آرسنال ومانشستر سيتي | قمة انتصر فيها ليفربول .. خطأ جوارديولا أفسد كل شيء وعليك الحذر يا أرتيتا من "خدعة صلاح"!

من يعرف مانشستر سيتي جيدًا، يشاهد متعة كروية قائمة على لعبة الاستحواذ والضغط الهجومي وتسجيل الأهداف الكثيرة، ولكن يبدو أن جوارديولا قرر أن يخدع أرتيتا، فقرر أن يلعب بوجه مغاير تمامًا في الكلاسيكو.

جوارديولا قرر أن يكون "دفاعيًا"، ففوجئ لاعبو آرسنال بمنافس يتواجد لاعبوه العشرة في منطقته، دون محاولات كثيرة على مرمى الحارس رايا، فبينما يلعب مانشستر بطريقة 4-1-4-1، إلا أن المنطقة الخلفية كثيرًا ما كانت تشهد تواجد 5 و6 لاعبين أيضًا، مع اللعب بسلاح المرتدّات السريعة، والتي تفوق فيها السيتي بالمهارات الفردية، ليحرز هالاند هدفًا مبكرًا في الدقيقة التاسعة.

ووجد لاعبو الجانرز حائطًا دفاعيًا منعهم من محاولة الهجوم من العمق، ليلجأ إلى سلاح اللعب على الأطراف، والاعتماد على ارتداد الكرة من الدفاع، لتوجيه تسديدات مباغتة من خارج منطقة الجزاء.

وتأكيدًا على هذا الأمر، فقد قرر جوارديولا أن يزيد من التكتل الدفاعي، في الشوط الثاني، بعدما قرر استبدال الجناح الهجومي فيل فودين، بالمدافع ناثان آكي، خاصة بعدما بات آرسنال أكثر خطورة بنزول الثنائي بوكايو ساكا، العائد من غياب 4 أسابيع للإصابة، وكذلك إبريتشي إيزي.

وبينما كانت المباراة تتجه نحو النهاية، استغل آرسنال نفس لعبة السيتي، من كرة مرتدّة سريعة، سجل منها جابرييل مارتينيلي هدف التعادل في الدقيقة 90+3.

"إذا خدعتني مرة فعار عليك، وإذا خدعتني مرتين فعار عليّ أنا" .. هذا لسان حال المدرب ميكيل أرتيتا، الذي يبدو أن أصيب بثقة زائدة، إزاء الترشيحات المستمرة للجانرز بأنه سيكسر صيامه أخيرًا، وسيكون المرشح الأول للفوز بالدوري الإنجليزي، هذا الموسم.

صلاح قال على آرسنال هو المرشح رقم 1 للبريمييرليج، ففاز ليفربول على آرسنال بهدف نظيف، في الجولة الثالثة، وها هو السيناريو يتجدد، رغم اختلاف النهايات، عندما تحدث جوارديولا في المؤتمر الصحفي للمباراة، والذي أشاد بتلميذه بقوله إنه مدرب استثنائي، وعزّز الفريق في 4 أو 5 فترات انتقال، حتى صار لديهم فريق مذهل، وبات من أصعب الخصوم حاليًا في أوروبا، كما قال إن ممثل لندن سيتوج بلقب البريمييرليج عاجلًا أم آجلًا.

ورغم أن السباق لا يزال طويلًا، وبالتأكيد ستكون هناك منعطفات خطيرة، إلا أنه يجب على أرتيتا ألا تخدعه الشعارات الرنانة، ومديح المنافسين، خاصة بعدما تعثر آرسنال في ثاني مواجهة كبرى في البريمييرليج.

خطأ تمركز كلفه الكثير، هذا الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، الذي كاد أن يصنع رقمًا مميزًا بالحفاظ على نظافة شباكه في ثالث مبارياته تواليًا، قبل أن يباغته مارتينيلي بهدف التعادل.

جوارديولا دفع ثمن التكتل الدفاعي الزائد، وبدا الإرهاق البدني واضحًا على لاعبي السيتي، أمام مدافع الجانرز، ولولا دوناروما، لكان لنتيجة المباراة شأن آخر.

أبرز تصديات دوناروما كانت في الدقيقة 26، عندما كان دوناروما يقظًا أمام محاولة خادعة من ديكلان رايس لاستغلال ركلة ركنية لتسجيل هدف أولمبي، على غرار ما فعله أنخيل دي ماريا مع روزاريو سنترال في مرمى بوكا جونيورز.

وقبل هدف التعادل، كاد خطأ بين دوناروما والمدافع روبن دياش أن يمنح جيوكيريس فرصة هدف على طبق من فضة، عندما ترك المدافع الكرة ليشتتها الحارس، إلا أن الإيطالي تدارك الأمر سريعًا وأنقذ مرماه.

قمة كروية انتهت بالتعادل، وكان ليفربول هو المستفيد الأكبر، بعدما ضمن الابتعاد في صدارة البريمييرليج بعلامته الكاملة، ويمكن القول إن جوارديولا حاول لعب المباراة بذكاء، إلا أن ركونه للدفاع الزائد كان الهدية التي استغلها أرتيتا بنجاح مع آرسنال، ولم تنفع معها المرتدّات الهجومية التي جاءت في آخر أوقات المباراة.

مانشستر سيتي ترك الاستحواذ إلى آرسنال، والذي امتلك الكرة بنسبة 76% مقابل 33% للضيوف، كما أن لاعبو الجانرز تواجدوا في ملعب الخصم بـ8 لمسات فقط، مقابل 39 لمسة لآرسنال، فكانت نتيجة التعادل منطقية، وإن كان مانشستر أكثر حظًا بالخروج بنقطة التعادل وليس العكس.

أرتيتا تفوق على جوارديولا في لعبة التبديلات، في الشوط الثاني، فقدم بوكايو ساكا وإيزي ومارتينيزي الخطورة الهجومية، التي كان آرسنال بحاجة إليها، فيما أكد جوارديولا أن خروجه من جلده، أثر عليه سلبيًا.