بدأ كريستيانو رونالدو موسه مع النصر جيدًا جدًا بالتتويج بالبطولة العربية، وقد توقع الجميع أن يكون هذا موسم الفريق العاصمي ونجمه البرتغالي خاصة بعد الدعم الممتاز بالأجانب، لكن ما حدث لم يكن كذلك أبدًا.
اشترك الآن في شاهد واستمتع بمشاهدة مباريات دوري روشن
رونالدو كان دون شك نقطة قوة النصر الكبيرة في الموسم الجاري، شخصيته القيادية وعقليته الانتصارية وجوعه الدائم للنجاح كان دافعًا لزملائه للاجتهاد والتضحية، جودته العالية وقدراته الفنية الكبيرة كانت سلاح النصر لدك مرمى الخصوم وانتزاع النقاط، اسمه كان كفيلًا ببث الخوف في قلوب المنافسين وخبرته وتاريخه كان كفيلًا بحماية اللاعبين من الإعلام والحكام والفريق بالكامل داخل وخارج أرض الملعب.
كل تلك كانت نقاط قوة كبيرة مجتمعة في لاعب واحد هو رونالدو، لكن الملاحظ في الأشهر الأخيرة أن نقطة القوة الكبرى تلك أصبحت نقطة ضعف هائلة للنصر! لماذا؟ لتلك الأسباب الخمسة التي كانت أشبه بالطعنات القاتلة وحولت رونالدو من القوة إلى العجز التدريجي ..
حمّل التطبيق الآن الخاص بشاهد لمتابعة دوري روشن
1- حجز مكان المهاجم الصريح | رونالدو تألق في هذا المركز خلال السنوات الأخيرة، لكن قدراته البدنية لم تعد تسعفه ليُواصل اللعب كمهاجم صريح خاصة مع وجود بدائل أفضل على رأسها ساديو ماني الذي تألق حين لعب بدلًا من البرتغالي خلال مواجهة الفيحاء.
صحيح أن رونالدو هداف الفريق ودوري روشن السعودي، إلا أن الفائدة الفنية للنصر قد تكون أكبر كثيرًا حال لعب ماني في الهجوم وشارك عبد الرحمن غريب في اليسار وتواجد تاليسكا وأوتافيو في بقية خانات المربع الهجومي للفريق ... والمباريات الكبيرة والصعبة خير دليل على تواضع مردود رونالدو في خانة المهاجم.
2- انقلاب تأثيره من إيجابي إلى سلبي على زملائه | جوع رونالدو الدائم وحبه للنجاح كان كما أوضحت دافعًا لزملائه اللاعبين، لكن انقلاب ذلك لدى اللاعب إلى توتر وعصبية وانفعال دائم على الحكام والجمهور المنافس وكل شيء قلب ذلك التأثير إلى سلبي، حيث وضع الكثير من الضغوطات على اللاعبين وجعل كل منهم خائف من مجرد ارتكاب أي هفوة بسيطة أو عدم التمرير إلى رونالدو وهو ما أثر سلبًا على أدائهم الفني في الملعب.
3- تحفيز المنافسين | جميع فرق الدوري السعودي تُواجه بعضها البعض بالحوافز والدوافع العادية، لكن مواجهة رونالدو للنادي ولاعبيه ومدربه وجمهوره أصبحت جولة خاصة في تلك الحرب المتواصلة طوال الموسم! تصرفات رونالدو على الملعب وقيمته واسم الكبير أصبح حافزًا للمنافسين لتقديم أفضل ما لديهم ضده وضد النصر بالتبعية وهذا جعل المباريات أصعب كثيرًا على الفريق الأصفر، ونرى دومًا جمهور النصر يُكرر جملة "لو لعب هذا الفريق كل مبارياته مثلما يلعب ضدنا لحقق اللقب" وهم محقين تمامًا في ذلك!
4- جمهور رونالدو | غاب رونالدو عن مباراة النصر والفيحاء فلم يحضر في الملعب سوى 6 آلاف مشجع! هذه إشارة خطيرة جدًا أن يكون جمهور النصر تحول إلى جمهور رونالدو، أي أن تعلق العشاق باللاعب أكثر من الفريق، لأن برحيله سيرحلون معه ويتركون الكيان وحيدًا! هذا لن يحدث بالطبع مع الجمهور القديم المحب للنصر لكن الجمهور المنضم حديثًا للنادي منذ انضمام صاحب الـ39 عامًا إليه.
5- خروجه المتكرر عن النص | الإحباط الذي يعيشه رونالدو على الملعب من تراجع النتائج وفقدان الألقاب واحدًا تلو الآخر دفعه للخروج عن النص كثيرًا في الأسابيع الأخيرة، يكفينا أن نرى كيف كان يُواجه هتاف "ميسي ميسي" في بداية الموسم، بالضحك والتجاهل والسخرية، وكيف أصبح رد فعله غاضبًا وعصبيًا في المباريات الأخيرة حتى أنه تعرض للإيقاف بسبب رده على جمهور الشباب بإشارة خارجة، ومؤخرًا طرد أمام الهلال في السوبر لاعتدائه على علي البليهي ... هذا لا يؤدي فقط إلى فقدان جهود اللاعب في الملعب بل إلى جدل كبير يُصاحب تلك التصرفات ويؤثر سلبًا على الفريق.
ما سبق لا يعني أن النصر مطالب بالتخلي عن رونالدو أو طرده من الفريق أو أنه سبب تواضح موسم الفريق، لكن يعني حاجته للتوجيه والنصح أو على الأقل الحديث معه بشكل جدي وحاسم ليتجاوز إحباطه وعصبيته ويُركز في القادم، سواء كان بطولة كأس الملك أو الموسم القادم.