هيثم محمد فيسبوك تويتر
ستكون مباراة مساء السبت في قمة الكرة الألمانية بين بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند محط أنظار الجميع في عالم كرة القدم في ظل الدور الذي قد يلعبه "الكلاسيكر" في تحديد هوية بطل البوندسليجا الموسم المقبل، ولكن هناك شخص آخر سيتابع المباراة عن كثب لكونه مرشحاً لقيادة أحد قطبيها الموسم المقبل.
آخر الترشيحات وضعت اسم جوزيه مورينيو كأحد أبرز الأسماء لخلافة نيكو كوفاتش في تدريب بايرن ميونخ الموسم المقبل وقيادة ثورة التصحيح في النادي البافاري، تحدي سيكون جديداً للمدرب البرتغالي بعد محطاته مع بورتو، تشيلسي، إنتر، وريال مدريد، ومانشستر يونايتد، ولكن هل هو الأنسب له؟
Gettyبايرن ميونخ يمر حتى الآن بموسم متباين، الفريق غامر في بداية الموسم بإعطاء تدريب الفريق لكوفاتش رغم قلة خبراته، كما لم يدعم الفريق واكتفى بالحرس القديم، مما جعله يمر ببداية صعبة مع كثرة الإصابات وتجارب المدير الفني الكرواتي للوصول للتوليفة الأمثل، حتى نجح في منتصفه بإعادة التوازن وتسلق جدول الترتيب ومناطحة دورتموند في القمة، كما وصل لنصف نهائي الكأس، ولكن صدمة الخروج المبكر بدوري الأبطال تركت أثرها على فريق اعتاد الوصول لمراحل متقدمة بالمسابقة.
إدارة بايرن أدركت أخطائها وقررت التحرك وتصحيح الأوضاع، الإعلان عن ميزانية كبيرة في سوق الانتقالات وتعاقدات ضخمة بداية من الثنائي لوكاس هيرنانديز وبينيامين بافارد، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل يبقى كوفاتش مديراً فنيا؟ أم نرى مورينيو في ميونخ؟
فرضية بقاء الكرواتي تبقى حية، خصوصاً إذا حسم الثنائية المحلية رغم البدايات المتعثرة، ومع تأكيد الإدارة مساندتها له، ولكن في حال الإخقاق خصوصاً في تحقيق لقب البوندسليجا قد يكون للثنائي كارل هانز رومينيجه وأولي هونيس رأياً آخراً وتتحول فرص تولي مورينيو لواقع.
الدوري الألماني سيكون واقعاً جديداً تماماً للمدير الفني البرتغالي وربما ما يحتاجه الفترة المقبلة، مورينيو تعود على الأجواء التنافسية في تجاربه في إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، ولكن في البوندسليجا سيجد نفسه مع فريق يخشاه الجميع ويفرض سيطرته، وهو ما قد يساعد "السبيشال وان" من أجل استعادة هيبته التدريبية، فربما ما يحتاجه هو خطوة للخلف في مشواره من أجل استعادة البريق.
ولكن تدريب بايرن في حد ذاته ليس خطوة للخلف، فهو يتولى قيادة فريق من عمالقة القارة الأوروبية، ولا يقل عن أي من أنديته السابقة، ومعه سيضمن لعب دوري الأبطال والتنافس على اللقب المحبب لقلبه وفرصة إضافة فوز ثالث بعد تتويجاته مع بورتو وإنتر، كما سيجد إدارة ستلبي طلباته في سوق الانتقالات في ظل الرغبة بتحديث الفريق وبدأ مشروع جديد الموسم المقبل.

ولكن على مورينيو الإدراك أن معايير النجاح في ألمانيا تختلف عن نظيرتها في إنجلترا مثلاً، ففي بايرن لن يتقبل أحد أن يخرج متفاخراً بالمركز الثاني كما كان الحال في مانشستر، ولا يجب أن ينسى أن تجربة بيب جوارديولا حُكم عليها بالفشل رغم هيمنته على لقب البوندسليجا، وذلك بسبب فشله في تخطي نصف نهائي دوري الأبطال.
نقطة أخرى يجب أن توضع في الاعتبار هو أن الألمان وبايرن ميونخ يفضلون الكرة الهجومية، الأمر الذي يتنافى مع فلسفة البرتغالي المتحفظة، لذا سيكون مثيراً للاهتمام معرفة كيف سيلعب بايرن مع مورينيو إذا تولى تدريبه، وهل ستوافق الإدارة على تحويل البافاري لفريق متحفظة يلجأ للمرتدات.
الحلول المتاحة لمورينيو تتناقص واحداً بعد الآخر، فبعد تولي زيدان تدريب ريال مدريد واقتراب كونتي من إنتر، وعدم منطقية تدريبه لليون أو إيفرتون رغم الإشاعات، يبدو بايرن ميونخ الحل الأنسب له الموسم المقبل، ولكن سيكون عليه التفكير ملياً في خطوته المقبلة لأن أي فشل جديد في مسيرة البرتغالي قد يكون المسمار الأخير في مسيرته.
