ينتظر الجميع بفارغ الصبر انطلاق الموسم الجديد من الدوري السعودي في الـ25 من أغسطس القادم، نظرًا لما يعد به من متعة وإثارة نتيجة الدعم الكبير والصفقات الممتازة لأندية البطولة خلال سوق الانتقالات الصيفي الجاري.
الموسم الأخير من الدوري اختتم قريبًا بفوز الهلال باللقب بعد صراع شرس مع الاتحاد وتواجد النصر ثالثًا وهبوط الأهلي لدوري يلو، وقد أظهر لنا ضرورة اتخاذ الأندية لقرارات شجاعة وجريئة خلال الميركاتو الصيفي الجاري لتظهر بشكل أقوى وأفضل الموسم القادم، نستعرضها معًا ..
اقرأ أيضًا | فيديو | شاهد رد فعل سلمان الفرج على مجموعة السعودية في مونديال 2022
رحيل بيريرا وماريجا عن الهلال
لا يُمكن وصف موسم موسى ماريجا وماتيوس بيريرا بالفاشل مع الهلال، حيث ساهما بشكل جيد في إنجاز الفوز بالدوري السعودي ودوري أبطال آسيا وكأس السوبر السعودي، لكن لا يُمكن أيضًا القول بأنه لبى الطموحات وحقق الآمال لأنه كان أقل كثيرًا من المتوقع خاصة بالمقارنة مع المبالغ التي تكبدها النادي للتعاقد معهما، وتحديدًا صانع الألعاب البرازيلي.
بيريرا ورغم أرقامه الجيدة على صعيد صناعة الأهداف إلا أنه لم يمنح الهلال تلك القفزة النوعية في الجودة، والتي أرادها الفريق عند دفع 18 مليون يورو لضمه من وست بروميتش ألبيون، بل كان مجرد لاعب عادي ضمن المجموعة، حتى أن بعض زملائه تفوقوا عليه بوضوح مثل سالم الدوسري وأوديون إيجالو وأندريه كاريلو وسلمان الفرج.
لذا التخلي عن بيريرا قد يكون الحل المناسب للهلال هذا الصيف حتى لو تضمن ذلك خسارة مالية، لأن استمراره أكثر قد يزيد من تلك الخسارة في يناير أو الصيف القادم.
ماريجا مهاجم ممتاز لكنه جناح جيد لا أكثر، وفي الهلال لا حاجة بوجود إيجالو ويُمكن ضم جناح أفضل كثيرًا يؤدي أدوار هذا المركز الدفاعية والهجومية المطلوبة بجودة أعلى.
التخلي عن أبو بكر وجوناثان
النصر اتخذ النصف الأول من هذا القرار الشجاع وتخلص من جوناثان رودريجيز بعد 6 أشهر فقط من ضمه، وبقي أن يستمع جيدًا للعروض القادمة لفينسنت أبو بكر ويقبل أي منها لأن الواضح أنه لا مكان للاعب في الكتيبة النصراوية.
أبو بكر لا يختلف كثيرًا عن ماريجا، هو مهاجم حقيقي لكن عدم وجود مساحة له في الهجوم أجبره على اللعب كجناح رغم أنه لا يقوم بواجبات هذا المركز جيدًا، سواء الدفاعية أو الهجومية.
النصر أمامه حلين، إما الاعتماد على أبو بكر كمهاجم متقدم أو التخلي عنه تمامًا والتعاقد مع مهاجم جديد أو الاعتماد على تاليسكا وخلفه بيتي مارتينيز وجلب جناح أيمن جديد مع تجديد الثقة بالأوزبكي جلال الدين ماشاريبوف.
ومن حُسن حظ النادي السعودي أن الكاميروني تألق مع منتخب بلاده وأصبح مطلوبًا في بعض الأندية، أعتقد أن عدم قبول أي من العروض المقدمة له سيكون قرارًا قد تندم إدارة النصر عليه كثيرًا، لأن الأكيد أن أبو بكر لا يصلح لمركز الجناح.
فسخ عقد عمر السومة
هذا القرار يجب أن تتخذه إدارة النادي الأهلي حتى لو بقي الفريق في دوري المحترفين ولم يهبط لدوري يلو، ليس فقط لأن مستوى عمر السومة تراجع كثيرًا بل لأنه فقد الدوافع والحافز لبذل الجهد والتضحية لصالح قميص الراقي.
واضح جدًا أن السومة أصبح عبئًا ثقيلًا على الأهلي داخل وخارج الملعب، سواء لتراجع مستواه وغياب أهدافه أو لراتبه الكبير، والحل الأفضل فسخ عقده بالتراضي ومنحه الفرصة لينضم لأي نادٍ آخر مقابل تنازله عن قيمة العقد ومستحقاته المالية المتأخرة.
هبوط الأهلي جعل من ذلك المطلب ضرورة قصوى لأن اللاعب لن يعطي جيدًا في دوري يلو حيث اللعب بعيدًا عن الإعلام والجمهور ولأن النادي لن يستطع تحمل فاتورة راتبه الكبيرة في ظل تراجع مداخيله المالية.
إعارة العويس والحمدان
لا مجال للتشكيك أبدًا في خطأ قرار محمد العويس الرحيل عن الأهلي للهلال في منتصف الموسم الماضي رغم علمه الأكيد أن عبد الله المعيوف لن يترك له المجال أبدًا للعب أساسيًا، وتصحيح هذا الخطأ لن يكون سوى بالخروج معارًا لأي نادٍ يُوفر له فرصة اللعب المنتظم وإلا فهو يُغامر كثيرًا بالتواجد مع المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 2022.
العويس عليه أن يتحلى بالجرأة والشجاعة ويطلب من الهلال الموافقة على رحيله بالإعارة لحماية فرصته في تمثيل الأخضر في المونديال، وإلا قد يجد نفسه بديلًا وللمعيوف تحديدًا.
عبد الله الحمدان حالة لا تختلف كثيرًا إلا في أنه بدأ يحصل على بعض الفرص في نهاية الموسم، لكن الأكيد أنه لن يلعب أساسيًا الموسم القادم مع رامون دياز، بل ربما لن يكون البديل الأول، بسبب وجود عدد كبير من العناصر المحلية والأجنبية الممتازة في الفريق.
الحمدان أحد العناصر المهمة للمنتخب السعودي وعليه كذلك أن يمتلك الشجاعة والجرأة للخروج لأي نادٍ يمنحه فرصة اللعب أساسيًا ليضمن تواجده مع الأخضر في قطر، وربما فراس البريكان هو المثل الأهم والأفضل الذي يجب أن يقتدي به الحمدان وغيره من اللاعبين السعوديين الموهوبين المظلومين في الأندية الكبيرة.
إدارة الهلال مطالبة بالوقوف مع اللاعبين والموافقة على خروجهما بالإعارة ولو لـ6 أشهر ويُمكن استعادتهما خلال سوق الانتقالات الشتوي، خاصة أن خروجهما لن يضر الفريق أو يؤثر عليه سلبًا.