فرض الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم يوم الخميس عقوبات على رئيس نادي إستوديانتيس دي لا بلاتا خوان سباستيان فيرون، والتشكيلة الأساسية للفريق بعد رفضهم تشكيل الممر الشرفي لنادي روساريو سنترال، الذي تم إعلانهم أبطال الدوري بعد تعديل قاعدة.
Getty Images Sportفيرون يتسبب في أزمة بالأرجنتين .. عقوبات قاسية ضد إستوديانتيس بسبب "الممر الشرفي" المثير للجدل لدي ماريا وزملائه!
Getty Images Sportماذا حدث؟
تمكن نادي روزاريو سنترال من حسم اللقب الجديد بعد أن أنهى الموسم المنتظم بمجموع نقاط بلغ 66 نقطة، محققًا بذلك أعلى رصيد نقاط بين جميع فرق الدوري على مدار مرحلتي أبرتورا وكلوسورا مجتمعتين.
لكن هذا الإنجاز لم يمر دون جدل، حيث قام لاعبو فريق إستوديانتيس دي لا بلاتا بالتصرف بطريقة احتجاجية واضحة خلال مباراة الدور الـ16 من بطولة كلوسورا يوم الأحد، وذلك عندما دخل لاعبو روساريو الملعب.
فقد أداروا ظهورهم بشكل جماعي نحو لاعبي الخصم، في لفتة رمزية رفضًا لتتويج روزاريو باللقب، الذي لم يكن منصوصًا عليه ضمن القواعد الأصلية للبطولة، مما أثار موجة من الجدل حول قانونية وسياق هذا التتويج الجديد.
وبحسب اللوائح السابقة للاتحاد الأرجنتيني، كان الفريق الذي يجمع أكبر عدد من النقاط على مدار الموسم السنوي يحصل فقط على مقعد للمشاركة في بطولة كأس ليبرتادوريس، دون أن يُمنح لقب رسمي للدوري.
وفي الوقت نفسه، كان من المقرر أن يواجه بطل مرحلة الأبرتورا، نادي بلاتينسي، بطل مرحلة الكلاوسورا، والذي سيتم تحديده الشهر المقبل، في مباراة كأس الأبطال نهاية العام، لتحديد من يُعتبر البطل الحقيقي على مستوى الموسم الكامل، بما يعكس التوازن بين القواعد التقليدية ونتائج الموسم.
AFPما هو قرار الاتحاد الأرجنتيني؟
وتم إصدار عقوبة صارمة بحق خوان سباستيان فيرون، نجم خط الوسط الأرجنتيني السابق ولاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق، حيث قررت لجنة الانضباط في الاتحاد الأرجنتيني توقيع إيقاف عليه لمدة ستة أشهر كاملة عن جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم، سواء داخل الملاعب أو خارجها، وذلك على خلفية حادثة رفضه هو والفريق تشكيل حرس الشرف لنادي روساريو سنترال خلال مباراة الدور الـ16 من بطولة كلاوسورا.
وأوضح بيان لجنة الانضباط أن العقوبة لم تقتصر على فيرون وحده، بل شملت أيضًا اللاعبين المشاركين في ما وصفته اللجنة بـ "السلوك المرفوض"، وتم توقيع عقوبات عليهم بالإيقاف لمباراتين رسميتين لكل لاعب. ويأتي هذا القرار في إطار التأكيد على ضرورة احترام قوانين المنافسات والروح الرياضية، وعدم المساس بمبادئ البطولة سواء من جانب اللاعبين أو الجهاز الفني.
ومن المقرر أن يتم تنفيذ هذه العقوبات في البطولة المقبلة، وهو ما يعني عمليًا أن اللاعبين سيكونون قادرين على المشاركة في مباراة ربع نهائي بطولة كلاوسورا التي ستقام يوم السبت المقبل ضد فريق سنترال كوردوبا، دون أن تؤثر العقوبات مباشرة على نتائج هذه المباراة.
كما أشار الاتحاد الأرجنتيني إلى أن تطبيق الإيقافات لن يكون على جميع اللاعبين في نفس المباريات، وذلك لضمان عدم تأثير العقوبات على نزاهة المنافسة الحالية وحماية سير البطولة بشكل عادل ومنصف، بما يحافظ على توازن المباريات ويتيح للفريق التنافس ضمن الظروف القانونية المحددة.
ما سبب الأزمة؟
قبل انطلاق الموسم الكروي الأرجنتيني مطلع العام الحالي، اتخذ الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم خطوة مثيرة للإهتمام، حيث قرر العودة لنظام "أبرتورا وكلاوسورا"، الذي يقسم الموسم إلى نصفين: يتوج فريق بطلًا لمرحلة الأبرتورا، وفريق آخر بطلًا لمرحلة الكلاوسورا، وهو النظام الذي كان يعرفه جمهور الكرة الأرجنتينية منذ سنوات طويلة.
ومع مرور الوقت، شهدت مرحلة الأبرتورا منافسات قوية، وتمكن نادي بلاتنسي من حصد لقب هذه المرحلة، في حين انطلقت مرحلة الكلاوسورا لتحديد بطل الدوري النهائي، وسط توقعات بأن يكون اللقب من نصيب أحد الفرق المتنافسة على الأرض مباشرة.
ولكن الأمور أخذت منحى غير متوقع الأسبوع الماضي، بعد اجتماع أعضاء الاتحاد الأرجنتيني، حيث أعلن الاتحاد بشكل رسمي منح لقب الدوري الأرجنتيني لنادي روزاريو سنترال، ليس بناءً على بطولة مرحلتي أبرتورا أو كلاوسورا، بل لأنه الفريق الذي حقق أكبر عدد من النقاط على مدار المرحلتين مجتمعتين.
هذا القرار جاء مع الإبقاء على بطلي الأبرتورا والكلاوسورا، ما يعني أن الموسم الحالي سيكون فريدًا من نوعه، إذ سيشهد وجود ثلاثة أبطال: بطل الأبرتورا، بطل الكلاوسورا، وبطل الموسم ككل عن مجموع النقاط.
سخرية الأندية والجماهير من القرار؟
وأثار هذا القرار موجة من الاعتراضات والسخرية بين الأندية والجماهير على حد سواء، ووُصف على نطاق واسع بـ "القرار المكتبي"، نظرًا لأنه لم يُمنح روزاريو سنترال الفرصة للاحتفال باللقب داخل الملعب أمام جماهيره، بل تم الإعلان عن تتويجه داخل أروقة الاتحاد، بعيدًا عن أجواء المنافسة المباشرة.
كما أثار القرار جدلاً واسعًا حول من هو البطل الحقيقي للموسم، خاصة مع ظهور ثلاثة أبطال في موسم واحد لأول مرة في تاريخ الدوري الأرجنتيني، ما جعل المشهد الكروي مليئًا بالارتباك والتساؤلات حول عدالة هذا الأسلوب في منح الألقاب.

