Samuel Eto'o, Rigobert Song, Marc-Vivien Foe of CameroonGoal/Getty

بعد 18 عامًا على وفاته.. مارك فيفيان فوي ينقذ حياة إريكسن

مثل سقوط كريستيان إريكسن المفاجئ على الأرض، خلال مباراة الدنمارك وفنلندا في الجولة الافتتاحية من دور المجموعات في بطولة أمم أوروبا، صدمة لجميع عشاق كرة القدم على مستوى العالم.

وبينما كانت الجماهير في العديد من البلدان تدعو للنجم الدنماركي حتى يتخطى أزمته، عادت إلى جماهير الكاميرون ونادي مانشستر سيتي الإنجليزي على حد السواء ذكريات مؤلمة لوفاة لاعب وسط "الأسود غير المروضة" مارك فيفيان فوي.

كيف توفي مارك فيفيان فوي؟

كان مارك فيفيان فوي فردًا في تشكيل منتخب الكاميرون في بطولة كأس القارات 2003، التي أقيمت في فرنسا، ولعب بالفعل في أول مباراتين أمام البرازيل وتركيا وفاز فيهما "الأسود غير المروضة"، واستراح في المباراة ضد الولايات المتحدة بعد ضمان التأهل إلى نصف النهائي.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وفي يوم 26 يونيو 2003، أي قبل ثمانية عشر عامًا بالتحديد، تواجه منتخبا الكاميرون وكولومبيا في نصف النهائي، في المباراة التي أقيمت على استاد جيرلان في ليون، وشهدت الدقائق 72 سقوطًا مفاجئًا من فوي في وسط الملعب مع عدم وجود أي لاعب بجواره.

وبعد محاولات إنعاشه على أرض الملعب، تم نقله إلى الخارج حيث تلقى الإنعاش الفموي والإمداد بالأكسجين، وأمضى المسعفون 45 دقيقة في محاولة إعادة قلبه للنبض من جديد.

ورغم أن مارك فيفيان فوي كان على قيد الحياة عند وصوله إلى المركز الطبي، إلا أنه توفي بعد ذلك بوقت قصير، واكتشف تشريح الجثة أن سبب الوفاة كان مرتبطًا باعتلال عضلة القلب.

إريكسن يدين بحياته إلى فوي

ما حدث لنجم الوسط الدنماركي يبدو مشابهًا تمامًا لما حدث مع مارك فيفيان فوي، لكن على عكس الكاميروني، تم إنقاذ حياة إريكسن، مع زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب في جسده لمنع ذلك الحادث من التكرار.

وفاة فوي كانت بمثابة جرس إنذار، فتح أعين المسؤولين عن الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص على ضرورة الإشراف والانتباه أكثر إلى صحة اللاعبين.

ويبدو أن ما تم تفويته أثناء تقديم الإسعافات الأولية إلى فوي، والذي كان من الممكن أن ينقذ حياته، تم فعله بشكل مثالي عندما سقط إريكسن.

Christian EriksenGetty

واعترف سانجاري شارما أستاذ أمراض القلب في جامعة لندن، خلال مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2013، أنه شعر بالصدمة عندما شاهد لقطات العلاج الميداني الذي تلقاه فوي.

وقال: "سقط أحد اللاعبين دون أي تدخل، وعيناه تراجعتا، ولم يكن هناك أي رد فعل في جسده، لذلك كان من الواضح أن أمرًا فظيعًا قد حدث".

وأضاف: "بدا أن الأمر لم يتحسن عند المحاولات الأولية للإنعاش، وبصفتنا أطباء قلب، نحب أن يبدأ الإنعاش في غضون دقيقة ونصف من سقوط شخص ما، واستخدام مزيل الرجفان في غضون ثلاث دقائق، هذا يجعل نسبة تخطي الأزمة 70%".

وتابع: "رغم ذلك مرت خمس أو ست دقائق قبل أن أرى أي عمل إيجابي مع مارك فيفيان فوي، ربما كانت هذه المرة الأولى التي يحدث فيها أمر مماثل في كرة القدم، في كل الأحوال، لا تتوقع أن يسقط بطل كرة قدم بهذه الطريقة ويموت".

كيف تغيرت إجراءات إنعاش اللاعبين منذ وفاة فوي؟

ومنذ ذلك الحين، تم إجراء تحسينات هائلة في النظام الطبي في كرة القدم، حسبما أكد جيري دفوراك المدير الطبي السابق في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وقال دفوراك في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية أثناء فترة توليه منصبه في الاتحاد الدولي لكرة القدم: "لقد قمنا بالكثير من العمل للحد من مخاطر السكتة القلبية المفاجئة منذ ذلك الحين على جميع المستويات، ونفحص جميع اللاعبين قبل خوض المنافسات".

وأضاف: "قمنا أيضًا بتدريب الفرق الطبية المساعدة على الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام أجهزة تنظيم ضربات القلب، لدينا خطة إذا حدث أمر مماثل والمعدات، بالإضافة إلى أطباء الفرق الذين أصبحوا أكثر دراية بهذه الحالات".

وأشارت العديد من التقارير أنه أثناء علاج إريكسن على أرض الملعب تم استخدام الإنعاش القلبي الرئوي كواحد من أولى العلاجات التي تم تقديمها إليه، وهو ما ساعد في نهاية المطاف على استعادة وعيه واستقرار حالته.

اقرأ أيضًا

إعلان