإسباني مانويل ألمونيا.

عاد ليمان كحارس احتياطي لألمونيا ولم تتح له فرصة المشاركة سوى في مباراة واحدة بالبريميرليج، عقب إصابة الحارس الإسباني، ومع نهاية الموسم وأداء واجبه على أكمل وجه قرر الاعتزال من جديد.

كان قرار النجم الإنجليزي بول سكولز، باعتزال كرة القدم في صيف عام 2011، قرارًا صادمًا لجماهير مانشستر يونايتد، التي عاشت مع الفتى الأشقر مشاهد رائعة من الانتصارات والبطولات في حقبة تاريخية للشياطين.

لكن بعد 6 أشهر فقط وبناء على رغبة أسطورة تدريب مانشستر يونايتد، أليكس فيرجسون، عدل سكولز عن قرار الاعتزال لتلبية نداء "السير" الذي طلب منه العودة عام 2012، في ظل حاجة الفريق لخدماته.

وبالفعل لعب بول سكولز موسمًا إضافيًا مع الشياطين الحمر، وكانت ليلة عودته تتزامن مع ديربي مدينة مانشستر، ليفاجئ زملاءه في الفريق بعودته ويقود الفريق لتحقيق البريميرليج، ومن ثم ودع الملاعب نهائيًا في صيف 2013، برفقة أستاذه أليكس فيرجسون.

استكمالًا لسلسلة الوفاء لنادي الطفولة، كان قرار الحارس الهولندي المخضرم فان دير سار لمساعدة فريقه الأم نوردوفيك في الدرجة الرابعة الهولندي، مثاليًا.

الحارس التاريخي لمنتخب هولندا ومانشستر يونايتد، عدل عن قرار الاعتزال بعد 5 سنوات قضاها في منزله، وقرر التضحية واللعب في الدرجة الرابعة لإنقاذ فريقه الذي كان في أشد الحاجة لحارس مرمى، بعد أن ضربت لعنة الإصابات صفوفه.

ولم يكن غريبًا، تألق الحارس الهولندي وقيادة فريقه لتحقيق انتصارات مهمة، ومن بعدها عاد إلى سكونه مكتفيًا بمسيرته الذهبية التي حقق خلالها 27 لقبًا مع أندية أياكس ويوفنتوس وفولهام ومانشستر يونايتد.

في صيف 2019، قرر الجناح الهولندي الطائر آرين روبين، أن يعتزل كرة القدم بعد مسيرة ذهبية حقق خلالها عددًا كبيرًا من البطولات مع بايرن ميونخ ونثر سحره في الملاعب سواء مع العملاق البافاري أو بالقميص البرتقالي الشهير لبلاده.

إلا أن روبين الذي اشتهر باللاعب الزجاجي، قرر بعد أشهر قليلة من اعتزاله مفاجأة الجميع بقرار عودته للملاعب مرة أخرى من بوابة ناديه الأم في هولندا، جرونينجين، في مبادرة رائعة لرد الجميل إلى النادي الذي شهد بداياته.

جرونينجين كان يمر بأزمة مالية طاحنة في أعقاب توقف كرة القدم، بسب أزمة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، لكن أتت الرياح بما لا تشتهيه سفن روبين، حيث تعرض للإصابة في أول مباراة رسمية له مع الفريق وغاب 7 أشهر كاملة.

تماسك الأسطورة الهولندية وتغلب على الإصابة، ثم عاد وأنهى الموسم بعدة مباريات، قبل أن يعلق حذاءه نهائيًا بنهاية الموسم في عمر الـ37.

يبدو أن العودة من الاعتزال، هي سمة أساسية في نجوم منتخب هولندا، فبعد أن أعلن الجناح الهولندي مارك أوفرمارس، أسطورة أياكس وآرسنال وبرشلونة تعليق حذائه في صيف 2004، قرر العودة إلى الملعب بطريقة مثيرة للغاية.

4 سنوات من الابتعاد عن المستطيل الأخضر، لم تكن كافية على الإطلاق لمنع المهاجم الفذ من التألق في مباراة اعتزال رفيقه ياب ستام، لدرجة أن عددًا من الأندية الهولندية والألمانية طاردته بعروض للعودة.

ورغم ذلك رفض مارك جميع هذه العروض وقرر العودة عبر نادي طفولته "جو أهيد إيجلز"، بشكل غير متوقع وبعدها قدم أداءً مذهلًا للجميع في الدوري الهولندي.

كان النجم الألماني توني كروس آخر النجوم الذين عادوا من الاعتزال، لكن على المستوى الدولي، حيث استجاب لطلب يوليان ناجلسمان، مدرب منتخب الماكينات.

كروس أنهى مسيرته مع ريال مدريد بأفضل صورة ممكنة، بعدما قاد الفريق لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا على حساب بوروسيا دورتموند في مايو 2024، وبعدها استجاب لدعوة منتخب بلاده وقاد ألمانيا في منافسات بطولة أمم أوروبا من نفس العام.

وبعد أن ودع كروس جماهير ريال مدريد بلقب تاريخي، حلم أن ينهي مسيرته الدولية أيضًا بلقب اليورو، خصوصًا أن البطولة كانت تقام على الأراضي الألمانية، لكن المانشافت ودع بسيناريو قاسٍ من الدور ربع النهائي على يد إسبانيا التي توجت باللقب في وقت لاحق.

ولم يكن كروس الوحيد الذي عاد من الاعتزال لتلبية نداء منتخب بلاده، فسبقه في ذلك كل من الأسد الكاميروني العجوز روجيه ميلا، الذي عاد لتمثيل بلاده في كأس العالم 1990 و1994، وقدم مستوى مذهلًا للعالم أجمع.

وكرر نفس الأمر، النجم الفرنسي زين الدين زيدان الذي عاد من الاعتزال الدولي ليشارك في مونديال 2006 رغم اعتزاله دوليًا سنة 2004، لكن نهاية هذه التجربة كانت حزينة للغاية، حيث قدم بطولة مذهلة لكنه خسر اللقب في النهائي أمام إيطاليا وغادر المباراة مطرودًا بلقطة طرده التاريخية بسبب اعتدائه على ماتيراتزي.

المهاجم الهولندي رود فان نيستلروي، أيضًا كان قد اعتزل دوليًا سنة 2007 وعاد ليشارك في بطولة أمم أوروبا 2008 واستمر في التألق، ليفرض نفسه على قائمة الطواحين حتى مشاركته في تصفيات أمم أوروبا 2012.