Welbeck Chelsea gfx aiGoal AR

حطّمته الإصابات ونسيته الأضواء: في 23 دقيقة ضد تشيلسي.. ويلبيك يعود من حافة الاعتزال ليفترس أبطال العالم!

في عالم كرة القدم الحديث، حيث الأضواء مسلطة دائمًا على النجوم الشباب والأرقام الفلكية، تأتي أحيانًا قصص من الماضي لتذكرنا بمعنى الصمود والشغف الحقيقي. 

قصة داني ويلبيك هي واحدة من هذه الحكايات الملهمة، اللاعب الذي كان يومًا فتى مانشستر يونايتد المدلل ثم مهاجم آرسنال، والذي كاد أن يختفي من الذاكرة بعد أن طحنته الإصابات وأبعدته عن قمة المجد، عاد من جديد ليكتب فصلًا أسطوريًا في مسيرته.

ففي قلب ملعب ستامفورد بريدج، وفي ليلة كانت تبدو محسومة لأصحاب الأرض وأبطال العالم، نزل ويلبيك كبديل ليقلب الطاولة على تشيلسي، ويثبت أن الأبطال الحقيقيين لا يموتون أبدًا. 

  • FBL-ENG-PR-CHELSEA-BRIGHTONAFP

    23 دقيقة من السحر الخالص.. كيف يُقهر بطل العالم؟ 

    عندما دخل داني ويلبيك إلى أرض الملعب في الدقيقة 68، كان فريقه برايتون متأخرًا بهدف نظيف، وكانت المباراة تتجه نحو فوز روتيني لتشيلسي. 

    لكن ويلبيك كان لديه رأي آخر، في 23 دقيقة فقط، قدم نجم آرسنال السابق أداءً للتاريخ، وحول الهزيمة المحتملة إلى انتصار مدوٍ بنتيجة 3-1. 

    بدأت بصمته تظهر سريعًا، ففي الدقيقة 72 كاد أن يسجل هدفًا بتسديدة مرت بجوار القائم، لكنه لم ينتظر طويلاً، ففي الدقيقة 77، ارتقى بشكل رائع لكرة عرضية وأسكنها برأسه في الشباك، معلنًا عن هدف التعادل.

    وبينما كانت المباراة تتجه إلى نهايتها، وفي الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع، استلم ويلبيك الكرة داخل منطقة الجزاء وأطلق تسديدة صاروخية مذهلة في الزاوية العليا للمرمى، مسجلاً هدف حسم الانتصار القاتل الذي صدم الجميع.

    أرقامه في هذه الدقائق القليلة كانت خيالية: هدفان من 3 تسديدات، وتحرك في كل مكان، ليثبت أنه ما زال يمتلك تلك اللمسة الحاسمة التي تميز الكبار. 

  • إعلان
  • Trevoh Chalobah Danny Welbeck player ratings GFXGetty/GOAL

    معارك الجسد.. قصة الرجل الذي رفض أن يهزمه الألم

    لكي نفهم حجم ما فعله ويلبيك، يجب أن نعود بالزمن إلى غرف العلاج المظلمة التي قضى فيها جزءًا كبيرًا من مسيرته. 

    قصة ويلبيك هي قصة صراع مرير مع جسده، فمنذ شبابه، حين عانى من مرض يدعى "أوسجود-شلاتر" المؤلم الذي كاد أن يوقف تطوره، مرورًا بسلسلة لا تنتهي من إصابات الركبة التي أبعدته لفترات طويلة، وصولاً إلى اللحظة المروعة في عام 2018 حين تعرض لكسر مروع في الكاحل مع آرسنال، في إصابة توقع معها الكثيرون نهاية مسيرته.

    لقد كان ويلبيك على حافة الاعتزال أكثر من مرة، لكن في كل مرة كان يعود أقوى، مسلحًا بقوة عقلية فولاذية وروح لا تقهر، وانتصاره في ستامفورد بريدج لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل كان انتصارًا على كل لحظة ألم وشك مر بها. 

  • Danny Welbeck Manchester United goalGetty

    ابن مانشستر الذي لم ينسَ قلبه الغاني

    بعيدًا عن الملاعب، تكمن عظمة ويلبيك في شخصيته الإنسانية وارتباطه العميق بجذوره، فهو لم ينسَ أبدًا أنه دانيال ني تاكي مينساه ويلبيك، ابن المهاجرين الغانيين الذي ترعرع في شوارع مانشستر الصعبة. 

    هذا الارتباط تجلى في أفعاله، فخلال جائحة كورونا، تبرع بمبلغ 10,000 جنيه إسترليني لمدينة والدته في غانا، وساهم في بناء مدرسة هناك. 

    ويلبيك أثبت أن النجاح الحقيقي ليس فقط في تسجيل الأهداف، بل في رد الجميل للمجتمع الذي شكّل هويته، إنه يمثل نموذجًا للاعب الذي لم تجعله أضواء الشهرة ينسى من أين أتى. 

  • Chelsea v Brighton & Hove Albion - Premier LeagueGetty Images Sport

    بعيدًا عن الأضواء.. حيث يولد الأبطال من جديد

    كان من الممكن أن يستسلم ويلبيك بعد مغادرته لمانشستر يونايتد ثم آرسنال، وأن يقبل بأن أفضل أيامه قد ولّت، لكنه اختار طريقًا مختلفًا، طريقًا بعيدًا عن الضغط الإعلامي الهائل في الأندية الكبرى، ليجد نفسه من جديد في برايتون. 

    في هذا الفريق، لم يعد مطالبًا بأن يكون النجم الكبير بل أصبح ذلك اللاعب الخبير القادر على تغيير المباريات بخبرته ولمسته الحاسمة.

    ما فعله ضد تشيلسي يثبت أن قيمته لا تُقاس بعدد الدقائق التي يلعبها، بل بتأثيره في اللحظات التي يشارك فيها، لقد أثبت أن البطل الحقيقي لا يحتاج إلى الأضواء لكي يلمع. 

  • FBL-ENG-PR-CHELSEA-BRIGHTONAFP

    بيت القصيد

    بيت القصيد في قصة داني ويلبيك هو أنها تتجاوز كرة القدم، إنها حكاية عن الصمود في وجه الشدائد، وعن الوفاء للجذور، وعن الإيمان بالذات حين يشك فيك الجميع. 

    الهدفان اللذان سجلهما في شباك تشيلسي ليسا مجرد هدفين في مباراة، بل هما تتويج لسنوات من الكفاح والمعاناة والصبر.

    لقد ذكّر ويلبيك عالم كرة القدم بأن القصص الأكثر إلهامًا لا يكتبها دائمًا اللاعبون الأعلى سعرًا أو الأكثر متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل يكتبها أولئك الذين يسقطون مرارًا وتكرارًا، ثم ينهضون ليصنعوا لحظات خالدة كهذه.