أولمبياد باريس | ثلاثية إسبانيا الذهبية تكتمل .. فرنسا بوابة لصُنع "بعبع أوروبا والعالم" وتحية خاصة إلى برشلونة

في أقل من شهر واحد فقط.. توّجت إسبانيا بـ"3 ألقاب كبرى" في منافسات كرة القدم، وفي ثلاثة أعمار مختلفة.

منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم توّج بلقب بطولة كأس أمم أوروبا، التي استضافتها ألمانيا على أراضيها، يوم 14 يوليو 2024.

وبعد أسبوعين وتحديدًا في 28 يوليو 2024؛ توّج منتخب إسبانيا تحت 19 سنة، بلقب بطولة كأس أمم أوروبا، التي استضافتها إيرلندا الشمالية على أراضيها.

وبتاريخ التاسع من أغسطس 2024.. توّج منتخب إسبانيا تحت 23 سنة، بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية، التي استضافتها العاصمة الفرنسية "باريس".

هذه الإنجازات الكبيرة تؤكد على عودة إسبانيا مجددًا؛ لأن تكون "بعبع أوروبا والعالم"، في تكرار للفترة الذهبية التي امتدت من 2008 إلى 2012.

إنجازات إسبانيا الكروية، والتي تحققت خلال شهر واحد فقط، وفي ثلاثة أعمار مختلفة - كما ذكرنا -؛ جميعها مرت من بوابة فرنسا.

منتخب إسبانيا الأول توّج بلقب كأس أمم أوروبا 2024؛ بعد أن تخطى عقبة فرنسا في المربع الذهبي، بهدفين مقابل واحد؛ قبل أن ينتصر بنفس النتيجة في المباراة النهائية، على نظيره الإنجليزي.

أما المنتخب الإسباني تحت 19 سنة، فتوّج بلقب كأس أمم أوروبا 2024؛ بعد الفوز على نظيره الفرنسي، بهدفين مقابل لا شيء، في المباراة النهائية.

لم يقف الإسبان عند ذلك؛ حيث واصلوا "إذلال" الفرنسيين، وهذه المرة على أراضيهم ووسط جماهيرهم، بالفوز (5-3) في مباراة "الميدالية الذهبية"، بدورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024".

عندما كانت إسبانيا تسيطر على أوروبا والعالم كرويًا، في الفترة من 2008 إلى 2012؛ كان ذلك متزامنًا مع العصر الذهبي للفريق الكتالوني برشلونة.

ومع تراجع برشلونة كرويًا، اتضح تأثر المنتخب الإسباني بذلك؛ حيث ابتعد هو الآخر عن منصات التتويج لسنواتٍ ليست بالقليلة.

لكن مؤخرًا.. عاد نادي برشلونة لمساعدة إسبانيا من جديد، على اعتلاء منصات التتويج؛ حتى ولو كان الفريق الكتالوني لا يزال يُعاني من مشاكل فنية واقتصادية وإدارية.

وعلى الرغم من هذه المعاناة؛ إلا أن برشلونة اكتشف مؤخرًا عددًا من المواهب الكروية الكبيرة، التي تم اختيارها للفئات السنية المختلفة في إسبانيا.

جوهرة برشلونة لامين يامال على سبيل المثال؛ كان أحد أهم عناصر منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، في التتويج بلقب كأس أمم أوروبا 2024؛ بل أنه حصل على جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.

كذلك.. لعب جناح برشلونة الصغير داني رودريجيز، دورًا كبيرًا للغاية؛ في حصول منتخب إسبانيا تحت 19 سنة، على لقب كأس أمم أوروبا 2024، في هذه الفئة.

وأخيرًا.. يظهر دور فيرمين لوبيز - وهو اكتشاف برشلونة الكبير -، في حصول منتخب إسبانيا تحت 23 سنة، على "الميدالية الذهبية"، في دورة الألعاب الأولمبية 2024.

فيرمين سجل 6 أهداف في دورة الألعاب الأولمبية، من بينهم ثنائية في الشباك الفرنسية بـ"المباراة النهائية"؛ كما أنه ساهم في جميع اللقاءات الإقصائية بالبطولة.

وبخلاف هذه الأسماء.. هُناك العديد من اللاعبين الآخرين في برشلونة، الذين توّجوا مع إسبانيا بـ"البطولات الثلاثة"، وكان لهم دورًا كبيرًا للغاية في ذلك.

كان الأسطورة الفرنسية تيري هنري، قريبًا للغاية من أن يحقق أول لقب شخصي له كـ"مدرب"؛ بعد نجاحه الأسطوري كلاعب.

هنري الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب كلاعب، تولى القيادة الفنية لمنتخب فرنسا تحت 23 سنة، في دورة الألعاب الأولمبية "باريس 2024"، وصعد معه إلى النهائي.

وتمكن المنتخب الفرنسي من إيصال المباراة النهائية بـ"أولمبياد باريس 2024"، إلى الشوطين الإضافيين، بعد التعادل القاتل (3-3) مع إسبانيا؛ إلا أن هنري فشل في التعامل تكتيكيًا في أوقات الحسم؛ ليخسر الميدالية الذهبية.

فشل هنري - بين قوسين - في الأولمبياد؛ يأتي كـ"حلقة جديدة" من السقوط الكبير لهذا الاسم الأسطوري في عالم التدريب؛ سواء كمساعد أو كمدير فني.

وعمل هنري كـ"مساعد مدرب" مع الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا، ولكنه فشل في التتويج بأي لقب؛ وهو الأمر الذي تكرر عندما تولى منصب المدير الفني لناديي موناكو الفرنسي ومونتريال الكندي.

وبالتالي.. يؤكد تيري هنري مقولة "ليس شرطًا أن يصبح كل لاعب كبير (مدربًا ناجحًا)"؛ والدليل على ذلك هو الأسطورة الأرجنتينية الراحلة دييجو أرماندو مارادونا، الذي فشل بشكل رهيب كـ"مدير فني"، على الرغم من سحره وعبقريته عندما كان يلامس الكرة كلاعب.