شُبه بهتلر واتهم بالعنصرية ودواء الإسهال أنقذه من مصير أدريانو .. حكايات "قاهر السرطان" أتشيربي

انتقل أتشيربي في 2012 من كييفو إلى ميلان بعد أقل من عام من ظهوره مع فريق "الحمير الطائرة"، ولكن تألق المدافع الإيطالي الشاب في ذلك الوقت دفع الروسونيري لضمه، ليحقق حلم حياته للعب للفريق الذي شجعه كطفل بحسب حواره مع "أولتيمو أومو" والذي بعد ذلك نشر كاملاً في الكتاب الذي ألفه أثناء فترة المرض لأنه كان يعتقد أنه لن يلعب مجددًا، وحمل عنوان "كل الأمور بخير".

تجربة أتشيربي مع ميلان لم تدم أكثر من 6 أشهر ليرحل سريعًا إلى جنوى الذي كان يملك بالفعل نصف بطاقته بالشراكة مع كييفو، وكان السبب وقتها سوء المستوى، ولكن بعد ذلك تم الكشف عن السبب الحقيقي.

كشف أتشيربي مع "لاجازيتا" و"أولتيمو أومو" عن أنه في بداية مشواره وحتى 2013 كان يملك شخصية مغايرة تمامًا، إذ كان يتعامل مع الكرة بعدم احترافية، ويسهر ويشرب باستمرار: "كانت الكرة بالنسبة لي مجرد ساعتين تدريب، وكنت شخص قوي بدنيًا قادر على فعل كل ذلك والتعافي سريعًا واللعب والتدرب بشكل جيد، لم أكن أحترم نفسي ولا عملي ولا من يدفع لي".

تلك التصرفات لم تخف عن ميلان ونائب رئيسه وقتها أدريانو جالياني الذي حاول إبعاد أتشيربي بعد ضمه للروسونيري عن حياة الأضواء، فجعله يسكن خارج ميلانو، ولكن بحسب النجم الإيطالي فإنه لم يبال كثيرًا وكان يسهر كل ليلة حتى الساعات الأولى.

في نفس الحوار الذي كشف فيه الكثير من الأسرار مع "أولتيمو أومو"، كشف أتشيربي عن أنه لعب كرة القدم بشكل احترافي فقط ليجعل والده فخورًا به، خصوصًا وأنه الثنائي بحسب المدافع الإيطالي تمتعا بعلاقة قوية وحميمة: "بدأت كحارس مرمى، والدي لم يؤمن أبدًا بأنني سأكون لاعباً في السيري آ، أنا لعبت الكرة لأثبت له نجاحي".

وفاة والد أتشيربي أثناء فترته في ميلان جعلت أتشيربي يصاب بالاكتئاب، واتجاهه لإدمان الكحوليات للهرب من التعامل مع ألم فقدان والده، لدرجة تفكيره في اعتزال اللعبة كما كشف لوالدته وصديقه المقرب ونجم كييفو وقتها ألبرتو بالوسكي، في موقف شبيه لما مر به نجم آخر لإنتر، أدريانو.

في 2013، انتقل أتشيربي لساسوولو في محاولة لإعادة إحياء مشواره، ولكن أثناء إجراء الفحوصات الروتينية الطبية لإتمام الصفقة، اكتشف أطباء النادي إصابة اللاعب بسرطان الخصية.

يحكي نجم إنتر الحالي كيف كان وقع تشخيصه بالمرض الخبيث للمرة الأولى مع "أولتيمو أومو": "أشكر السرطان على تعرفه علي، بفضل هذا السينيور تغيرت حياتي".

وأتبع: "في المرة الأولى مع المرض لم يتغير شيئًا في شخصيتي، خضعت للجراحة وأزلت الورم وعدت للعب، وعدت لشخصيتي كما هي دون تغيير خارج الملعب".

شهور قليلة، وهاجم السرطان أتشيربي من جديد، بالتحديد في نوفمبر بعد أن كان استعاد عافيته وأصبح أحد أبرز لاعبي ناديه، وذلك بعد فشله في اختبار للمنشطات كشف عودة المرض، وهذه المرة ردة فعل النجم الإيطالي اختلفت.

يقول مع "أولتيمو أومو": "هذه المرة خضعت للعلاج الكيميائي وبالتالي لا تدريب ولعب، فقدت شعري وأصبت بالغثيان وكل الأعراض الجانبية للدواء، كنت أصرخ في المنزل مخاطبًا المرض أخرج أخرج! ولكن استمريت في نفس أسلوب حياتي والسهر حتى السابعة صباحًا واستغربت لماذا لم يغيرني المرض".

