في عام 129 بعد الفتح اندلعت أكبر حرب أهلية شهدها التاريخ بين "آل تارجريان" والذي انقسم إلى منزلين، الأسود والأخضر.
الحرب – المعروفة تاريخيًا باسم رقصة التنانين - اندلعت بسبب خلاف على الحكم بين رينيرا تارجريان، قائدة الأسود ووارثة العرش، وشقيقها إيجون تارجريان مدعومًا بوالدته أليسنت هايتاور الذي حصل على العرش الحديدي لأنّه فقط أول ذكر في سلالة الملك فيسيريس تاريجريان.
لا تقلق أنت في المكان الصحيح، هذا موقع رياضي يتحدث عن كرة القدم وليس مكانًا مخصصًا للتاريخ الموازي الذي يتابعه عشاق الفانتازيا وقصص الخيال العلمي، ولكن هذه الحرب باختلاف تفاصيلها فلا تزال تتكرر حتى الآن، ولذلك لن تندهش لو ذُكرت هذه القصة ضمن مجموعة كتب تهتم بصراع العروش!
صراع العروش هنا لا يخص آل تارجريان لكن مرتبط بعرش الأفضل في باريس سان جيرمان، واللاعب المدلل في كتيبة المدللين، صراع بين الثلاثي كيليان مبابي ونيمار وميسي، أو ربما للدقة هو بين مبابي ونيمار والجميع ينتظر من ميسي أن يعلن انتمائه لأحد المعسكرين، من ينتصر فيه إذًا؟
حجر الأساس
Gettyقصتنا تبدأ مثل "رقصة التنانين"، نادٍ يقرر استقدام نيمار من برشلونة برقم ضخم وصل إلى 222 مليون يورو لتصبح أغلى صفقة في التاريخ، والهدف واضح أنّ يكون البرازيلي قائد المشروع والجالس على عرش باريس سان جيرمان الحديدي!
مع انضمامه، جاء شاب صغير تاريخه عبارة عن موسم عظيم مع موناكو الفرنسي، ولكنّه انضم على سبيل الإعارة مع إلزام الشراء في الموسم التالي مقابل 180 مليون يورو.
رقم ضخم أيضًا، لكن لا يزال الخليفة الشرعي لمشروع باريس هو نيمار، ومبابي مجرد الموهبة القادرة على حمل الإرث خلفه.
لكن الفرنسي يبدو أنّه لم يقبل بذلك، رفض أن يصبح وريث المشروع خلف نيمار، رفض أن يكون رقم اثنين وحاول بكل الطرق أن يصبح الأول.
الصراع كان خفيًا غير واضح، فالجميع مبتسم وسعيد أمام الكاميرات لكن في الخفاء هناك مؤامرة تُحاك لا أحد يعرف تفاصيلها.
وكما كان موت الملك فيسيريس بداية اندلاع الحرب بين أسود وأخضر تارجريان، جاء صيف 2022 ليكون بداية صعود ملامح الصراع إلى السطح، حينما كان عقد مبابي على وشك الانتهاء والمؤشرات كلها تؤكد رحيله إلى ريال مدريد.
لكن تدخل ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، ومعه رئيس فرنسا بنفسه لإقناع اللاعب بالبقاء، وبمنحه راتبًا لم يحلم بالحصول عليه في أي نادٍ في العالم بما في ذلك ريال مدريد ذاته!
انضم إلى التحالف يا ميسي
(C)Getty Imagesمع بداية الموسم الحالي بدا واضحًا أنّ مبابي لا يشعر بالسعادة في باريس سان جيرمان رغم قراره بالبقاء.
نيمار بدأ الموسم بأفضل شكل ممكن، وأثبت أنّ العرش الحديدي حقه الشرعي، وبدا وكأنّه أقنع صديقه القديم، ليونيل ميسي، بالانضمام إلى حلفه ودعمه وتأييده ليكون فتى باريس سان جيرمان الأول.
التقارير وردت بأنّ مبابي غير سعيد بل ويفكر حتى في الرحيل عن باريس سان جيرمان في يناير، لكن لم تمر أيام إلا ونفى اللاعب الأمر وكذلك الإدارة، لتتغير الأخبار الواردة من العاصمة الفرنسية.
الآن أصبح التوجه يقول إن مبابي عازم على البقاء وإثبات أنّه الخليفة الشرعي للعرش الحديدي، ربما فعل مثل إيجون تارجريان حينما رفض العرش في البداية ثم سرعان ما قبله، لكن الأزمة تبقى في ولاء ميسي!
وهنا خرجت علينا صحيفة "ماركا" لتؤكد إنّه وفقًا لمصادرها في فرنسا، فإنّ مبابي بدأ بالفعل تكوين علاقات قوية مع ميسي على أمل الإطاحة بنيمار من باريس سان جيرمان.
ورغم أنّ ميسي قد يرحل بنهاية الموسم الجاري، لكن إدارة باريس سان جيرمان عازمة على تمديد عقده ومنحه فرصة للبقاء فترة أطول في أوروبا، لكنّ نيمار لم يعد يحمل الوزن الكبير الذي سبق وحمله.
لا أحد يعلم ما الذي سيفعله ميسي وإلى أي معسكر سوف ينتمي، لكن يبدو أنّ "رقصة التنانين" بدأت في باريس سان جيرمان بالفعل، ولن تنتهي إلا بصورة درامية كاسحة!
نعتذر عن حرق المسلسل لمن لم يشاهد الموسم الأول، ولكنّ أزمة مبابي/نيمار والمحايد ميسي ظهرت منذ فترة وسرعان ما طفت على السطح لتشكل حربًا قد تطيح بـ "آل التنين" أو نقصد باريس سان جيرمان!


