مدافع رغم أنفه ومرموش لم يفك نحسه .. إرلينج هالاند يسقط أمام أستون فيلا بـ"لعبة جولف" ونفس خطأ ليفربول!

المهاجم الشامل، هو مصطلح بات متعارفًا عليه في كرة القدم الحديثة، بأن يمارس المهاجم أكثر من دور، ولا يكتفي بالتواجد داخل المنطقة، في انتظار استقبال الكرات من زملائه لتسجيل الأهداف، بل قد يشارك في بناء الهجمة، ويمارس أدوارًا دفاعية أيضًا.

ليس غريبًا أن نجد هالاند يتراجع للوراء، من أجل البحث عن بناء الهجمات، بل الغريب أن يظل إرلينج في المنطقة الخلفية، كأنه مدافع أو محور ارتكاز،  ما يعطي مؤشرًا حول معاناة مانشستر سيتي، في المباراة، والتي ساهمت في تقدم أستون فيلا.

أستون فيلا ترك لعبة "الاستحواذ" إلى السيتي، بينما استغل المرتدات السريعة، لشن ضغط كبير على كتيبة جوارديولا، ما استدعى تراجع هالاند إلى منطقة السيتي للمساهمة في عملية الدفاع.

ورغم ذلك، إلا أن مانشستر سيتي ارتكب أخطاءً في المباراة، على غرار ما فعله ليفربول بالأمس أمام برينتفورد، من حيث أخطاء التمريرات، واستغلال الخصم للدفاعات المُتقدمة، وأضف عليها قدرة فيلا، على إيصال الكرة بين الخطوط إلى المرمى.

نقطة أخرى: جوارديولا اعتمد طريقة 4-1-4-1، بتواجد رايندرز، وأمامه الرباعي سافينيو وبرناردو سيلفا وفيل فودي وأوسكار بوب، في الوسط، وأمامهم إرلينج هالاند، فيما كان أداء السيتي مؤشرًا على خطأ ارتكبه المدرب الإسباني، بأنه اهتمّ بتقوية الجانب الهجومي، وخلق كثافة عددية في الهجوم، وجدت صعوبة بالغة في اجتياز دفاع فيلا "المحكم"، مع تقدم الدفاع الذي كلف السيتي، تحولات هجومية أسفرت عن أكثر من انفراد أمام الحارس دوناروما.

من المتعارف عليه عندما تواجه فريقًا يحكم دفاعه أمامك، أن تلجأ إلى سلاحٍ من اثنين؛ إما الكرات الثابتة أو التسديد من خارج المنطقة.

المثير في الأمر، أن أستون فيلا هو طبق تلك النظرية أمام مانشستر سيتي، رغم أن سيناريو المباراة يقول إن السيتي هو من كان يستحوذ وكتيبة أوناي إيمري تعتمد على تأمين الدفاع والتحولات السريعة.

ما رأيناه في هدف أستون فيلا في الدقيقة 19، بمثابة "سيناريو مقلوب"، تواجد هالاند فيه برفقة الدفاع، فيما قرر الظهير ماتي كاش، أن يلعب دور المهاجم، وأرسل تصويبة مباغتة "رائعة"، سكنت الشباك، ويحتفل على طريقة "الجولف"، والصدفة أن إرلينج كان أمامه لحظة التسديد.

ما حال إرلينج هالاند مع أستون فيلا؟ فرغم تسجيله هدفًا في أولى مواجهة بينهما في موسم 2022-2023، إلا أنه لم ينجح في زيارة الشباك في آخر 4 مباريات، بما فيها لقاء اليوم، بل إنه تلقى الخسارة الثالثة مع السيتي في 5 مباريات أمام فيلا.

وعانى هالاند من صعوبة إيصال الكرة إليه من قِبل زملائه، في ظل إحكام السيطرة عليه، كما نجح لاعبو فيلا في إجبار النرويجي على التراجع كثيرًا إلى الخلف، للتعامل مع الكرات المرتدة.

وتوقف قطار إرلينج هالاند عند التسجيل في 6 مباريات متتالية في البريمييرليج، ليتأجل حلم الاقتراب أكثر من دخول نادي المئة هدف مع الدوري الإنجليزي، حيث سجل 96 هدفًا في 106 مباراة.

وقرر بيب جوارديولا أن يمنح الفرصة لعمر مرموش، ليشارك بديلًا لسافينيو في الدقيقة 84، حيث يواصل المصري خطواته للعودة تدريجيًا إلى الملاعب، بعد عودته من إصابة في أربطة الركبة، غيبته عن الملاعب لفترة طويلة.

ورغم أن جوارديولا يصرّ على مشاركة مرموش في الجهة اليمنى، رغم كونه جناح أيسر في الأصل، إلا أنه أعطاه الحرية في استغلال المساحات في العمق، وأن يكون مهاجمًا ثانيًا مع هالاند.

ورغم قلة دقائق المشاركة، إلا أن عمر مرموش كاد أن يفك لغز هالاند، ويساعده على كسر النحس أمام الحارس إيميليانو مارتينيز، بفرصتين محققتين على النحو التالي..

* الدقيقة 87: مرموش يصنع الفرصة بالتمرير إلى ريان شرقي والذي أرسل عرضية إلى هالاند قبل أن يبعدها الدفاع.

* الدقيقة 89: مرموش يتسلم تمريرة بينية، ليرسل عرضية وضعها هالاند في الشباك، قبل أن يصطدم النرويجي في العارضة، إلا أن حكم الراية قال كلمته، في إلغاء الهدف، بداعي وقوع مرموش في مصيدة التسلل.