هيثم محمد فيسبوك تويتر
أعلن روما مساء الجمعة رحيل مديره الرياضي مونشي عن منصبه رسمياً بعد تجربة لم تكمل حتى عامها الثاني واختلفت الآراء في تقييمها ما بين النجاح والفشل.
مونشي رحل بعد سلسلة من النتائج السلبية للجيالوروسي، بداية من تراجع النتائج في الدوري الموسم الحالي، ثم الهزيمة بالسباعية على يد فيورنتينا بالكأس، وأخيراً وداع دوري الأبطال من الدور الثاني.
وانقسمت الآراء حول المدير الرياضي الإسباني وفترته في العاصمة الإيطالية ما بين من يصفها بالإيجابية وعادت على الفائدة على الفريق، وآخرون يرونها سلبية وتسببت في تراجع روما.
وصف فترة مونشي مع روما بالإيجابية سيكون عبر منظور اقتصادي بحت، الرجل تسلم فريقاً تعاني إدارته من الديون وقواعد اللعب النظيف الخاصة بالاتحاد الأوروبي، فنجح عبر نقطة قوته الأبرز، بيع اللاعبين بمبالغ ضخمة، في تلبية مطالب الإدارة على هذا الصعيد.
باع مونشي لاسماء بحجم محمد صلاح، رادجا ناينجولان، أنتونيو روديجر، كيفن ستروتمان، أليسون بيكر، إيمرسون بالمييري، وليوناردو باريديس بمبلغ يقارب 250 مليون يورو، وهو ما جعل الفريق سيتحرر من قيود اللعب النظيف بحلول أبريل المقبل، الأمر الذي لازالت اسماء أخرى كبيرى في إيطاليا مثل ميلان تعاني من ويلاته وعواقبه.

المعسكر الآخر الذي ينتقد مونشي ويحمله مسؤولية تدهور الفريق سيشير لنفس اللاعبين المباعين على أنهم السبب وراء ذلك الرأي السلبي، تفريغ روما من نجومه أثر كثيراً على الفريق الموسم الجاري، فبعد إنجاز العام الماضي ونصف نهائي دوري الأبطال ومركز ثالث في السيري آ، تأثر الفريق بفقدان أعمدته الرئيسية برحيل ناينجولان وأليسون وستروتمان، وفشل بدلائهم بريان كريستانتي وستيفان نزونزي وروبن أولسن الذين راهم عليهم مونشي في سد الفراغ.
مونشي نجح في عامه الأول في مقامرته عندما باع صلاح وروديجر ولم يتأثر الفريق برحيلهما، ولكن المرة الثانية لم يفلح الأمر برهانه على الأسماء الشابة مثل جاستن كلويفرت وأنتي كوريتش، وباستثناء نيكولو زانيولو، لا يوجد صفقة أُجريت الصيف الماضي يمكن وصفها بالناجحة.
Getty Imagesربما لا يتحمل مونشي مونشي مسؤولية التراجع بمفرده، فالرجل أُتي به من قبل الرئيس جيمس بالوتا ليس للمنافسة على البطولات ولكن لتكرار تجربته مع إشبيلية بتكوين فريق اقتصادياً يحقق الأرباح وفي نفس الوقت يتواجد بشكل مستمر في دائرة التنافس، وهو ما نجح فيه بشكل باهر في عامه الأول، وحتى في الحالي فتواجد الفريق بالدور الثاني للأبطال في حد ذاته يضمن لروما مبلغاً لن يقل عن خمسين مليوناً، ولكن روما فريق ذو شعبية كبيرة وجماهير صعبة المراس لن يرضيها الأرباح المادية وتفضل رؤية تأثير ذلك على الأقل في أرض الملعب.
ختاماً الحكم على محطة مونشي القصيرة في روما يبقى صعباً، اقتصادياً الرجل أدى مهمته بنجاح منقطع النظير، ولكن فنياً قدم موسماً أولاً مميزاً فشل في البناء على نجاحه في الثاني ويرحل تاركاً الفريق لمستقبل مجهول بعد رحيله هو وأوزيبيو دي فرانشيسكو وبقيادة أمريكية متهورة.




