شهدت الساعات الماضية، تعرض النادي الأهلي لاختراق سيبراني "هاكر"، بالإضافة إلى تهديد عدد من الأندية السعودية، بتسريبات ستكون مدوية.
Getty Images Sport
Getty Images Sportماذا حدث؟
شهدت الساعات الماضية تطورات خطيرة داخل أروقة النادي الأهلي، بعد تعرّض عدد من البيانات الداخلية الحساسة لعملية اختراق سيبراني من قبل جهة مجهولة، في واقعة أثارت حالة من القلق الشديد داخل الإدارة.
وبحسب صحيفة "عكاظ"، لم يقتصر الأمر على مجرد محاولة اختراق عابرة، بل امتد إلى الاستيلاء على ملفات ووثائق بالغة السرية تتعلق بالشؤون الإدارية والفنية والمالية للنادي.
وأفادت الصحيفة بأن المخترقين وجّهوا تهديدات مباشرة بتسريب هذه البيانات خلال الفترة المقبلة، والتي تتضمن عقود اللاعبين المحترفين، إلى جانب تفاصيل تخص الأجهزة الفنية والإدارية، فضلًا عن معلومات مرتبطة بالعاملين داخل النادي، وهو ما قد يضع الأهلي أمام أزمة معقدة على عدة مستويات، سواء القانونية أو التنظيمية أو حتى الرياضية.
وتكمن خطورة الموقف في أن تسريب مثل هذه الوثائق قد يفتح الباب أمام تداعيات واسعة، تبدأ من إثارة الجدل حول التفاصيل المالية للعقود، مرورًا بإرباك الاستقرار الفني داخل الفريق، وصولًا إلى المساس بخصوصية العاملين وحقوقهم، الأمر الذي ينذر بدخول النادي في مواجهة حقيقية مع تحدٍ غير مسبوق.
Getty Images Sportالأهلي يتحرك لحل الأزمة
وتكثّف إدارة النادي تحركاتها خلال الساعات الحالية من أجل الوقوف على جميع ملابسات الأزمة، عبر فتح تحقيق موسّع يهدف إلى تحديد حجم الاختراق وطبيعة البيانات التي تم الوصول إليها، مع اتخاذ خطوات عاجلة لاحتواء الموقف والحد من تداعياته.
وفي هذا الإطار، دخلت الإدارة في تواصل مباشر مع الجهات المختصة وخبراء الأمن السيبراني، لوضع خطة شاملة لتأمين الأنظمة الإلكترونية وتعزيز وسائل الحماية الرقمية، بما يضمن سد أي ثغرات محتملة.
كما تسعى إدارة النادي إلى منع حدوث أي تسريبات قد تُلحق ضررًا بسمعة النادي أو تؤثر على استقراره الإداري والفني، خاصة في توقيت بالغ الحساسية، حيث تدرك الإدارة أن مثل هذه الأحداث قد تترك انعكاسات سلبية على تركيز الفريق والجهاز الفني، إلى جانب التأثير على الصورة العامة للنادي أمام جماهيره والرأي العام، ما يدفعها للتعامل مع الأزمة بمنتهى الجدية والحذر.
استهداف أندية وجهات أخرى
وأكدت الصحيفة على أن هناك تحركات عاجلة على أعلى المستويات، تمثلت في عقد اجتماعات مكثفة مع وزارة الرياضة والجهات المختصة، وذلك لبحث سبل التعامل مع الأزمة الراهنة، وتقييم حجم الاختراق بشكل دقيق، إضافة إلى حصر الأضرار المحتملة ووضع آليات واضحة لمعالجتها والحد من تداعياتها خلال المرحلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، كشفت المعلومات أن الجهات التي تقف خلف عملية الاختراق لم تكتفِ باستهداف النادي الأهلي فقط، بل أطلقت تهديدات بتوسيع دائرة الهجوم لتشمل بيانات عدد من الأندية المحلية والخليجية الأخرى، فضلًا عن استهداف قاعدة البيانات الخاصة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الأمر الذي يثير مخاوف كبيرة من احتمالية تسريب عقود ووثائق وبيانات داخلية بالغة الحساسية، قد تضع تلك الأندية في أزمات قانونية مع أطراف خارجية، وتفتح الباب أمام تداعيات معقدة على المستويين الإداري والرياضي.
