GOAL ONLY HAALAND gfxGoal AR

خريج بيب وقائد المستقبل.. هالاند: الرهان الأكبر للابورتا من أجل إعادة برشلونة للأبطال!

لم يكن اسم إرلينج هالاند مجرد خيار عابر في مكاتب سبوتيفاي كامب نو، فمنذ سنوات، وقبل حتى أن يرتدي المهاجم النرويجي قميص مانشستر سيتي، كان اسمه يتردد بقوة كالهوس الأكبر لرئيس النادي، جوان لابورتا. 

واليوم، ومع تجدد التقارير الصحفية الكتالونية التي تؤكد أن الحلم لا يزال حيًا، بل ويتم الإعداد له كضربة استراتيجية كبرى، يصبح السؤال ملحًا: لماذا يمثل هالاند، دون غيره، الهدف الأسمى لإدارة برشلونة؟

القصة ليست وليدة اللحظة، ففي عام 2022، وقبل حسم وجهته للسيتي،  تشافي هيرنانديز، مدرب برشلونة آنذاك،  سافر شخصيًا إلى ميونخ للقاء اللاعب ومحاولة إقناعه بالمشروع الكتالوني. 

ورغم أن الأزمة المالية للنادي حالت دون إتمام الصفقة، إلا أن تصريح تشافي كشف نوايا الإدارة: "نحن لا نستطيع المقارنة ماليًا، لكن هالاند لاعب كبير".

لابورتا نفسه، الذي بنى حملته الرئاسية الثانية على وعود بإعادة العمالقة، يرى في هالاند القطعة التي تعيد برشلونة إلى قمة الهرم، ليس فقط رياضيًا ولكن كأيقونة تسويقية عالمية.

هذا الهوس المتجذر له ما يبرره، فبعيدًا عن الأرقام المالية، هناك أسباب فنية واستراتيجية تجعل من المهاجم النرويجي الحلم الأكبر الذي يستحق المخاطرة بكل شيء من أجله مع كبر عمر ليفاندوفسكي وعدم وجود مهاجم حقيقي الآن في برشلونة من بعده.

  • Erling Haaland Norway 2025Getty

    المهاجم الفتاك الذي لا يرحم

    السبب الأول والأكثر وضوحًا هو ما يفعله هالاند أمام المرمى، برشلونة، في كثير من الأحيان، يسيطر، يصنع، ولكنه يفتقر إلى الحسم المطلق، وهالاند هو آلة أهداف، مهاجم رقم 9 بقدرات غير عادية، يمتلك القوة البدنية، السرعة المتفجرة، والإنهاء الأقرب للكمال بكلتا قدميه ورأسه.

    إنه الضمانة الوحيدة تقريبًا لـ 40 هدفًا في الموسم، في عصر أصبحت فيه الفوارق دقيقة، يمثل هالاند الفارق بين الخروج من ربع نهائي دوري الأبطال وبين رفع الكأس ذات الأذنين، إنه الغول الذي تحتاجه منظومة برشلونة لتحويل السيطرة الجمالية إلى انتصارات قاسية.

  • إعلان
  • Haaland GuardiolaGetty Images

    الخريج المتكامل من جامعة جوارديولا

    أحد المخاوف السابقة حول هالاند كان مدى ملاءمته لأسلوب لعب برشلونة القائم على الاستحواذ والضغط العالي، كان يُنظر إليه كمهاجم بمعنى الكلمة دون أي أدوار إضافية، لكن هذا كان قبل مانشستر سيتي.

    تحت قيادة بيب جوارديولا، لم يصبح هالاند هدافًا أفضل فحسب، بل أصبح لاعبًا أكثر تكاملًا، لقد تعلم جيدًا كيف يضغط، متى يتحرك لسحب المدافعين، وكيف يكون شرسًا في استعادة الكرة.

    تطوره في فهم اللعب التمركزي والضغط العكسي يعني أنه لن يعاني مع برشلونة، بل على العكس، سيصل جاهزًا للانخراط في منظومة الضغط العالية التي يعشقها النادي، مضيفًا إليها بعدًا بدنيًا افتقده الفريق لسنوات.

  • Erling Haaland Ballon d'OrGetty/GOAL

    البحث عن التحدي الجديد

    بعمر 25 عامًا، حقق هالاند كل شيء ممكن في إنجلترا، فاز بالدوري الإنجليزي أكثر من مرة، توج بدوري أبطال أوروبا، وحصد الثلاثية التاريخية، بالإضافة إلى كل الجوائز الفردية الممكنة كهداف، ماذا بعد؟

    أصبح من المنطقي تمامًا أن يبحث اللاعب عن تحدٍ جديد لإثبات هيمنته في دوري مختلف، وعندما نتحدث عن التحدي التالي للاعب بهذا الحجم، تضيق الخيارات. 

    الدوري الإيطالي؟ يفتقر للأضواء والقدرة المالية، بايرن ميونخ؟ خطوة غير مرجحة كونه الغريم اللدود لفريقه السابق دورتموند، باريس سان جيرمان؟ يمتلك المال، لكنه يفتقر لأضواء وتنافسية الليجا.

    الوجهة المنطقية الوحيدة هي إسبانيا: ريال مدريد أو برشلونة، ومع وجود كيليان مبابي وإندريك وفينيسيوس وجولر وغيرهم في مدريد، قد يرى هالاند في برشلونة فرصة ليكون النجم الأوحد للمشروع أو حتى شريك يامال، ووريث العرش الذي تركه ليونيل ميسي، وربما حتى مرشح محتمل للكرة الذهبية.

  • Pep Guardiola Manchester City 2025Getty Images

    قرب نهاية حقبة جوارديولا

    هناك عامل زمني حاسم: مستقبل بيب جوارديولا، مع كثرة الحديث عن رحيل المدرب الإسباني عن مانشستر سيتي، وانتهاء عصره واحتياجه للراحة أو تحديات جديدة.

    رحيل بيب، إن حدث، سيغير ديناميكيات الفريق بأكمله، هالاند ارتبط بالسيتي بشكل كبير لوجود جوارديولا، ورحيل العقل المدبر قد يعجل من رغبة النرويجي في تفعيل شروطه الجزائية التي يُشاع وجودها والبحث عن مغامرته الجديدة. 

    برشلونة ولابورتا يراهنان على هذه اللحظة، لحظة الفراغ المحتمل في مانشستر لتنفيذ الانقضاض على واحد من أهم رؤوس الحربة في العالم اليوم إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.

  • FBL-ESP-BARCELONAAFP

    بيت القصيد: الحلم والمخاطرة

    يبقى التحدي الأكبر هو التمويل، صفقة هالاند ستكون مكلفة بشكل فلكي، وهو ما يتعارض مع الواقع الاقتصادي الصعب لبرشلونة.

    لكن بالنسبة للابورتا، هالاند ليس مجرد صفقة، إنه رافعة بحد ذاته، رافعة رياضية، اقتصادية، ومعنوية، إنه الرسالة التي يريد الرئيس إرسالها للعالم بأن برشلونة قد عاد، وأن هوسه الأكبر يستحق كسر كل القواعد المالية من أجله.