كشف الوسيط الأهم في حل أزمة إيمريك لابورت وانتقاله من النصر إلى أتلتيك بيلباو عن كواليس ما حدث في أغسطس الماضي، فما الذي قاله؟
Getty Images Sport"وضعه كان حرجًا للغاية" .. وسيط حل أزمة النصر وإيمريك لابورت يكشف كواليس انتقاله لأتلتيك بيلباو
ما القصة؟
اتفق النصر وأتلتيك بيلباو على انتقال المدافع الإسباني لصفوف الأخير ليُحقق حلمه بالعودة إلى ناديه السابق، لكن لم تتم الصفقة لتأخر النصر في تقديم الأوراق اللازمة لإتمام الانتقال، ما اضطر أتلتيك بيلباو إلى رفع القضية للفيفا.
بيلباو لجأ إلى فيفا لإتمام الصفقة لكن الرد الأول جاء بالرفض، وبعدها انتقلت القضية إلى غرفة فض المنازعات والتي وافقت بالفعل على طلب النادي الإسباني واعتمدت انتقال لابورت إلى صفوفه.
فيفا سمح للاتحاد الإسباني لكرة القدم (RFEF) بالحصول على شهادة الانتقال الدولية (ITC)، ليُفتح الطريق أخيرًا أمام لابورت لتوقيع عقدٍ يمتد لثلاثة أعوام مع الفريق الباسكي.
لابورت يلوم النصر ويؤكد: لم تكن مسألة مال!
كشف لابورت، في أول تصريحاته الإعلامية بعد إتمام انتقاله إلى أتلتيك بيلباو، عن تفاصيل قصة رحيله عن النصر السعودي، مُحمّلًا النادي مسؤولية تأخير عودته إلى صفوف الفريق الباسكي.
وأوضح المدافع الدولي الإسباني أن تركيز إدارة النصر على الجوانب المادية كاد أن يُفشل الصفقة، رغم أنه عبّر منذ البداية بوضوح عن رغبته في العودة إلى ناديه الأم. وقال لابورت: "عندما بدأنا التفاوض مع النصر، كنت صريحًا بشأن نيتي العودة إلى أتلتيك بيلباو، فهذا كان هدفي الوحيد."
وأضاف: "مررت بلحظات شك كثيرة، وجدت نفسي في موقف صعب. عندما لا يرغب الطرف الآخر في التفاوض، لا يمكنك فعل شيء. كان الوضع معقدًا، لكن من خلال الحوار تمكّنا في النهاية من إيجاد حل."
وأكد لابورت أن النصر تلقى عروضًا مالية أكبر من أندية كبرى كانت مستعدة لدفع مبالغ طائلة، وهو ما جعل النادي السعودي يتردد في السماح برحيله. ومع ذلك، تمسّك اللاعب بموقفه، ووافق على تقديم تنازلات مالية كبيرة لتحقيق حلم العودة إلى سان ماميس.
واختتم لابورت حديثه قائلاً "العودة إلى أتلتيك لم تكن مسألة مال، بل كانت قرارًا شخصيًا. كنت سأعود مهما كان الثمن".
ووصف عودته بأنها تجربة مؤثرة للغاية، مشيرًا إلى أنه شعر "بقشعريرة" عند سماع نشيد النادي مجددًا، واستعاد "رائحة طفولته" عند دخوله ملعب ليزاما حيث نشأ وتكوّن كلاعب.
Getty Images Sportكواليس قرار فيفا
رابطة اللاعبين الإسبان (AFE)، برئاسة ديفيد أغانثو، لعبت دورًا حيويًا في إقناع الفيفا للسماح للابورت بالعودة لارتداء قميص أتلتيك بيلباو بعد التعقيدات الإدارية التي وقعت في اليوم الأخير من سوق الانتقالات الصيفية.
وقد حضر أغانثو مؤتمر World Summit 2025 في مدريد لتوضيح هذا الملف الذي تم حله بنجاح، وتوّج بعودة المدافع للعب مع منتخب إسبانيا ضد بلغاريا في بلد الوليد، بعد ما يقارب عامًا من آخر مباراة دولية له تحت قيادة لويس دي لا فوينتي.
احتفل أغانثو بانتقال لابورت إلى أتلتيك وشرح أحداث نهاية أغسطس حيث تدخل بين الفيفا ونادي النصر، إذ قال "إنه يستحق ذلك. شخص رائع، وكان في وضع حرج حيث كان عالقًا بين الأندية. تمكنا من التحدث مع الفيفا، والحقيقة أن الأمر تم حله بشكل جيد. والأهم أنه تمكن من اللعب في الفريق الذي أراد، أتمنى له كل التوفيق."
لابورت حقق هدفه الأهم
كان المدافع الإسباني قد قال أن الدافع الرئيسي وراء انتقاله إلى بيلباو هو تعزيز فرصه في العودة إلى المنتخب الإسباني قبل كأس العالم 2026. وأكد لابورت أنه كان على اتصال منتظم مع مدرب المنتخب الإسباني لويس دي لا فوينتي طوال عملية الانتقال.
حيث قال: "كان على علم بكل ما يحدث وكان دائمًا يطمئنني. العودة إلى هنا هي أيضًا قرار مهم بالنسبة لي من حيث الحفاظ على لياقتي البدنية في نهاية الموسم والقدرة على المشاركة في كأس العالم".
صاحب الـ31 عامًا حقق هدفه بالفعل وعاد لصفوف المنتخب الإسباني في التوقف الأخير، وقد خاض مواجهة بلغاريا في تصفيات أوروبا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 كاملة، وهي الأولى له بالقميص الوطني منذ مواجهة الدنمارك في دوري الأمم الأوروبي في نوفمبر 2024.
ماذا قدم لابورت مع النصر؟
المدافع المتوج مع منتخب إسبانيا بلقب يورو 2024 انضم للعالمي في صيف 2023 قادمًا من مانشستر سيتي مقابل 27.5 مليون يورو، وبعقد يمتد لنهاية يونيو 2026.
شارك لابورت في 69 مباراة بمختلف البطولات، سجل خلالها تسعة أهداف وصنع هدفًا وحيدًا، لكنه لم يحقق أي بطولة رسمية مع النادي السعودي.
ولم تكن نهاية الرحلة جيدة للطرفين، حيث استبعد اللاعب من المباريات الأخيرة في الموسم الماضي بسبب خلافات مع المدرب السابق ستيفانو بيولي، والذي رحل بنهاية الموسم وجاء بدلًا منه البرتغالي جورج جيسوس صاحب النجاحات الكبيرة مع الهلال.



