مؤشر أنسو فاتي يتجه للأسفل: على موناكو الحذر من تحوّله للاعب "منبوذ" بعد صدام برشلونة!

عندما قرر برشلونة إعارة أنسو فاتي إلى صفوف موناكو، في صيف 2025، لم يتوقع أشد المتفائلين بأن هذا اللاعب الذي كان يمر بمستويات متراجعة مع النادي الكتالوني، سينفجر وتبرز موهبته بقوة في بداية رحلته مع موناكو.

أنسو فاتي بات أسرع لاعب إسباني يصل إلى 5 أهداف في الدوري الفرنسي، ليحقق رقمًا قياسيًا ظل صامدًا منذ عام 1948.

ورغم ذلك، إلا أن المدير الرياض لموناكو، سكورو، لم يأبه لهذا النجاح المبكر، مؤكدًا أن نادي "الإمارة" لن يحسم قراره مطلقًا بشأن مستقبل فاتي، ومدى إمكانية شراء عقده بصورة نهائية، في الوقت الحالي، بل سينتظر قبل اتخاذ أي قرار بشأن مستقبله طويل الأجل.

يأتي ذلك في ظل تقرير صادر من صحيفة "سبورت"، قبل أيام، يفيد بأن برشلونة لا يفكر في استعادة أنسو فاتي بعد انتهاء إعارته لموناكو، في الموسم المُقبل، بل سينتظر استمراره في التألق، انتظارًا لتفعيل إدارة النادي الفرنسي، لخيار بقيمة 11 مليون يورو، من أجل تحويل إعارة الجناح الإسباني إلى انتقال نهائي.

وبعد بداية "مثالية"، شهد تسجيل 6 أهداف في أولى أربع مباريات، تراجع أنسو فاتي نسبيًا، وغاب عن التهديف في آخر 4 مباريات، حيث لم يتمكن من التسجيل، سواءً أمام أنجيه وتولوز في الدوري الفرنسي، أو ضد مانشستر سيتي وتوتنهام في مرحلة الدوري، من بطولة دوري أبطال أوروبا.

ورغم أن فاتي قد لاحت له أكثر من فرصة، أمام مرمى الحارس ريستاس، إلا أنه لم يتمكن من زيارة الشباك، قبل أن يقرر المدرب استبداله.

وتمثلت أبرز لقطات أنسو فاتي أمام تولوز، في ثنائيته مع الياباني تاكومي مينامينو، لاعب ليفربول السابق، خلف المهاجم فلوريان بالوجون.

من يشاهد أولى 10 دقائق، يرى تعاونًا كبيرًا بين فاتي ومينامينو، وتنوعًا في الهجوم على مرمى ريستاس، بين الدقيقة السادسة، بتمريرة من لاعب ليفربول السابق، التي منحت أنسو انفرادًا تامًا، قبل أن ينجح حارس تولوز في التصدي للكرة.

وقرر ابن نادي برشلونة أن يرد الهدية إلى مينامينو بتمريرة عرضية، حاول الياباني استغلالها برأسية لم تفلح في إيجاد طريقها نحو الشباك.

ولكن، ما جاءت الدقيقة 35، حتى انقلب التعاون إلى سوء تنسيق بين اللاعبين، أهدر واحدة من أخطر فرص المباراة، حيث حاولا استغلال ارتداد الكرة من الحارس، بعد التصدي لتسديدة بالوجون، ليتدخلا على الكرة في آن واحد، إلا أن أنسو فاتي كان أسرع بـ"ملليمتر" ليسدد كرة مرت بجوار القائم.

إذا نظرنا للوجه الإيجابي في أداء أنسو فاتي، فإن موهبة برشلونة يملك قراءة جيدة في خلق مساحة لنفسه، والبحث عن أفضل زاوية في الملعب، لبناء هجمة أو الإنهاء أمام المرمى.

هذا الأمر وضح جليًا في لقطة هدف موناكو الذي سجله محمد ساليسو مبكرًا في الدقيقة الثالثة، من كرة عرضية ذهب إليها الجميع، قبل أن يضعها ساليسو برأسية، إلا أن فاتي اتخذ قرار التراجع قليلًا للخلف داخل المنطقة، تحسبًا لارتداد الكرة، من أجل تنفيذ "الكرة الثانية".

وتنوع أداء أنسو فاتي بين "صانع الألعاب" والجناح المتأخر، كما اعتمد على التراجع إلى الخلف في حالة التحولات الهجومية من لاعبي تولوز، والانطلاقات من الجهة اليسرى.

وبلغة الأرقام، فإن أنسو فاتي سدد كرتين خلال المواجهة، منها واحدة على المرمى، بينما أهدر فرصتين محققتين، فيما أرسل 8 تمريرات قصيرة صحيحة من أصل 11، بنسبة دقة بلغت 73%، كما أرسل عرضية واحدة ناجحة، وكرتين طويلتين ناجحتين بنسبة 100%، فضلًا عن استعادة الكرة مرة واعتراض المنافس أخرى، والتفوق في المواجهات الثنائية - الأرضية والهوائية - حيث كسب 3 التحامات بدنية من أصل أربعة.

ربما لا يزال الحديث باكرًا عن تقييم مستوى أنسو فاتي، كونه يخوض المواجهة الثامنة مع موناكو، إلا أن تصادم المواقف بين برشلونة وموناكو، من شأنه أن يؤثر سلبًا على الجناح الذي بات متفائلًا بشأن إمكانية استدعاؤه قريبًا لمنتخب إسبانيا.

وكان فاتي قد أثار جدلًا برفضه مصافحة المدرب عند تبديله في المباراة الماضية أمام أنجيه، إلا أنه هذه المرة، قرر الحل السلمي، رغم خروجه في الدقيقة 60، حيث رصدته عدسات المباريات، وهو يصافح زملائه ودكة البدلاء بعد المغادرة، وهذه رسالة إيجابية للاعب الذي ينبغي عليه الابتعاد عن إثارة الأزمات.