موسم الأهلي 2025-26
استهل فريق الأهلي الأول لكرة القدم موسمه الرياضي 2025-2026 بصورة لافتة عكست طموحاته الكبيرة، بعدما دشّن مشواره بتحقيق لقب كأس السوبر السعودي، مؤكّدًا حضوره القوي بين نخبة الأندية المحلية، ومضيفًا بطولة جديدة إلى خزائنه العامرة بالإنجازات. وجاء التتويج بعد عرض هجومي كاسح في الدور نصف النهائي أمام القادسية، انتهى بخماسية مقابل هدف، قبل أن يفرض الأهلي كلمته في النهائي أمام النصر، ويظفر باللقب عبر ركلات الترجيح، في مواجهة اتسمت بالندية العالية والانضباط التكتيكي والتركيز الذهني تحت إشراف الجهاز الفني.
ورغم هذا الانطلاق المثالي، لم يحافظ الأهلي على نسق ثابت في نتائجه، حيث اتسم مشواره بتقلب واضح بين مستويات قوية وانتصارات مقنعة في بعض الفترات، مقابل تعثرات مفاجئة وخسارة نقاط ثمينة في فترات أخرى، ما خلق حالة من الجدل بين جماهيره حول قدرته على الاستمرارية والمنافسة على جميع الجبهات.
وتلقى الفريق ضربة موجعة بخسارته نهائي كأس القارات للأندية أمام بيراميدز المصري بنتيجة (1-3)، ليضيع حلم التتويج بلقب عالمي كان قريبًا من متناول اليد، في المقابل واصل الأهلي حضوره في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث بلغ الدور نصف النهائي بعد تجاوزه العربي والباطن في الأدوار السابقة، قبل أن يعبر القادسية في مباراة دراماتيكية انتهت بالتعادل (3-3) وحسمها بركلات الترجيح، ليضرب موعدًا مع مواجهة قوية في نصف النهائي.
وعلى صعيد دوري روشن السعودي، واصل الأهلي نتائجه الإيجابية دون أن يتعرض لأي خسارة حتى الآن، إذ حقق انتصارًا مثيرًا في الجولة الأخيرة على القادسية بنتيجة (2-1)، وكان قد تفوق قبلها على غريمه الاتحاد بهدف دون رد حمل توقيع نجمه الجزائري رياض محرز في الجولة الثامنة. هذه النتائج رفعت رصيد الفريق إلى 19 نقطة، ليحتل المركز الرابع، بفارق خمس نقاط عن النصر المتصدر، الذي لا تزال لديه مباراة مؤجلة أمام الخليج.
ورغم سجله الخالي من الهزائم في الدوري، إلا أن الأهلي أضاع ثماني نقاط كاملة نتيجة التعادل أمام الاتفاق والهلال والشباب والرياض، مقابل انتصارات حققها على نيوم والحزم والنجمة والاتحاد، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى قدرته على المنافسة الجدية على لقب الدوري، ويجعل حظوظه أقرب إلى سباق حجز مقعد مؤهل لدوري أبطال آسيا للنخبة في الموسم المقبل.
أما في دوري أبطال آسيا للنخبة، البطولة التي يحمل الفريق لقبها، فقد ظهر الأهلي بصورة قوية في انطلاقته بتحقيق فوز لافت على ناساف كارشي الأوزبكي بنتيجة (4-2)، قبل أن يتعثر في الجولة الثانية بالتعادل مع الدحيل القطري (2-2). واستعاد الفريق توازنه في الجولتين الثالثة والرابعة بتحقيق انتصارين كبيرين على الغرافة القطري برباعية نظيفة، ثم على السد القطري بهدفين مقابل هدف، غير أن الجولة الخامسة حملت مفاجأة غير متوقعة بسقوطه أمام الشارقة الإماراتي بهدف دون رد، لتتواصل حالة التذبذب التي تُميّز مشوار الأهلي هذا الموسم على مختلف البطولات.