موقف غريب كان السبب الغير متوقع وراء تغير أتشيربي..

يكمل أتشيربي: "التغير لم يحدث إلا بعد هزيمتي للسرطان للمرة الثانية، في أحد الأيام نفذ الدواء المضاد للغثيان، اتصلت بالطبيب لأجدد الوصفة، ليصدمني بأنني كنت أتعاطى دوائًا للإسهال كل ذلك وليس الغثيان، هنا أدركت قوة عقلي، إذا كان دواء الإسهال فعل ذلك، فعقلي قادر على التغير".

يقول أتشيربي إن في تلك الفترة ب2014 تغير الكثير، بدأ في الابتعاد عن الكحوليات والسهر، وكذلك عن الأشخاص السيئين في حياته.

أثناء تلك الفترة الصعبة والعلاج الكيماوي، تلقى أتشيربي مكالمة خاصة من معشوقه الأول بحسب "كورييري"، جورج وياه.

النجم الليبيري حاله كحال جمهور الكرة كان يتابع رحلة تعافي أتشيربي، وقرر التواصل معاه هاتفيًا وتشجيعه، مكالمة لعبت دورًا كبيراً في تغير شخصية النجم الإيطالي بحسب الصحيفة.

كشفت "كورييري" عن أن إصابة أتشيربي بالسرطان أحيت الواعز الديني بحياته، فأصبح يصلي مرتين في اليوم، وفي 2018 هو وروبرتو مانشيني خضعا لمراسم التخليص من الذنوب بأحد الكنائس، وهو ما علق عليه قائلًا: "لن أصبح قسيساً ولن يبتعد عني الجدل ولكن الآن أعرف الجيد من السيء".

في الموسم السابق لانتقاله مباشرة من لاتسيو لإنتر، أصبح أتشيربي عدوًا لجماهير النيراتزوري وتم اتهامه بالتلاعب بسبب ابتسامة تلت هدف ميلان في اللحظات الأخيرة ضد لاتسيو وخطفت 3 نقاط للروسونيري ساعدته في حسم اللقب على حساب إنتر.

في الموسم الماضي، شهدت مباراة إنتر ونابولي موقفًا جمع أتشيربي بمدافع الضيوف ولاعب إنتر السابق جوان جيسوس، إذ اتهم الأخير مدافع إنتر بالعنصرية وأنه نعته بالأسود، ولكن أتشيربي قال إنه استخدم مصطلح "ti faccio nero"، أي سأقوم بضربك بقسوة.

تم فتح تحقيق رسمي مع لاعب إنتر، ولكن لم يتم إثبات إدعاءات اللاعب البرازيلي بحق أتشيربي، وإن كان جمهور نابولي حتى الآن يصفه بالعنصري، وأصبحت مادة للتندر للجمهور الإيطالي عامة.

في بداية مشواره، كان أشيربي يقوم بحلاقة شاربه بالكامل ويترك جزءاً صغيراً في المنتصف، الأمر الذي تسبب في أن يطلق عليه بعضاً من الجماهير "هتلر" بسبب التشابه في التقليعة مع الزعيم الألماني الشهير!

في حوار سابق مع "لاجازيتا"، كشف أتشيربي عن حبه للنوتيلا لدرجة تناولها يوميًا: "أكرر وجباتي بشكل يومي، في الإفطار بيضة وخبز ونوتيلا، في الغداء بروتين، وفي العشاء الباستا".

قبل فترة المرض، كان أتشيربي يحتل العناوين الأولى بسبب علاقاته مع أشهر العارضات الإيطاليات واللاتينيات، حتى استقر في 2021 مع كلاوديا سكارباري، المحامية التي اعترفت بأنها لم تكن تفقه شيئًا في كرة القدم حتى رأت ابتسامته على الشاطيء يومًا بحسب تصريحات نقلتها "لاجازيتا"، ومن يومها لا تغيب عن حضور مباريات إنتر، بل وكانت مع الفريق في برشلونة للقاء الذهاب في "مونتجويك".

خلع أتشيربي لقميصه للاحتفال بالهدف ضد برشلونة أظهر الوشوم العديدة التي يتمتع بها الإيطالي، ومعظمها ذات صلة خاصة بحياته الشخصية مثل الأسد على جسده الذي يرى أنه يمثل قوة شخصيته ضد المرض والمكافحة ضد شخصيته القديمة بحسب تصريحات سابقة، بالإضافة لوشوم شخصيات كرتونية مثل أبطال فيلم مدغشقر، والتي بحسب وسائل التواصل هي إهداء لبنتيه فيتوريا ونالا، بالإضافة لأقوال لباولو كويلو وألبرت أينشتاين.