خوان جارسياGetty Images Sport

بعد نجاح عمليته الجراحية.. برشلونة يُعلن فترة غياب حارس مرماه والكشف عن موقفه من الكلاسيكو!

في أجواء من التفاؤل الحذر التي تسود أروقة برشلونة مع انطلاقة الموسم الثاني للمدرب الألماني هانزي فليك، وبينما كانت جماهير برشلونة تحتفي بالبداية الاستثنائية لحارس مرماها الجديد، جوان جارسيا، الذي بدا وكأنه القطعة التي كانت تنقص المنظومة الدفاعية للفريق، أتت الأخبار من العيادة الطبية لتمثل ضربة قاسية ومفاجئة.

أعلن النادي الكتالوني رسميًا عن نجاح العملية الجراحية التي خضع لها الحارس البالغ من العمر 24 عامًا في ركبته اليسرى، لكن هذا البيان الطبي حمل في طياته خبرًا صادمًا: جارسيا سيغيب عن الملاعب لفترة تتراوح بين أربعة وستة أسابيع، وهو ما يضعه في سباق محفوف بالمخاطر ضد الزمن للحاق بمباراة "الكلاسيكو" المصيرية أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في السادس والعشرين من أكتوبر المقبل.

  • من بداية حلمية إلى نكسة قاسية

    لم يكن أحد يتوقع أن يتحول الحلم إلى كابوس بهذه السرعة، منذ وصوله هذا الصيف من الجار اللدود إسبانيول في صفقة بلغت قيمتها 25 مليون يورو، لم يضع جارسيا أي وقت في إثبات جدارته، بل ونجح في كسب قلوب الجماهير التي كانت تنظر للصفقة ببعض الترقب. 

    منحه فليك ثقته الكاملة منذ اليوم الأول، فكان الحارس الأساسي في جميع مباريات الموسم الجديد، وسرعان ما خطف الأضواء بتصدياته الحاسمة وشخصيته القيادية الهادئة داخل الملعب. 

    بأرقام مميزة، حيث لم تستقبل شباكه سوى خمسة أهداف في سبع مباريات بالدوري، أصبح الإسباني حديث الصحافة بفضل رباطة جأشه وقدرته الفائقة على إيقاف التسديدات الخطيرة، وتوزيع اللعب بقدميه الذي ناسب فلسفة فليك.

    لكن كرة القدم، كما عودتنا دائمًا، تحمل في طياتها تقلبات درامية، ففي خضم هذا التألق، تعرض جارسيا لانتقادات بعد تمريرة خاطئة تسببت في هدف أوفييدو الأول في المباراة الأخيرة. 

    ورغم ذلك، سارع فليك للدفاع عن حارسه الشاب، مشيدًا بأدائه العام وقيادته للخط الخلفي، في رسالة دعم كانت تهدف لرفع معنوياته. 

    إلا أن القدر كان يخبئ له اختبارًا أصعب، حيث كشفت الفحوصات الطبية عن إصابة في الغضروف المفصلي لركبته اليسرى، استدعت تدخلًا جراحيًا بالمنظار، وهي إصابة مشابهة لتلك التي تعرض لها زميله جافي، وإن كانت أقل خطورة بكثير، لكنها أتت في توقيت قاتل للفريق.

  • إعلان
  • FBL-ESP-LIGA-REAL OVIEDO-BARCELONAAFP

    "المنقذ" شتشيسني يعود للواجهة

    هذه النكسة المفاجئة أعادت الحارس المخضرم فويتشيك شتشيسني إلى الصورة من جديد، فالدولي البولندي، الذي أثبت كفاءته وقيمته الموسم الماضي عندما غاب مارك أندريه تير شتيجن للإصابة، يجد نفسه الآن أمام فرصة جديدة ليثبت أنه أكثر من مجرد حارس بديل موثوق. 

    ويمثل وجوده شبكة أمان للمدرب هانزي فليك، الذي تحدث بنبرة الواثق في مؤتمره الصحفي يوم السبت رغم الضربة التي تلقاها الفريق.

  • ماذا قال فليك؟

    وقال فليك: "غياب جوان جارسيا ليس جيدًا بالطبع، لقد كان في حالة فنية وبدنية رائعة، تعرض للإصابة أمام أوفييدو، لكن هذه هي كرة القدم". 

    وأضاف بحسم: "الآن، عاد "تيك" (لقب تشيزني)، إذا نظرتم إلى النصف الثاني من الموسم الماضي، ستجدون أننا فزنا بمعظم المباريات بوجوده في المرمى؛ لقد كان حاضرًا بقوة، وفزنا بثلاثة ألقاب معه".

    وأكمل: "إنه حارس مرمى رائع، وشخص رائع، ولا أشك في قدراته أبدًا". هذا التصريح يؤكد ثقة الجهاز الفني الكاملة في الحارس الذي صقلته تجارب كبرى مع آرسنال ويوفنتوس، والذي يمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع ضغط المباريات الكبرى.

  • RCD Espanyol de Barcelona v FC Barcelona - La Liga EA SportsGetty Images Sport

    جدول ناري في انتظار برشلونة

    يجد برشلونة بعض العزاء في فترة التوقف الدولي المقبلة، التي ستمنح الفريق متنفسًا وتخفف من ضغط المباريات خلال فترة غياب جارسيا. 

    ومع ذلك، فإن قائمة المباريات التي سيغيب عنها الحارس الإسباني تبدو مرعبة وقادرة على تحديد مسار الموسم، حيث تم تأكيد غيابه عن المواجهة النارية في دوري أبطال أوروبا ضد باريس سان جيرمان، وهي مباراة لا تختبر فقط طموحات برشلونة القارية بل تمثل تحديًا تكتيكيًا هائلاً أمام قوة هجومية ضاربة.

    وعلى الصعيد المحلي، سيغيب على الأقل عن ثلاث مواجهات صعبة في الدوري الإسباني أمام ريال سوسيداد في ملعبهم الصعب، وإشبيلية الطامح للعودة، وجيرونا الذي أصبح خصمًا عنيدًا.

    كل الأنظار الآن تتجه نحو مباراة الكلاسيكو، حتى لو عاد جارسيا في غضون أربعة أسابيع، وهو السيناريو الأكثر تفاؤلًا، فإن جاهزيته البدنية والفنية لخوض مباراة بهذا الحجم من التنافسية والضغط ستكون محل شك كبير. 

    بينما غيابه لستة أسابيع يعني تأكد غيابه عن القمة، وهو ما يمثل ضربة معنوية وفنية كبيرة لبرشلونة في أهم مباراة بالموسم، ليجد النادي نفسه في اختبار حقيقي لعمق تشكيلته وقدرته على تجاوز الصعاب في مرحلة مبكرة وحاسمة من الموسم.